رئيس التحرير
عصام كامل

نصيحة للفرقاء


نصيحتي للفرقاء...
إن لم تتبرأ من كل مخطئ، وتعودت أن تتغافل أخطاءه من أجل البقاء بالقوة العددية لك ولمن يناصرك، ستدفع الثمن عندما يهاجمك مخالفك في الفكر وليس (عدوك) كما يصورون لك جهلا، فإن دفاعك عنه أو حتى سكوتك ما هو إلا نوع من التصديق على ما يقول، سيظهر غيره وغيره، فتكثر أعدادهم وتعلو أصواتهم، وأنت ساكت، لأنك تعتقد أنهم أفضل من خصومك، أعلمُ أن ما بداخلك من ضمير ومبدأ سيجعلك دوما كارها لما يقوله أنصارك، لكن ظاهريا أنت مثلهم، سيكثر هؤلاء وهم يتسمون باسمكم، سيظهر العداء لمثل هذه الأفكار التي تنكرها أنت أيضا، لكنك تدافع عنها لمجرد أن من يتبناها أقرب لك من غيرك، سيظهر العداء لكم جميعًا من هؤلاء المعممين الرافضين لمثل هذه الأفكار الخاطئة وهم محقون في ذلك، فقط خطؤهم هو التعميم، أنت الذي تتسبب في ذلك بتبنيك مبدأ أن هؤلاء أخف ضررا من هؤلاء، لكن أليس السكوت عن الحق جريمة كبرى؟، أليس الرضا بالظلم فاحشة لن تغتفر؟، وعندما تفيق وتبدأ بالكلام والنقد يكون الصوت غير مسموع لا أحد يصدقك فأنت صمت دوما وواليت من لا تتفق معه، كن منفردا فيما تقول فلا أحد يشبهك في كل شيء، عبر عن رأيك فيما تعتقد أنه الصواب ولا تدعي المعرفة الكاملة، ابدأ بانتقاد الأقرب إليك فهم أعداؤك أكثر من مخالفيك، تبرأ منهم، ستجد احتراما من مخالفك للرأي، عندئذ سيحترمك الجميع، قليل من السياسة يكفي.. إن كنت غير عامل بها، كثير من الإخلاص لوطنك.


حب الناس لك هو أفضل ما تكتنزه، كن متيقنا أن العنف وإيذاء الناس والتكفير والتخوين كلها أفكار مرفوضة.. تأكد من صواب مبادئك وأفكارك، تأكد من أنها تحترم الآخر، لا تبدأ بالتخوين وافترض حسن النية، فالخبيثون قليلون.. والمخلصون كثيرون، فكلنا نحمل اسم مصر وكلنا نحبها.. مصر هتبقى أحلى إن شاء الله.. حمى الله مصر وشعبها ووفقنا لما فيه الخير.
الجريدة الرسمية