رئيس التحرير
عصام كامل

التوقيت الخطأ!

لعل السؤال الوحيد الذي لم يوجه لرئيس هيئة قناة السويس في أول مؤتمر صحفى عقده عن أزمة السفينة الجانحة التي أغلقت القناة هو: لماذا تأخرت حتى اليوم الخامس للأزمة في عقد هذا المؤتمر؟..


فالأزمة ليست بسيطة، والاهتمام العالمى قبل الداخلي بها كبير، والذين يصطادون في الماء العكر كثيرون، وعدم توافر معلومات حقيقية حول الحادث فتح الباب للشائعات والقيل والقال والفتاوى الفتية المتضاربة.

غير أن هذا السؤال لم يوجه للأسف إلى رئيس هيئة قناة السويس رغم أهميته، ولذلك لم نعرف لماذا تأخر في الخروج علينا في الداخل والخارج، ليتحدث عن حجم هذه الأزمة وتداعياتها والجهود المبذولة لتجاوزها والانتهاء منهـا.. بينما كان ضروريا طرح هذا السؤال علي الحكومة كلها، خاصة وأن لدينا مشكلة في اختيار التوقيت المناسب في التحدث حول ما نحتاج التحدث عنه سواء مع الداخل المصرى أو الخارج العالمى..

التوقيت مهم
نحن نسكت عن الكلام بينما يكون ضروريا أن نتحدث، وبذلك نفسح المجال للغير أن يتحدث ويشرح ويفسر.. وعندما نقرر أن نتحدث يكون غيرنا قد روج ما يريد من معلومات وآراء بل وشائعات، ولذلك يفقد حديثنا المتأخر بعض جدواه.. هذه هي إحدى عاداتنا التي لم نتخلص منها بعد كما يبدو بشكل كامل حتى الآن، رغم أننا جربنا التأخر في الحديث عن المشكلات والأزمات والحوادث وكانت النتائج سلبية بل ووخيمة أحيانا، وأيضًا جربنا التحدث في التوقيت المناسب وكانت النتائج إيجابية وأهمها القضاء على الشائعات في مهدها..

إن الحديث في الوقت الخطأ لا جدوى له، خاصة في زماننا هذا الذي يتحدث فيه الجميع ويجد في ظل التقدم التكنولوجى ما ينقل حديثه إلى جميع أنحاء العالم.. ولذلك يجب أن يتوقف مسئولونا عنه.
الجريدة الرسمية