رئيس التحرير
عصام كامل

أصدقاء ضحية الثانوية العامة ببني سويف: كان يستحق كلية الطب | فيديو

زملاء محمود ضحية
زملاء محمود ضحية الثانوية العامة ببني سويف

عّرضت "فيتو" فيديو بث مباشر على صفحتها بموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" من داخل قرية "بني هاني" التابعة لمركز إهناسيا بـمحافظة بني سويف، يرصد انتظار العشرات من الطلاب وأصدقاء "محمود اسامة رمضان" 18 سنة، الذي توفى إثر إصابته بسكتة قلبية فور علمه بنتيجتة بالثانوية العامة بوصول جثمانه.

 

ضحية الثانوية العامة ببني سويف

وتجمع العشرات من الطلاب واصدقاء "محمود" بمنزل أسرة أحدهم، يدعون له بالرحمة والمغفرة، اثناء إنتظارهم لوصول الجثمان من القاهرة، وسط حالة من الحزن والبكاء.

أصدقاء ضحية الثانوية العامة

قال عبد الرحمن محمد، صديق "محمود" إن آخر محادثة هاتفية جمعتهما بينهما، كانت أمس، طالبه خلالها "محمود" أن يستفسر منه عن نتيجته، التي كان يعلمها "عبدالرحمن" لكنه آبى أن يخبره بها خوفة من الصدمة، لكن الآخير أصر على تأكيد معلومة "رسوبة" وحصوله على نسبة 36% من المجموع الكلي، فأكد "الأخير" الخبر لـ"محمود" ليصاب بصدمة نفسية ويطلب من زميله انهاء المحادثة وسيتصل بع بعد نصف ساعة.

واستطرد "عبدالرحمن" قائلًا: مكالمتي مع "محمود" كانت من هاتف زميل له بعمله، وتلبية لطلب محمد عاودت الإتصال على نفس الرقم بعد نصف ساعة تقريبًا، ليخبرني زميله أنه سقط مغشيًا عليه بعد المكاملة الأولى، وهو فى طريقهم لنلقه إلى المستشفى، متابعًا: ظللت متابعًا معهم إلى أن علمت منهم أن زميلي وصديق عمر فارق الحياة إثر صدمته من نتيجته.

 

زميل ضحية الثانوية العامة

وقال "احمد" أحد زملاء محمود، إن زميلهم كان من طلاب القرية المتفوقين، ومستواه كان يوهله لتحقيق حُلمه بالإلتحاق بكلية الطب، إلا أنه أصيب بصدمة خبر "رسوبه" في الثانوية العامة، ليدفع حياته ثمنًا لهذا النظام التعليمي الذي أصابنا جميعًا بحالة من اليأس، قائلًا: غالبية طلاب القرية نتيجتهم إما دور ثاني أو رسوب، ومعظمنا لم يتجاوز نسبة الـ52% من المجموع الكلي.

ضحية الثانوية العامة

وكان أيمن سمير، زميل "محمود" أكد أن "ضحية الثانوية العامة" بدأ العمل منذ أسبوع فقط، كعامل نظافة في شركة مواد زراعية، وكان قليل الحديث يوم أمس، قلقًا من نتيجة الثانوية العامة 2021، مضيفًا: "هو من ساعة ما صحي يوم النتيجة، كان كل شوية يقفل تليفونه عشان محدش يكلمه، ومكنش عاوز يتكلم مع حد فينا من كتر الخوف".

وأضاف "أيمن": عندما عاد "محمود" عصرًا إلى مسكنه قام بفتح هاتفه مرة أخرى، ليتلقى مكالمة من صديق له يخبر برسوبه في الامتحانات، وفجأة أمسك رأسه وتعرض لتشنجات عصبية، جعلت وجهه يتحول إلى اللون الأزرق ويخرج سوائل من فمه، وأصبح غير قادرًا على التنفس، وتم نقله إلى المستشفى وأخبرونا الاطباء بخبر وفاته متأثرًا بصدمة نتيجته بالثانوية العامة.

إعادة تصحيح الثانوية العامة

وأجمع ما يقرب من 20 طالبًا من زملاء "محمود" على انتقادهم الشديد للثانوية العامة بنظامها الجديد، مؤكدين أن الوزارة تعاملت معهم على أنهم "فئران تجارب" لنظام تسبب في ضياع مستقبلهم ـ حسب قولهم، مؤكدين أن النظام الجديد لم يستعدوا له جيدًا ولم يُعد له المعلمين، ما تسبب في حصولهم على درجات كانت "صدمة" لهم ولأسرهم، مطالبين الوزارة بإعادة تصحيح الامتحانات. 

الحزن بقرية بني هاني ببني سويف

وساد الحزن قرية "بني هاني" بمركز إهناسيا ببني سويف، واتشحت نسائها بالملابس السوداء حزنًا على وفاة "محمود" وانتظر المئات من الأهالي بمدخل القرية وصول جثمان "ضحية الثانوية العامة" لاداء صلاة الجنازة وتشييعه إلى مسواه الأخير بمقابر أسرته.

الجريدة الرسمية