رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تعيد موجات اللاجئين الأفغان تشكيل العالم؟

اللاجئون الأفغان
اللاجئون الأفغان

اهتمت الصحف العالمية الصادرة  اليوم الأحد، بتبعات سقوط العاصمة الأفغانية كابول بيد حركة طالبان، وما شكله من مشاهد تكدس المواطنين الأفغان طالبي اللجوء. 

موجات اللاجئين

 

قالت صحيفة ”ذا تايمز“ البريطانية إنه مع تحرك ملايين اللاجئين، فإن موجات الهجرة تعيد تشكيل العالم.

وأضافت في تقرير نشرته، على موقعها الإلكتروني: ”ستؤدي الأزمة الأفغانية إلى تفاقم موجة المهاجرين على الصعيد الدولي، وعدد اللاجئين غير المسبوق بالفعل في التاريخ الإنساني، حيث سيتعين على الدول التي تستضيف هؤلاء المهاجرين مواجهة قرارات صعبة“.

 

وتابعت: ”يتناقض انسحاب القوات البريطانية من أفغانستان، في ربيع عام 1881 مع نهاية الحرب الأفغانية الثانية، تماما مع الانسحاب الأمريكي الأخير من نفس الدولة، الذي أدى إلى انهيار سريع للحكومة الأفغانية، وعودة حركة طالبان المتمردة إلى الحكم“.

 

الانسحاب البريطاني 

وقالت: ”الواضح في هذا الصدد أن الانسحاب البريطاني حقق معظم الأهداف المنتظرة، حيث ترك وراءه حكومة مستقرة ومستدامة وصديقة، على العكس تمامًا من الحكومة العدائية التي تحكم أفغانستان حاليًا“.

 

وأضافت: ”اليوم فإن الملايين من الأفغان، المتعلمين والحضريين بشكل أفضل، لديهم هواتف محمولة ذكية، يملكون القدرة على استكشاف العالم في ما وراء أفغانستان، حيث يمكن أن تكون الحياة بالنسبة لهم مقبولة بشكل أكبر“.

 

وقالت: ”أيًا ما كان الوضع خلال الحرب الأفغانية الثانية، فإن قادة أوروبا وأمريكا الشمالية لم يكن لديهم أي تصور لموجة من اللاجئين تتجه نحوهم. وهذه رفاهية لا يتمتع بها قادة العالم اليوم“.

 

وأشارت إلى أنه في العالم اليوم، فإن مئات الملايين يرون أن هناك حياة أفضل بعيدًا عن الوطن الأم، حيث أدى الارتفاع السريع في عدد السكان في دول العالم النامي إلى تأجيج هذا التوجه، بالإضافة إلى وسائل الموصلات الأسرع والأرخص والمتاحة بشكل أكبر، والتي جعلت تحقيق هذا الحلم بمثابة الحقيقة“.

 

وقالت ”ذا تايمز“: ”في عام 2020، هناك حوالي 270 مليون شخص يعيشون خارج دولهم الأصلية. ويمثل عدد المهاجرين في العالم حوالي 4 أضعاف إجمالي عدد سكان بريطانيا، و3 أضعاف عدد المهاجرين منذ 50 عامًا، وما يقرب من ضعف العدد الذي كان عليه في عام 2000“.

 

أزمة إجلاء الأفغان

وذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن الولايات المتحدة تدرس الاستعانة بشركات الطيران التجارية في المساعدة بعمليات الإجلاء في أفغانستان.

 

وجاء في تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني، أن ”إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تخطط لتعزيز خططها للنقل الجوي من العاصمة الأفغانية كابول، من خلال استعدادات لإجبار شركات الطيران الأمريكية على المساعدة في نقل عشرات الآلاف من الراغبين في الرحيل من أفغانستان، مع التوسع في عدد القواعد العسكرية الأمريكية التي يمكنها استضافة الأفغان“.

 

وقالت إنه ”من المتوقع أن يدرس البيت الأبيض تفعيل الأسطول الجوي الاحتياطي المدني، الذي تم إنشاؤه في أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1952، كي يقوم بتشغيل 20 رحلة جوية لتعزيز الجهود العسكرية الأمريكية في إجلاء الأفغان من قواعد بالمنطقة، بحسب مسؤولين أمريكيين“.

 

وتابعت أن ”مسؤولين أكدوا أنهم يدرسون بدائل لتكثيف جهود الإجلاء، التي تشمل توسيع عدد القواعد بالمنطقة لتقليل التكدس، في خطوة قد تزيد من استخدام شركات الطيران المدنية أو تجنب اللجوء إليها. كما تم تخصيص قواعد عسكرية إضافية في الولايات المتحدة لتوفير السكن للوافدين الأفغان الذين تم إجلاؤهم“.

 

وأشارت إلى أن ”الطائرات المدنية لن تقلع من أو إلى العاصمة الأفغانية كابول، التي سقطت في أيدي طالبان يوم 15 أغسطس الجاري، لكن الطيارين العاملين على تلك الطائرات بالإضافة إلى طاقمها سيساعدون في نقل الآلاف من الأفغان وآخرين من العالقين في قواعد أمريكية داخل قطر والبحرين وألمانيا“.

 

وأنهت الصحيفة تقريرها قائلة إن ”مشاركة الطائرات التجارية من شأنها أن تخفف الضغط على تلك القواعد العسكرية الأمريكية، التي تمتلئ سريعا بالأفغان الذين تم إجلاؤهم، بينما تكثف الولايات المتحدة جهودها لإخراجهم من مطار كابول، الذي يشهد تكدسا كبيرا للأفغان الراغبين في الرحيل عن البلاد، خوفًا من انتقام حركة طالبان منهم، نتيجة تعاونهم مع القوات الأمريكية“.

الجريدة الرسمية