رئيس التحرير
عصام كامل

تسبب في قتل عشرات الآلاف.. الموت يغيب آخر عملاء هتلر بكندا

عميل النازيين هيلموت
عميل النازيين هيلموت أوبرلاندر

لم ينسَ العالم الأفكار المرعبة عن  النازية أصحاب العرق الآري التي جرت البشرية لحافة الدمار بعدما قضت على حياة أكثر من 50 مليون إنسان على وجه البسيطة، أبان الحرب العالمية الثانية. 

مطاردة حتى آخر نازي 

ولسخرية القدر وبعد رفع دعاوى قضائية لتجريده من جنسيته الكندية وتسليمه إبان المشاركة في وحدات الموت النازية الرهيبة يغيبه الموت الذي لطالما عمل به أثناء خدمته في قوات النازية في الحرب العالمية الثانية. 

 

وبدأت القصة مع إعلان وسائل إعلام كندية، يوم الخميس، بأن عميل النازيين هيلموت أوبرلاندر الذي تتهمه روسيا بضلوعه في قتل المدنيين أثناء الحرب العالمية الثانية، قد توفي عن عمر ناهز 97 عامًا.

وكان هيلموت أوبرلاندر يحاول البقاء في كندا منذ أن بدأت الشرطة الكندية التحقيق معه عام 1995 حول تعاونه مع وحدة إبادة نازية خلال الحرب العالمية الثانية.

 

سحب الجنسية من أوبرلاندر

وذكرت صحيفة "جلوب آند ميل" الكندية أن أوبرلاندر "على الرغم من تحديات حياته، إلا أنه ظل قويًّا في إيمانه.. لقد وجد المواساة في عائلته وحظي بدعم العديد من أفراد جاليته".

 

وفي ديسمبر 2019 رفضت أعلى محكمة في كندا النظر في قرار سحب الجنسية من أوبرلاندر بسبب صلاته بفرقة الموت النازية خلال الحرب العالمية الثانية وحاول مسؤولو الهجرة سحب جنسيته في أعوام 2001 و2007 و2012، ولكن كان يتم إلغاء القرار في الاستئناف في كل مرة.

وكان أوبرلاندر يواجه اتهامات بأنه لم يذكر عند وصوله إلى الأراضي الكندية عضويته في وحدة إبادة نازية نفذت العديد من عمليات الإعدام في أراضي الاتحاد السوفيتي.

 

من هو أوبر لاند 

هيلموت أوبرلاندر (من مواليد 15 فبراير 1924) هو مواطن كندي متجنس سابق كان عضوًا في أينزاتسجروبن فرق الموت من ألمانيا النازية عند احتلال الاتحاد السوفياتي أثناء الحرب العالمية الثانية. 

 

ولد أوبرلاندر في هالبشتات، في مستعمرة Molochna التي كانت المينونايت الروسي منطقة أوبلاست في أوكرانيا حاليا. 

وأثناء الحرب العالمية الثانية، شغل منصب مترجم لـ (اينزاتسكوماندو 10أ) واختصارها (إك 10 أ) التي كانت جزءًا من أينزاتسجروب د، عندما دخلت السوفياتي أوكرانيا في عام 1941. 

وأعدمت وحدته (ا ك 10 أ) أكثر من 40 ألف شخص، معظمهم من اليهود.

 

الحياة في كندا

هاجر أوبرلاندر إلى كندا مع زوجته مارغريت في عام 1954، حيث كان يدير شركة إنشاءات ناجحة ويعيش في كيتشنر واترلو، أونتاريو حتى أصبح مواطنًا كنديًا في عام 1960.

 

تحقيق

فتحت المحكمة الفيدرالية الكندية تحقيقا في عام 1963، حول جرائم الحرب النازية حول العالم؛ وفي عام 1970، كذب على محققي جرائم الحرب في ألمانيا الغربية، مدعيا أنه لم يسمع بـ(ا ك 10 أ) وأنه لم يكن على علم بأي عمليات إعدام لليهود على يد وحدته.

 

وكان من بين 29 قضية اختيرت "لاهتمام خاص" من قبل لجنة التحقيق بشأن مجرمي الحرب بسبب "جدية المزاعم وتوافر الأدلة"؛ وفي تقريرها النهائي لعام 1986، أوصت اللجنة بملاحقة مجرمي الحرب النازيين في المحاكم الكندية. 

 

إسقاط الجنسية

في عام 1995، حكومة كندا بدأت التجريد من الجنسية وإبعاده، في 28 فبراير 2000، أبلغ القاضي أندرو ماكاي عن النتائج التي توصل إليها: فقد خلص إلى أنه لا يوجد دليل على أن أوبرلاندر متورط، بشكل مباشر أو غير مباشر، في ارتكاب أي جرائم حرب او اي جرائم ضد الإنسانية. ومع ذلك، ربما لم يكشف عن سجله في زمن الحرب خلال مقابلة الهجرة عام 1953 في كارلسروه، المانيا. 

 

وقررت حكومة كندا أن حجب هذه المعلومات كان سببًا كافيًا لتجريد أوبرلاندر من جنسيته الكندية. 

وحدة إس إس الرهيبة 

وڤافن إس إس هي الجناح العسكري للحزب النازي، تابعة لشوتزشتافل احتوت تنظيماتها على أعضاء من الحزب النازي بالإضافة إلى متطوعين من المناطق المحتلة وغير المحتلة إبان الحرب العالمية الثانية.

 

تطورت نشأة الفافن إس إس من مجرد فوج إلى أكثر من 38 فرقة أثناء الحرب العالمية الثانية وقد خدمت بجانب قوات الجيش الألماني وباقي التشكيلات المقاتلة أثناء فترة الحرب، وبشكل عام فقد كانت فرق ال فافن إس إس تحت قيادة مكتب عمليات الإس إس برئاسة هينريش هملر. 

 

العرق الآري

وعند بداية الحرب العالمية الثانية كان قيادة فرق الإس إس أثناء العمليات القتالية تابع إلى القيادة العليا للقوات الألمانية الـ OKW مع بقاء بعض الوحدات تابعة لمكتب عمليات الإس إس تحت تحكم مباشر من هيملر. 

 

في البداية، تمشيا مع السياسة العنصرية لألمانيا النازية، كانت العضوية مفتوحة فقط للأشخاص من أصل ألماني (ما يسمى أصل آري).

البولنديين عرق ما دون بشري 

ثم  تم تخفيف القواعد جزئيًا في عام 1940،  وبعد ذلك تم تشكيل وحدات تتألف بشكل كبير من متطوعين من المناطق المحتلة فيما أصرت قيادة الإس إس على عقيدتهم التي تؤمن بأن العرق البولندى بمثابة عرق دون بشري فمنعوا تحديدا من المشاركة في تشكيلات هذه الفرق.   

 

اشتركت فرق الإس إس في عدد من الفظائع التي أدانتها محكمة نورمبرج بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتم الحكم عليها بكونها منظمة إجرامية وتم حرمان أعضاء سابقين في وحدات الإس إس من حقوقهم الممنوحة للمحاربين العسكريين القدامي وتم استثناء المجندين في تلك الوحدات من غير المتطوعين الذي شكلوا إجمالا ثلث الوحدات.   

الجريدة الرسمية