رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف القطرية: رحيل "مرسى" أمر متوقع...الجميع فى مصر يثورون..وتغليب الحكمة والمنطق مطلوب فى المرحلة الانتقالية

الفريق أول عبدالفتاح
الفريق أول عبدالفتاح السيسي

اهتمت الصحف القطرية الصادرة صباح اليوم بالأوضاع في مصر، وعزل الرئيس محمد مرسي، معتبرة أن مصر تمر بأوضاع هي الأصعب في تاريخها، متبنية كلمة الرئيس المعزول محمد مرسي بأنها "انقلاب عسكري" مكتمل الأركان.


وفي افتتاحيتها اليوم قالت صحيفة الشرق القطرية: "حدث في مصر ما كان متوقعا منذ يومين، ومالم يكن مستبعدا قبل عام، فقد أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بعد يوم طويل من الترقب المصري والعربي والعالمي لمهلة الـ 48 ساعة، عن الإطاحة بالرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي، وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين انتخاب رئيس جديد.

وأضافت أن السيسي أعلن أنه تقرر "تعطيل العمل بالدستور" و"تشكيل لجنة لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة" وتشكيل حكومة "كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية".

واعتبرت الصحيفة أن خطوة السيسي أمس قد عمقت الانقسام في الشارع المصري، وزادت من حدة تصادمه، قائلة: "تصادم وحدها الأيام حبلى بنتائجه، حيث بادر الرئيس المعزول عبر صفحته على "فيس بوك" إلى رفض الإجراءات التي أعلنها الجيش، ووصفها بأنها "انقلاب عسكري مكتمل الأركان". ودعا بصفته رئيسا للجمهورية وقائدا أعلى للجيش جميع المواطنين مدنيين وعسكريين إلى "عدم الاستجابة لهذا الانقلاب".

ورأت الصحيفة أن مصر لم تكن في مناخ ضبابي أكثر من اليوم، ولم تكن في مشهد سياسي مرتبك أكثر من اليوم، فكل تيار فكري وعقائدي بات يعتقد أن من حقه أن يحكم، ومن حقه أن يثور، ومن حقه أن يعزل، والسيناريوهات أمام هذا المشهد المربك والمرتبك عديدة وضبابية كذلك.

وتساءلت هل سنشهد السيناريو الجزائري في تسعينيات القرن الماضي يتكرر في مصر، أم هل سنشهد السيناريو العراقي الطائفي، داعية إلى تغليب الحكمة والعقل والمنطق، والخروج من هذه الأزمة بوعي أكثر عمقا، وفهم أكثر نضجا، لخطورة الموقف، وتداعيات هذا الموقف على حاضر ومستقبل مصر والأمن القومي والديمقراطي والسياسي العربي.

أما الوطن القطرية فقالت كل ما نأمله في ظل ما يسود الساحة السياسية المصرية حاليا من تداعيات مختلفة، هو أن تعلو أصوات العقل والحكمة لتفويت الفرص على كل من يتربصون بأمن مصر واستقرارها، مشيرة إلى أن مصر قد شهدت خلال العامين الماضيين أكبر تحولاتها الحديثة متمثلة في انتصار ثورة 25 يناير 2011 والبدء بتجربة ديمقراطية تابعها العالم كله باهتمام وتقدير شديدين.

وأضافت: "ووسط كل التداعيات الراهنة على الساحة المصرية، فإن الآمال تعلو مجددا بأن يتمكن فرقاء السياسة المصرية من حشد إرادتهم السياسية الحرة للقيام بكل ما يخدم قضية الديمقراطية وتمكين الشعب المصري من قول كلمته بحرية تامة.

وفي هذا المنعطف التاريخي الذي تمر به مصر فإن تطلعات أبنائها ترافق كل ثانية من تحولات واقعها السياسي وفق الثوابت التي يجمع عليها الشعب المصري في حرية الاختيار السياسي ومواصلة مسار الديمقراطية التي ارتضاها الشعب المصري، وقدم من أجلها التضحيات الغالية".

أما صحيفة الراية فقد أكدت على ضرورة أن تتقدم أولوية الحفاظ على مصر على جميع أولويات الأطراف السياسية في الحكومة والمعارضة في هذا الظرف الصعب والخطير الذي تعيشه البلاد، وبات يهدد الأمن والاستقرار فيها، مشيرة إلى أن إراقة الدم المصري تحت أي مبرر، ومن أي طرف كان يجب أن تكون خطا أحمر ومدانا من الجميع حرصا على مستقبل البلاد واستقرارها وأمنها ووحدتها الوطنية. 

قالت الصحيفة إن الواجب الوطني يحتم على كافة التيارات السياسية في مصر احترام إرادة الشعب في التعبير السلمي الديمقراطي والانسجام مع تطلعاته، ودعم وحدته وتجنب اللجوء للعنف كوسيلة لفرض الرأي وهو ما قد يجر البلاد إلى منزلق خطير ينعكس ليس على مصر وحدها بل على المنطقة العربية بأكملها.

واعتبرت الصحيفة أن ما يخشاه الجميع هو أن يؤدي الانقسام العمودي في الشارع المصري والتوتر الذي بلغ حد الاحتقان والانسداد في مصر إلى الوقوع في شر الفتنة والحرب الأهلية التي لن يربحها أحد وسيكون الجميع فيها خاسرا.

الجريدة الرسمية