رئيس التحرير
عصام كامل

شكرًا للإخوان أراحونا مبكرا.. لكن إقصاءهم الآن جريمة


لم يعد لتنظيم الإخوان حاليا أى علاقة بالسلطة إلا مجرد إرهاصات.. والآن يتوقف نقدى لسلطة الرئيس السابق محمد مرسى وجماعته التى كان لها الدور الأكبر فى إسقاطه.. لأن النقد الآن لا يكون موضوعيا خاصة أن أخطر عدو للإخوان هم الإخوان أنفسهم..

فتنظيم الإخوان عاش أكثر من 80 عاما فى خصومة مع كل الأنظمة لكنه كان موجودا على الساحة.. كان يحصد المقاعد فى الانتخابات البرلمانية والنقابية والاتحادات الطلابية ليس بأصوات تنظيمه ولكن بتعاطف العديد من القوى السياسية والشعبية معه.

لم يسقط التنظيم إلا عندما وصل لكرسى الحكم الذى لم يكن فى تاريخه موقف وطنى واحد يفتخر به سوى أنه مضطهد من كل الأنظمة وإن كان قد اتضح للجميع حاليا أن تلك الأنظمة منذ عهد فاروق وحتى مبارك كلها أنظمة قد ظُلمت من الإخوان وليس العكس، ففاروق منحهم حرية الحركة والعمل لكنهم قرروا التخلص من خصومهم من أركان حكمه بالقتل.. وعبدالناصر الذى خصص لهم من مواقع السلطة عددا من الوزارات إلا أنهم رفضوا إلا بالغلبة وتآمروا عليه ودبروا له واقعة اغتيال بالمنشية التى أفاق بعدها عبدالناصر ولم يكن أمامه حل سوى مطاردتهم، والسادات الذى كان الأقرب لهم فأخرجهم من السجون وعفا عن الهاربين من أحكام تصل إلى الإعدام انتهى به الأمر إلى أن يُقتل بأيديهم.. ولو جاءت المعارضة التى نال مرسى دعم معظمها فى انتخابات الرئاسة فى دور الإعادة أقول لو جمعت المعارضة بكل أطيافها وإمكاناتها واستعانت بكل خبراء العالم المتخصصين فى الوقيعة بين الإخوان والشعب ما استطاعوا أن يفعلوا مثلما فعل الإخوان المسلمين بأنفسهم.

أقول إننى كنت من أكثر المتعاطفين مع الإخوان وكنت أرى أنهم ممن يرغبون فى أن يعملوا للمصلحة العامة ولكن الحقيقة أننى لم أجد نرجسية وأنانية وحبا للذات مثلما وجدت الإخوان.. كنت أحسب أنهم يعملون بكتاب الله وسنته ولكن وجدت أن وصايا حسن البنا وأفكار سيد قطب تتحول إلى منهج وأسلوب عمل.

لم أر ولم يعرف العالم كله طريقة إقصاء للآخر كما عرفنا مما قام به الإخوان.. لقد منح الله الإخوان الحكم بأصوات شعب مصر.. ولكنهم فعلوا بالشعب ما لم يفعله به المحتل.. كانت شهوة الحكم قد تحولت إلى مرض تمكن من نفوسهم فانقضوا يقصون كل الشعب بخبراته وقدراته وكفاءاته وانكبوا على كل المناصب والمواقع يلتهمونها بنهم وجشع وغباء فأسقطوا وهم فى طريقهم للاستحواذ على كل شىء العدل والإنصاف وتكافؤ الفرص. حتى أعطوا صورة غير حقيقية للإسلام.

ولكن الإسلام برىء مما يفعلون، ليس فى الإسلام عنف أو ظلم أو استحواذ أو إقصاء للآخر.. فكان الإخوان هم أخطر على الإسلام من أعداء الإسلام.. ولكن الآن أقول يجب ألا يتم إقصاء الإخوان المسلمين يجب أن يعلموا أنهم جزء من الشعب وليسوا أسيادا عليه كما كانوا يتوهمون.. ربما ينسى الشعب ما فعلوه به خلال عام كان هو الأسود فى تاريخ مصر ولكن رُب ضارة نافعة.
الجريدة الرسمية