رئيس التحرير
عصام كامل

فى مصر..العيد يستبق رمضان للمرة الأولى فى التاريخ.. سقطت شرعية الصندوق بسقوط شرعية الإنجازات.. القوات المسلحة أكثر المؤسسات استيعابا للأحداث.. مصر قادرة على مواجهة التخلف المتستر خلف عباءة الدين

ثورة 30 يونيو - صورة
ثورة 30 يونيو - صورة ارشيفية

قبل أن يدير التاريخ ظهره للمصريين، ويكتب شهادة وفاة شعب وحضارة دولة امتدت لـ 7 آلاف عام اسمها مصر، امتدت يد القوات المسلحة بطوق النجاة وخارطة طريق للانطلاق فاستعاد الشعب كبرياءه وثورته، وانتصرت إرادته وأسقط النظام وطوى صفحة الخطر التي هددته منذ يناير 2011، فاستبق العيد رمضان للمرة الأولى في التاريخ.


ويمكن الجزم بأن القوات المسلحة كانت هي أكثر المؤسسات استيعابا للأحداث التي مرت بها مصر، من تمزيق وحدة الصف واشتعال حدة الأزمات السياسية وتخلي الحكومة عن دورها وفتح معارك مع الإعلام والقضاة وغيرهم، فاتخذت القرار المناسب في الوقت المناسب، فجيشها خير أجناد الأرض وصمام أمانها.

وحمل صيف 2013، حالة من التمرد لامست حدود الانفجار الذي فقد به الإخوان ظهيرهم الاجتماعي، وبدا واضحا أن شعب مصر تعود على الخروج للميادين مرة أخرى للمطالبة بإسقاط النظام، وكانت هذه المرة رأس الحربة ميادين المحافظات التي أشعلها حركة محافظين غير مدروسة صدرت مؤخرا.

أما ميادين القاهرة، فقد أشعلتها أزمة البنزين إلى جانب الكثير من الأزمات التي أدت إلى خروج المتظاهرين، رافعين الكارت الأحمر بعد توقيعهم على استمارات تمرد لسحب الثقة من النظام الحالي في محاولة لإنقاذ مصر.

وكتب 30 يونيو للمصريين تاريخا جديدا مجيدا، بزغت فيه فجر ثورة حقيقية عادت بها مصر للمصريين، فضرب الشعب المثل والنموذج الأروع أمام العالم ليثبت للجميع أنه شعب أبي، قادر على مواجهة الرجعية والتخلف المتستر خلف عباءة الدين.

واقتنصت الشرطة الفرصة بتحديد يوم 30 يونيو موعدا لسحب الثقة من النظام الحاكم لإسقاط النظام والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، للتصالح مع الشعب بعد خصام دام عامين ونصف العام منذ انكسارها في أعقاب ثورة يناير.

وعقدت الشرطة مع الشعب المصري مصالحة، وخرجت إلى الشوارع والميادين ليفاجئ بها المعتصمون في الميادين تحمل لهم الماء والعصير وتشد من آزرهم وتحمي ظهورهم.

وجود الحراك السياسي في الشارع المصري أكد بما لايدع مجالا للشك حيوية ثورة يناير، وأنها لم تسرق ولم تمت حيث راهن الكثيرون على أن مصر تشهد مدا ثوريا ثانيا، وأن المرحلة الراهنة يجب أن ينتهي دورها كي تعود مصر التي خطفت منهم لشعبها.

وانتصار الجيش المصري للمصريين ليس انقلابا على الشرعية، لكنه انحياز لإرادة شعب فقد سقطت شرعية الصندوق بسقوط شرعية الإنجازات ووصول الحوار بين فرقاء المشهد السياسي إلى طريق مسدود، وأخيرا عادت مصر وعاد إليها المصريون، عاد إليها الشعب بقلوب مفتوحة وأيد ممدودة للبناء.
الجريدة الرسمية