رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى مذبحة دنشواي.. المنوفية تحتفل بعيدها القومي

مشانق دنشواي
مشانق دنشواي
تحتفل اليوم محافظة المنوفيه بعيدها القومى الذى يوافق ذكرى مجزرة دنشواى الشهيرة ، ففى مثل هذا اليوم 13 يونيو 1906 وقعت حادثة دنشواى ذلك الحادث الذى حكم فيه بالشنق والسجن على بعض أهالى دنشواى التابعة لمحافظة المنوفية.


وتبدأ قصة الحادثة أثناء الاحتلال البريطانى لمصر حين خرجت كتيبة مكونة من 150 جنديا بريطانيا عن طريق البر من القاهرة إلى الإسكندرية، وفى الطريق رغب خمسة من الجنود دخول مدينة منوف رغبة فى صيد الحمَام من قرية دنشواى، وصل الخمسة إلى دنشواى واستقبلهم من الأعيان عبد المجيد بك سلطان وركبوا الحناطير برفقة ترجمان اسمه مرزوق.

صيد الحمام 

ثلاثة جنود منهم وقفوا فى الطريق الزراعى لصيد الحمام الرابض على الأشجار، وثلاثة انطلقوا إلى أجران القمح حيث يحط الحمام لالتقاط الحب، وصوب أحد الجنود بندقيته على الحمام فى جرن الشيخ عبد النبى مؤذن القرية وصاح أحد القرويين ليكفووا عن إطلاق النار ولم يعبأ الجندى واستمر فى إطلاق النار فأصاب زوجة المؤذن فسقطت قتيلة واشتعلت النار فى الجرن.

ثورة أهالى دنشواى

ثار الأهالى للامساك بالجندى وظن رفاقه انهم سيقتلونه فأطلقوا النيران عليهم فقتل شيخ الخفر وضرب الأهالى الجنود بالطوب والنبابيت وأصيب أحد الجنود وكسر ذراعه. 

ضربة شمس

أما الاثنان الآخرون على الطريق الزراعى وكانت الشمس حارقة فأصيب أحدهم بضربة شمس ومات، وما ان علمت بقية الكتيبة حتى سارعوا إلى موقع الحدث وهناك وجدوا جثة زميلهم وبجواره فلاح يحاول أن يسقيه شربة ماء فظنوا أنه يحاول قتله فضربوه طعنا بالسناكى.

وثارت ثائرة قادة الاحتلال وأصدروا أمرا بالقبض على الاهالى جزافا وإعداد المشانق لمحاكمتهم ، وأصدر بطرس غالى وزير الحقانية قرار بتشكيل لجنة للمحاكمة مكونة من الانجليز ورئاسته هو مع أحمد فتحى زغلول رئيس محكمة مصر الابتدائية ـ شقيق سعد زغلول ـ وتولى الادعاء المحامى ابراهيم الهلباوى الذى طالب بألا تأخذ المحكمة الرحمة مع الفلاحين. وشارك أحمد لطفى السيد فى الدفاع عن المتهمين.

نصب المشانق 
انعقدت المحكمة يوم 24 يونيو بسراى المديرية بشبين الكوم وصدرت الاحكام بالاعدام شنقا على اربعة فلاحين والاشغال الشاقة المؤبدة على على المؤذن ومساعده وخمسة عشر عاما على فلاح و7 سنوات على ستة من الفلاحين ، وسنة مع الشغل والجلد 50 جلدة للباقين على أن ينفذ الحكم والجلد علنا فى نفس الموقع.

دفاع مصطفى كامل 

هاجم تنفيذ الأحكام رموز القوى الوطنية منهم قاسم أمين والشاعران حافظ إبراهيم وأحمد شوقى والزعيم مصطفى كامل الذى دافع عن القضية من لندن وكتب فى الصحف يندد بسياسة كرومر المندوب السامى فى مصر، وانتهت الأزمة بإقالة كرومر من منصبه واعتبر هذا اليوم عيدا قوميا للمنوفية.
الجريدة الرسمية