رئيس التحرير
عصام كامل

تجهيز المجتمع أولا .. شروط إقامة مجتمعات ديمقراطية في المنطقة العربية

الدين والسياسة
الدين والسياسة

خلال السنوات الماضية كثر الحديث عن الديمقراطية، وكأنها كلمة هلامية لا ضوابط لها، لكن العراقيل التي وضعت أمام مسارات بلدان الربيع العربي من قوى ظلامية وأخرى لا تعرف من الديمقراطية إلا صناديق الانتخاب جعلت الكثيرون يحاولون البحث عن نشاة الديمقراطية في الكثير من البلدان، بما فيها النمور الآسيوية المجاورة لنا.



والتي لعبت على تجهيز المجتمع أولا وتحصينه من الفقر والبطالة، وبدأت بعد ذلك في المسار الديمقراطي، لكن السؤال، ما هي شروط إقامة ديمقراطيات حقيقية في البلدان العربية!

الوقت المناسب

يقول فهد إبراهيم، الكاتب والباحث أن ممارسة الديمقراطية في معظم دول العالم الثالث وليس فقط في البلدان العرلية، تتطلب توقيتاً مناسباً ولا يفترض أن تكون ممارستها سابقة لتأسيس الدستور وبناء الإنسان والاقتصاد بشكل عام بل المحافظة عليها وصيانتها ونموها بعد البناء.

أضاف: لا أحد يريد أن يرتدي هنداماً نظيفاً أنيقاً فوق ملابس داخلية متسخة وجسم مليء بالقاذورات والروائح النتنه وناقل للفيروسات والأمراض، مردفا:

مبدأ التنمية البشرية والاقتصادية أولويات صارمة بحاجة إلى نظام قوي وحازم وعادل يضبط إيقاعها أو يعيد لها توازنها ويسلمها فيما بعد إلى النظام الديموقراطي.

استكمل: الأخذ بالديموقراطية قبل أوانها في دول فاشلة لأي سبب هو تكريس لهذا الفشل، فالناخب العادي سيصوت بناء على شعارات ووعود هلامية ليس لواقع موضوعي على الأرض، مضيفا: وراء أي فشل في أي دولة أو حتى منشأة تجارية من يكفل لهم النظام القائم المتسامح البقاء والحرية وممارسة الابتزاز.

البيت من الداخل

أوضح الباحث أن هناك ضرورة دائما لتنظيف البيت وإعادة بنائه، وإلا لن يحدث أي تغيير بل ربما يؤول هذا البيت إلى السقوط فيما بعد، مردفا: أكثر المتشدقين بالديموقراطية في دول العالم الثالث هم أكثر المستفيدين منها دون حساب أو عقاب تحت مظلة المبادئ ذاتها التي يكفلها النظام الديموقراطي.

استكمل: كوريا الجنوبية التي نعرفها اليوم وتبهرنا بتقدمها ونموها لم تسمح بالديموقراطية إلا بعد بناء الدولة من جديد عند انتهاء الحرب الكورية وكان وراء ذلك ضابط عسكري قوي وصارم.

ما جعل الديموقراطية الآن ذات فعالية كما في الغرب، التي لم تمارس أيضا إلا بعد أن أدركت الشعوب أين تكمن المصالح وكيف تتم المحافظة عليها بعد حروب عالمية مدمرة ومشاريع إعادة بناء ضخمة ودساتير صارمة ومرنة.

الوعي

اختتم: الوعي المطلوب لدى الناخب بأهمية التصويت لا يكتمل ولا ينضج إلا بعد أن يمارس المواطن حياته التي يطمح لها ويعيش المكتسبات التي وفرها الوطن له ويدرك أين تكمن المخاطر وأين تكمن البرامج الانتخابية المطلوبة للمحافظة على المنجزات ومن يستحق أن يذهب له الصوت في صناديق الاقتراع.

الجريدة الرسمية