رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. ذكرى ميلاد الكاريكاتير فى مصر على يد يعقوب صنوع

جريدة ابو نضارة زرقا
جريدة ابو نضارة زرقا وصورة يعقوب صنوع

كانت أول معرفتنا في مصر بصحافة الفكاهة على يد المصرى خفيف الدم يعقوب صنوع ـ ولد 1839ـ الذى عاش في فترة حكم الخديو إسماعيل واقترب منه حتى أن الخديو اتخذه سامرا ومضحكا له يقول الشعر والزجل ويطلق النكات والمونولوجات الساخرة إلا أنه سرعان ما انقلب عليه ونفاه إلى باريس.


لقب بموليير مصر ورائد المسرح المصرى، وإلى جانب ذلك فإن يعقوب صنوع هو أول من حرر وأصدر صحيفة فكاهية ساخرة في مصر( أبو نضارة زرقا ) عام 1877، وكان قد أصدر قبلها مجلات البعوضة باللغة الفرنسية، والنظارة باللغة الإيطالية، والثرثار المصرى باللغة العامية.

أبو نضارة زرقا 

وكانت مجلة (أبو نضارة زرقا ) بلا رسوم وتطبع بطريقة الطبع البارز على الحجر "الليثوغراف " وهى تشبه إلى حد كبير طباعة الأوفست هذه الأيام، ونظرا لتعرضه بالنكات والسخرية لتصرفات الخديو إسماعيل فقد صودرت المجلة بعد 15 عددا فقط.

معالجة الشأن المصرى 

بعد عام واحد من إغلاق أبو نضارة زرقاء وفى مثل هذا اليوم 7 أغسطس 1878 أصدر يعقوب صنوع من باريس مجلة ساخرة أيضا وموجهة إلى المصريين وتعنى بالشأن المصرى باسم (رحلة أبو نضارة زرقا من القاهرة إلى باريس) لتتضمن لأول مرة رسومات كاريكاتيرية بأسلوب يقدم الأحداث السياسية في مصر بأسلوب ساخر، ليصبح هذا اليوم هو يوم ميلاد الكاريكاتير في الصحف المصرية، صحيح أنه رسم بيد فرنسية وطبع في باريس إلا أنه رسم في مجلة مصرية أتى بها إلى مصر وانتشرت بعد ذلك

شعار أبو نضارة 

وكان صنوع هو مبتكر الشخصيات وفكرة الرسوم  التي كانت تتم بطريقة النقش على الحجر ثم طباعتها على الورق. وكان رغم وجوده فى باريس إلا أنه كان لسان حال المصريين فى ظل أوضاعهم السيئة سواء من الحكام أو الاستعمار الإنجليزى واضطراب الأوضاع الاقتصادية، واتخذ شعار الثورة الفرنسية "الحرية والإخاء والمساواة" شعارا لمجلته. 

شيخ الحارة 

ترويسة جريدة ابو نضارة زرقا 

حرص يعقوب فى اختيار رسومات مجلته على تصوير استغلال الخديو إسماعيل ـ بعد ان انقلب عليه ـ للشعب ومعاملة الفلاحين بالسخرة فابتكر شخصيات مثل: أبو الغلب، أبو شادوف، أبو قصعة، وسمى الخديو اسماعيل بشيخ الحارة وأطلق على الخديو توفيق الأهبل وفى نفس الوقت تمنى للأمير حليم الابن الأصغر لمحمد على أن يتولى الخديوية لطيبته وسعة أفقه.

غلاف جريدة ابو نضارة زرقا متضمن الكاريكاتير 


كتب صنوع أزجالا تتضمن ألفاظا بذيئة انتقد فيها الأوضاع فكان مبتكر تعبير (شرم برم حالى غلبان) التى استخدمها فيما بعد الزجال بيرم التونسى وصلاح جاهين.

عمل من خلال مجلته على شحذ الهمم للثورة عندما تولى الخديو توفيق الحكم فكانت مساهمة في التمهيد لقيام الثوورة العرابية، ثم هاجم الاحتلال الذى كان قد تنبأ به قبل وقوعه بأعوام وحذر منه بكتاباته ورسوم مجلته الساخرة التى كان يتم تهريبها من فرنسا إلى مصر.
كما ايد ثورة المهدى في السودان التي استمرت عشرة أعوام ونشر بمجلته بالخارج رسومات تؤيد انصار المهدى والدراويش حتى تضمنت احدى الاعداد رسما كادرات متتابعة لأحداث الثورة على طريقة الرسومات القصصية المصورة.
 

الجريدة الرسمية