رئيس التحرير
عصام كامل

مختار نوح : لو تأخرت ثورة ٣٠ يونيو لتوغل الإخوان بصورة أكبر بمفاصل الدولة .. ومصر كانت ستضيع إذا استمروا فى حكمها عاما آخر ( حوار )

مختار نوح
مختار نوح
العقل الإخوانى فى مرحلة ما بعد الوصول للحكم كان يفكر فى السيطرة والبقاء ٥٠٠ عام

30 يونيو مهدت لطي صفحة الإخوان وإسدال الستار على فترة مريرة من الدماء والاغتيال وتصفية الحسابات 


إخوان تونس يمرون الآن بنفس الخط المهلك لإخوان مصر وستكون نهايتهم بنفس الصورة خلال أشهر معدودة

يزيح المفكر السياسى مختار نوح فى هذا الحوار لـ"فيتو" الستار عن جانب مهم من حقيقة الحقبة الإخوانية التى حكمت فيها الجماعة مصر، وهل حسم محمد مرسى الانتخابات الرئاسية لمصلحته بالفعل أم لا، وأبرز الخطايا التى وقعت فيها الجماعة خلال هذه الفترة، وكيف أعادت ثورة 30 يونيو الأمور إلى نصابها الصحيح، وأنقذت البلاد والعباد من خطر مستطير.


*فى البداية ما أبرز الأخطاء التاريخية التى وقع فيها الإخوان خلال حكمهم مصر بالداخل والخارج؟

يجب أن نعلم أن أخطاء الإخوان متكررة صورة طبق الأصل وبنفس الطريقة ونفس الشكل، والبعض أرجع ذلك لغياب الخبرة السياسية والبعض الآخر أرجعها لطريقة إتخاذ القرار، والبعض الثالث لعدم اعتمادها على البيانات السياسية الناتجة والبعض الرابع أرجعها لاحترام أصحاب العقول الناتجة، وأنا أرى أنها حالة نفسية تربى عليها الإخوان وهى فردية القرار.

*وكيف كان  العقل الإخوانى يفكر فى هذه المرحلة؟

العقل الإخوانى فى هذه المرحلة كان يفكر فى السيطرة والبقاء ٥٠٠ عام ، وهو ما أخبرونى به شخصيا فى نقاش حاد، وأكدت لهم أنهم لن يمر عليهم عام، ورأيت رؤيا منامية تؤكد ذلك، وأبلغت قيادات الجماعة بذلك وغضبوا مني.

*فى رأيك ماذا لو استمر حكم الإخوان عاما آخر أو أكثر؟

لو استمر الإخوان فى الحكم عاما آخر أو أكثر كانوا سيسقطون أيضا، لأن الطريق الذى يسيرون به لن يستمر، خاصة وهم لعبوا على وتر تعاطف الشعوب بأنهم جماعة الصلاحية، لكن بعد زوال هذا التعاطف وانكشاف حقيقتها زال هذا التعاطف ولم يعد لهم مؤيد.

*وكيف كانت تدار شئون الحكم خلال عام الإخوان؟

أمور الحكم كلها كانت تدار عن طريق خيرت الشاطر، فهو الذى كان يدير الأمور خلال عام الإخوان، ولم يكن لعصام العريان أي دور فى الإدارة أو المعلومات ، وكذلك البلتاجى، بمعنى أن فردا واحدا كان يطلق القرار، ومحمود عزت كان يحاول الحفاظ على التنظيم فقط بعد أول نجاح سياسى قدم له.

*هل كان الرئيس الإخوانى مجرد ممثل للجماعة فى الحكم؟

المرشد نفسه كان يأتمر بأوامر خيرت الشاطر، هذا هو النظام السرى لجماعة الإخوان، لدرجة أن مهدى عاكف وقت أن كان مرشدا للجماعة كان يأخذ الأوامر من خيرت الشاطر، أضف إلى ذلك أن الرئيس الإخوانى لم يكن مطروحا وطرح فجأة لإنقاذ موقف، وساهمت أمريكا فى تحديد اسم الرئيس عن طريق السفيرة الأمريكية، أما من كان يتمنى أن يكون رئيسا فهو خيرت الشاطر.

*وما الذى خسرته مصر والمصريون خلال فترة حكم الإخوان؟

يجب أن نعرف أن أي خسارة هى ضئيلة أمام هذا التفكير الإخوانى الذى كان يمكن أن يؤدى لضياع الدولة ، وهذا ما أدى إلى ثورة المصريين فى ٣٠ يونيو على حكم الإخوان، فهم ثاروا على حالة وليس حكما، وهى حالة الفوضى والبيع الذى تعرضت لها مصر.

*وماذا لو تأخرت ثورة ٣٠ يونيو قليلا؟ وهل نجحت ٣٠ يونيو فى إسقاط أسطورة الإخوان فى مصر للأبد؟

لو تأخرت ثورة ٣٠ يونيو لتوغل الإخوان بصورة أكبر في مفاصل الدولة ولعمت الفوضى في أرجاء البلاد. من هنا أقول إن ٣٠ يونيو كانت ناجحة، ومن أسباب نجاحها التوقيت، ونظرة الإخوان لـ٣٠ يونيو، حيث تم توزيع كتاب دورى على كل الأسر والكتائب التابعة لهم باعتبار ٣٠ يونيو زوبعة فى فنجان.

*وهل يمكن وصف هذه الثورة بأنها ثورة تصويب المسار؟

هذا الكلام صحيح، خاصة أن هذه الثورة أسقطت الإخوان للأبد،  وأظهرت حقيقتهم محليا ودوليا، ومهدت لطي صفحتهم وإسدال الستار على فترة مريرة من الدماء والاغتيال وتصفية الحسابات.

*هل توافق على الدعوات التى تطالب بالتصالح مع الإخوان؟

التصالح كان ممكنا فى الأعوام الثلاثة الأولى، لكن القرار السياسى بشأن التصالح خرج من يد الدولة كمؤسسة، وأصبح فى يد الشعب، فبينما يحتاج هذا القرار اجتماع المؤسسات بل أصبح يحتاج الآن إلى استفتاء، أي القرار للشعب الذى يرفضهم.

*أخيرا.. فيما يفكر الإخوان الآن، وهل يخططون للعودة بأي شكل؟

الإخوان لا يفكرون فى شيء لأنهم فى مرحلة تلقى الضربات المتتالية، ومحاولتهم الانتقام على طريقة شمشون وهدم المعبد، ومن قبل الأخطاء المتكررة، وما وقع فيه إخوان تونس الآن فهم يمرون بنفس الخط المهلك الذى مر به إخوان مصر، وستكون نهايتهم بنفس الصورة خلال أشهر معدودة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"
الجريدة الرسمية