رئيس التحرير
عصام كامل

الفنان حسن يوسف : لا أحب مشاهدة أفلامي .. و40% من أعمالي قدمتها من أجل الفلوس .. ولولا الشعراوى لأصبحت متطرفا ( حوار )

الفنان القدير حسن
الفنان القدير حسن يوسف
نظام مبارك اضطهدني فنيًا ورفض تكريمي .. وانتمائي للإخوان شائعة 

الهواء الفني حاليا فاسد و«الإنصاص نامت والإرباع قامت» والقائمون على الإنتاج مجموعة جهلاء


عشقت فاتن حمامة وكرهتها في «الباب المفتوح» بسبب صالح سليم

بدأت مشوارى الفني على خشبة المسرح القومي بأجر 15 جنيها.. ووصفوني بأنور وجدي السينما المصرية الجديد

هذا ماقاله لى مبارك عندما زرته في مستشفى المعادي العسكري فى 2014

بدأت حياتي لاعب كرة في الزمالك.. وحسين رياض وراء اكتشاف موهبتي 

سعاد حسني توأم روحي وجمعت بيننا «كيميا» غريبة.. وقدمت معها 14 فيلما حققت نجاحًا كاسحا

حزنت للنهاية المأساوية لسندريلا الشاشة.. ووفاتها لغز في علم الله

قضيت أجمل الأوقات مع رشدي أباظة وأحمد رمزي..وهذه حقيقة الخلافات بيننا

قررت اعتزال التمثيل بعد قربي من الله.. وهذه كواليس لقائى بالشيخ الشعراوي

«اتدبست» في 40 ألف دولار بسبب شمس البارودي.. وهذه كواليس اعتزالها التمثيل

«إمام الدعاة» أهم دور قدمته خلال مسيرتي الفنية وتمنيت أن يكون خاتمة مشوار

30 مليون جنيه ميزانية «إمام الدعاة» والإيرادات بلغت 100 مليون دولار

تخوفنا من موت عبد الحليم حافظ في «الخطايا» بعد صفعة عماد حمدي له

عشت في بيت عبد الحليم حافظ أسبوعا وشاركته ملابسه..و«العندليب» سيطر عليه هاجس الموت ليلا 

رفضت مسلسل «جمال الحريم» لعدم تقديري ماديا.. ولا أمانع في تجسيد قصة حياة البابا شنودة بشروط

احسان عبد القدوس أعجب بأدائي في فيلم «أنا حرة» ودعاني لتناول طبق «أم على» في بيته وقدمته لنا والدته «روزااليوسف»

لولا تعلقى بالشيخ الشعراوي كان من الوارد أن أصبح متطرفًا وتعلمت منه وسطية الإسلام والأخلاق والأدب

زكريا عزمي نصحنى بعدم ترشيح نفسي بالبرلمان عن دائرة الدقي لأن النتيجة محسومة لآمال عثمان وسيد جوهر

كنت شخصية مسرفة ومصابا بمرض تغيير واستبدال السيارات 

أحب مشاهدة أعمال أحمد السقا وأحمد حلمي ومحمد رمضان هو فريد شوقي هذا العصر ونجوميته تخطت عادل إمام.

منذ 3 سنوات لم يعرض على عمل مناسب واعتذرت عن المشاركة بأعمال درامية بسبب ضعف النص أو تدني الأجر

ماجد الكدواني هو الأمثل شكلا وموضوعًا لتجسيد حياة البابا

كتابي «نصف قرن في عالم الفن» يحمل الكثير من الذكريات والأسرار وقريبًا سيرى النور

عندما يعرض لي فيلم على الشاشة أطلب من شمس البارودي تغيير القناة التليفزيونية وإلا انصرف


الفنان المبدع حسن يوسف.. الولد الشقي، وأحد أبرز نجوم الشباك في تاريخ السينما المصرية، كما أنه من أكثر الفنانين الذين تقاسموا البطولة المطلقة مع سندريلا الشاشة المصرية سعاد حسني و«دلوعة السينما» شادية، تربع على عرش الكوميديا الخفيفة، رغم أنه كان يهدف لتقديم أدوار السايكو، نافس الكبار أحمد رمزي ورشدي أباظة وعمر الشريف في شباك التذاكر.

نداهة التمثيل خطفته من معشوقته الأولى كرة القدم فلم يستطع مقاومتها، ليبدأ مسيرته الفنية من على خشبة أبو الفنون قبل أن يقدمه حسين رياض للفنانة لبني عبد العزيز في «أنا حرة» لتتفجر موهبته التمثيلية، ويزاحم الكبار ويجد مكانته في التربع على عرش السينما خلال فترة الستينيات، بـ4 أفلام ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

مسلسل «إمام الدعاة» سنة 2002 أعاده للمشهد بعدما أقدم على اعتزال التمثيل، ليؤكد أنه أحد النجوم الكبار في تاريخ الفن المصري..
وفي الحوار التالي لـ "فيتو" يكشف لنا الفنان القدير حسن يوسف، أسرار وحكايات وذكريات أكثر من نصف قرن تمثيل، وأسباب اضطهاد نظام مبارك له ، وحقيقة عدائه لثورة 2

*بداية.. ما حقيقة أنك بدأت حياتك لاعب كرة في نادي الزمالك؟

بالفعل.. كنت لاعبا في الزمالك حتى سن الـ18 عامًا ، وكنت رئيس فريق الكرة في مدرسة الخديو إسماعيل، وكنت ألعب في مركز الجناح الأيمن، وأتذكر أنني كنت أتدرب في أرض المعلمين التي أصبحت مستشفى أبو الريش حاليا، لكن بعد دخولى معهد الفنون المسرحية طغت هواية التمثيل على كل شيء.

*لمن يعود الفضل في اكتشاف موهبتك التمثيلية؟

الفنان الراحل حسين رياض الذي كان بمثابة الأب الروحي لي، وقبل تخرجي قدمت على خشبة المسرح القومي 5 روايات، ومن حسن حظي أنني كنت أحد الأبطال الخمسة لإحدي هذه الروايات وهي مسرحية «زواج الحلاق» بطولة حسين رياض وفردوس حسن وعمر الحريري وسناء جميل، وقتها أعجب حسين رياض بأدائي حتى إنه كان يضعني في اختبارات مضحكة وأكثر من مأزق ليرى كيف سأتصرف، بعدها تبنى موهبتي وقدمني لجمهور الأوبرا القديمة كأحد أبطال المسرح القومي.

ولا يمكنني نسيان موقف إنساني لحسين رياض معى، حينما أصر على تعييني في المسرح القومي بعد تخرجى، وقدم استقالته أمام المسئولين وبينهم أحمد حمروش لدعم موقفى في التعيين، وأتذكر أن أول أجر لي كان 15 جنيها في المسرح.

*فيلم «أنا حرة» شهد انطلاقتك الأولى في السينما..حدثنا عن أبرز كواليس هذا العمل؟

الفنان حسين رياض رشحني للمخرج صلاح أبو سيف، وفي الحقيقة السينما لم تكن في تفكيري على الإطلاق، ولم أكن أكثر من متفرج، لأنني كنت أجد نفسي ممثلا على خشبة المسرح القومي حيث القيمة والألق والمكانة الكبيرة، واشتركت في الفيلم وكانت تجربة جيدة، وأتذكر أن احسان عبد القدوس أعجب بأدائي في فيلم «أنا حرة» ودعاني لتناول طبق «أم على» في بيته، وقدمته لنا والدته «روزااليوسف».

*نجاحك في فيلم «أنا حرة» هل كان السبب في رفضك الالتحاق ببعثة الإخراج المسرحي في روسيا؟

هذا صحيح، نصحني الفنان حسين رياض بالاستمرار في السينما، لأنه رأى فيّ مشروع أنور وجدي جديد، ووقعت عقد احتكار مع رمسيس نجيب وقدمت مع لبني عبد العزيز وعماد حمدي فيلم «هدى»، ثم اشتركت مع فريد شوقي في فيلم «سوق السلاح»، ورغم تقديمي 7 مشاهد فقط رأيت وقتها أن الدور مؤثر في العمل وبدونه لن يكون لفريد شوقي أو هدي سلطان دور في العمل، ثم جاءت البطولة الأولى لي مع هند رستم في فيلم «نساء وذئاب» سنة 1960.

*فيلم «مافيش تفاهم» شهد الظهور الأول لك مع سعاد حسني.. صراحة هل انجذبت للسندريلا؟

سعاد حسني لا يمكنني نسيانها، هي كانت بمثابة توأم روحي في معظم أفلامي، واعتبرها زميلة الـ«تختة» خلال مشواري السينمائي، وجميع الأفلام التي قدمتها مع السندريلا حققت نجاحًا مدويًا، ولم يفشل عمل واحد معها، ومثلما كنت أنا الولد الشقي كانت هي البنت الشقية في السينما المصرية.

*كم عدد الأعمال التي قدمتها مع سعاد حسني؟

قدمت معها 14 فيلما حققت جميعها نجاحًا هائلًا، وكانت أداعبها:«مفيش فيلم لينا يسقط يا سعاد..كده هنتحسد»،فكانت تدخل في نوبة ضحك، ومن أبرز الأعمال التي قدمتها معها «فتاة الاستعراض» و«الزواج على الطريقة الحديثة» و«الثلاثة يحبونها» و«للرجال فقط» وكان بيننا تجانس و"كيميا" خلال تصوير المشاهد داخل البلاتوه.

*برأيك.. سعاد حسني قتلت أم انتحرت؟

أحزننى للغاية نهاية سعاد المأساوية، ولم يكن يتصور أحد أن تكون هذه نهاية السندريلا، لكن المعلومات عنها قبل الوفاة كانت تؤكد أنها تعافت من مرضها النفسي وخضعت لعمليات تجميل وخسرت الكثير من وزنها الزائد وهذا دليل واضح على أنها كانت ترغب في العودة.

ولا أعلم إذا كان هناك شخص أو طرف تخوف من عودتها فارتكب جريمة قتلها أم أنها أقدمت في لحظة ضعف على الانتحار خوفا من أن تصاب بخيبة أمل حال عودتها إلى مصر وعدم حصولها على مكانتها الفنية اللائقة، ولهذا تظل وفاة سعاد لغزا في علم الله.

*جمعتك أيضا أفلام مع نجاة الصغيرة..ما وجه الاختلاف بينها وأختها سعاد حسني؟

شخصية نجاة عكس سعاد حسني، رأيتها شخصية تتسم بالجمود والجدية والخشونة في المعاملة لذلك لم تجمعني معها في التمثيل «كيميا»، ولولا مشاركة ثلاثي أضواء المسرح في «شاطئ المرح» لفشل الفيلم.

*صرحت بأنك كنت عاشقا لفاتن حمامة لكنك كرهتها بعد العمل معها..ما السبب؟

كنت أحب فاتن حمامة بجنون إلى الدرجة التي دفعتني لتسمية شقيقتي الصغري باسمها، وعندما عملت معها في فيلم «الباب المفتوح» لم أحب دوري في العمل لأنه لم يكن مؤثرًا وبلا ملامح.

*هل تتذكر كواليس العمل في «الباب المفتوح»؟

كنت مرشحًا للدور الذي جسده المايسترو صالح سليم، إلا أن فاتن حمامة كان لها رأي آخر، وطلبت من المخرج هنرى بركات أن يستبدلني بصالح سليم من باب أنه صديق لها ولزوجها الفنان الراحل عمر الشريف ، وقتها شعرت بالاستياء من ذلك وتواصل معى هنرى بركات وأخبرني بهذا القرار.

*وكيف تعاملت معها خلال التصوير بعد تفضيلها صالح سليم عليك؟

لم أحب العمل معها خلال تصوير الفيلم، لأنها لم تحترم نجوميتي خلال هذه الفترة، وتعلق قطاع كبير من الجمهور بي، ولم أظهر في «الباب المفتوح» بالشكل الجيد، كما كانت التجربة الأولى لصالح سليم، لذلك فشل الفيلم ولم يحقق المردود المتوقع، وبعدها لم أحب العمل مع فاتن حمامة.

*ما حقيقة غيرتك من رشدي أباظة وأحمد رمزي؟

كانت الصحافة تروج الكثير من الشائعات لإفساد علاقتي بأحمد رمزي، رغم أننا كنا أصدقاء لدرجة أننى كنت أعتبره شقيقى الذي لم تلده أمي وهو كذلك، وأؤكد لك أن أجمل الأوقات قضيتها مع رشدي أباظة وأحمد رمزي وجمعتنا علاقة حب وود والكثير من العزومات.

*بعد فيلم «الشقيقتان» سنة 1990 اتخذت قرارك باعتزال التمثيل..هل كان القرار له علاقة بتحريم الفن؟

لم أحرم أنا أو زوجتي التمثيل أو الفن بعد الاعتزال، فلسنا أهل فتوي لنقر ذلك، وقررت الاعتزال بعد أداء مناسك العمرة ولقائى الشيخ محمد متولي الشعراوي في شهر رمضان، وراجعت نفسي وقررت أن أقدم حلقات دعوية في قالب درامي فقط، وأؤكد لك أنه لولا تعلقى بالشيخ الشعراوي كان من الوارد أن أصبح متطرفًا لكنني تعلمت منه وسطية الإسلام والأخلاق والأدب.

*وما السبب وراء قرارك بالعدول عن الاعتزال؟

عدت للتمثيل عندما أتيحت الفرصة لتقديم فن هادف ومؤثر يحكي قصة الشيخ الشعراوي الذي أحببته وارتبطت به.

*أطلقت لحيتك منذ 1990 وحتى الآن..ما السبب؟

الأمر ليس له علاقة بانتمائي لأي جماعة أو تنظيم ديني، أطلقت اللحية بعد أدائي فريضة الحج سنة 1990، وليس لدى مانع في إزالتها لو قدم لي عمل مؤثر وأقتنع به.

*شمس البارودي هي الأخري قررت اعتزال التمثيل نهائيًا..هل كنت وراء قرار اعتزالها؟

قرار اعتزالها كان بعيدا عنى، فبعدما عادت «شمس» من رحلة العمرة سنة 1981 لم أعرفها وفوجئت بها في المطار ترتدي الجلباب الأبيض الخاص بالعمرة، وعندما اندفعت نحوها لأعانقها بعد وصولها بسلام رفضت وصافحتني باليد فقط.

وحينها كنت مندهشًا للغاية مما حدث لها، وظلت أسبوعًا لا تتحدث معي وفي حالة سكون وصمت غريب، وبعدها صدمتني بقرارها اعتزال التمثيل، وطلبت منى نسيان فكرة اشتراكها في أي عمل، وكنت أحضر وقتها فيلم «غرام صاحبة السمو» بعدما اشتريته من موسى صبري، وقبل رحلة عمرتها سافرنا لباريس، واشتريت لها ملابس الفيلم بنحو 40 ألف دولار..يضحك:«قلت لها والهدوم اللى إحنا ادبسنا فيها.. ده الفيلم مصروف عليه 100 ألف دولار».

*وهل غضبت من قرار اعتزالها؟

بصراحة فرحت كزوج وأب بقرارها لأنه سيجعلها متفرغة بنسبة 100% لبيتها وأسرتها.

*وماذا قلت لها بعد القرار؟

أخبرتها بأنني سعيد بهذه الخطوة وتمنيت لها الهداية، وأن يبارك الله لها هذه الخطوة، وأن يكون الأمر فاتحة خير على الأسرة بأكملها.

*هل أخذت «شمس» برأي الشيخ الشعراوي قبل الاعتزال؟

هي الفنانة الوحيدة التي اعتزلت التمثيل دون الرجوع للشيخ الشعراوي أو أي شيخ آخر، واتخذت القرار من تلقاء نفسها وعن اقتناع.

*هل كنت مؤيدا لارتدائها النقاب؟

لم أكن مرتاحا لارتداء النقاب وخلعته بعد ذلك اقتناعًا برأي الشيخ الشعراوي بأن النقاب فضل وليس فرضا وفضيلة وليست فريضة، وهي رأت أنه من مصلحتها ومصلحة المجتمع ألا تكون منقبة وخلعته عن اقتناع.

*نظام مبارك وجه لك اتهامات بانتمائك لجماعة الإخوان..ما حقيقة ذلك؟

كنت محسوبًا على الإخوان، رغم أنني لست عضوا في الجماعة، وأتذكر أن الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق، عندما قابلني في الإسكندرية أخبرني بأننى محسوب على الإخوان، حيث كنت وقتها وكيل حزب الخضر، ورغبت وقتها ترشيح نفسي عن دائرة الدقي في مجلس الشعب.

ونصحني بعدم الترشح وصرف أموالي دون فائدة، لأن النتيجة ستكون محسومة لصالح آمال عثمان وسيد جوهر، فكان ردى عليه بأنني التزمت لله وتعلقت بالشيخ الشعراوي وأخذت ديني عنه ولست محسوبا على فصيل من الفصائل، وبعد اللقاء لم أرشح نفسي، وفي هذه الفترة كان هناك موقفا ضدى من نظام مبارك ولم تتم دعوتى في تكريم الفنانين، وتم شطب اسمي في تكريم مهرجان القاهرة السينمائي، وكنت أقل أجر من بين الفنانين ولم أرشح في الأعمال الكبيرة.

*وكيف كانت كواليس زيارتك للرئيس الراحل حسني مبارك في 2014؟

ذهبت إلى مبارك في عيد ميلاده حينما كان في مستشفى المعادي العسكري برفقة المحامي فريد الديب، وأتذكر أن الابتسامة كانت ترتسم على وجهه، وعانقني ورحب بى بشدة وجلست معه أكثر من 3 ساعات، وكان ذهنه حاضرا وصحته جيدة، ووجه لي الشكر على رفضي حينما كنت ضيفا ببرنامج رولا خرسا وصفه بالرئيس المخلوع.

وأكد لي أنه قرر التنحي حرصا على عدم إراقة دماء المصريين عندما علم من عمر سليمان بأن الإخوان نزلوا إلى الشوارع مسلحين، وأخبرني بأنه معجب بشخصية الرئيس السيسي.

*ما الذي يعنيه لك مسلسل «إمام الدعاة»؟

اعتبره أهم دوري جسدته طوال مسيرتى الفنية، وكنت أتمني أن يكون العمل آخر دور فني أقدمه في حياتي وخاتمة مشواري، وأتفرغ للكتابة أو أي عمل آخر، لكن في النهاية مهنتي التمثيل ولابد أن استمر في هذه المهنة.

ومن خلال مسلسل «إمام الدعاة» حاولت تقديم بعض الوفاء للشيخ الشعراوي الذي تعلمت منه وسطية الإسلام وصحيح الدين وخلق المسلم الصحيح وكيف يكون في الحلم والتواضع والصبر وأداء العبادات، وأعتقد أن شعبية الشيخ الشعراوي الذي أعتبره وليا من أولياء الله الصالحين وراء نجاح المسلسل ولست أنا أو فريق العمل.

*كم بلغت الإيرادات التي حققها المسلسل؟

إيرادات المسلسل بلغت 100 مليون دولار حيث باعت مدينة الإنتاج الإعلامي العمل لكل دول العالم، في حين أن تكلفة إنتاج العمل كانت 30 مليون جنيه فقط.

*هل ندمت على دورك في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» بعد تقديمك «إمام الدعاة»؟

لم أندم على الإطلاق وأعتبر نفسي ممثلا مطلوبا منه أي يؤدي كل الأدوار، ووافقت على المسلسل بعد إعجابي بالدور.

*في فيلم «الخطايا» شكلت مع عبد الحليم حافظ ثنائية مميزة.. كيف كانت التجربة مع العندليب؟

عبد الحليم حافظ كان كالمغناطيس يجذب من حوله دون بذل تعب أو جهد، وبعدما وافقت على عقد العمل مع شركة «صوت الفن» استقبلت مكالمة من العندليب يطلب منى زيارته في منزله في عمارة السعوديين بحي العجوزة، وزرته ليلًا لأنه كان ينام نهارا ويسهر ليلًا لأنه كان يسيطر عليه هاجس الخوف من الموت أثناء النوم ليلًا.

لذلك كان يفضل الخلود إلى النوم مع أول نهار جديد، ولأول وهلة عند زيارته سألني إذا كنت متزوجًا فأخبرته بأنني ما أزال عازبا وأعيش مع أبي وأمي، فطلب مني البقاء معه في منزله لعدة أيام فوافقت واكتشفت أنه يوفر دولابًا للضيوف بداخله البيجامات والملابس الداخلية والبدل، وخلال استضافته لي لمدة أسبوع عشت معه تجربة الصالونات الأدبية والفنية التي كان يحضرها كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي ومحمد حمزة وعبد الوهاب محمد ومرسي جميل عزيز وأنيس منصور ويوسف إدريس ومصطفى أمين وعلي أمين وموسي صبري وكامل الشناوي وعمالقة الفن والأدب.

*«أشهر صفعة في تاريخ السينما»..هل مشهد صفع عماد حمدي لعبد الحليم حافظ على وجهه كان الأصعب في فيلم «الخطايا»؟

بالفعل كان أصعب مشهد لخوفنا على سلامة وصحة العندليب، وقبل المشهد توجه المخرج حسن الإمام للفنان الراحل عماد حمدي وأخبره ألا يتردد في ضرب عبد الحليم حافظ، فذهب عماد حمدي لعبدالحليم وأخبره بقرار المخرج بأنه سيصفعه بشكل حقيقي فوافق ولم يرفض.. يضحك:«أخدت عماد حمدي على جنب وقلت له مش هنكمل الفيلم لأن كده عبد الحليم هيموت من القلم أو يرقد فيها أسبوعين والفيلم مش هيكمل، وعماد كان رياضي وايده طرشة، فرد عليا وقاللى هو قال اضرب، وفي المشهد وش عبد الحليم اترج وكلنا اتاخدنا ولكنه خد القلم بجد وأكمل المشهد، وبعد انتهاء التصوير كان عماد حمدي أول واحد يجرى خوفا من رد فعل العندليب».

*من العندليب إلى دلوعة السينما المصرية..ما أبرز ذكرياتك مع شادية؟

قدمت معها أول بطولة مطلقة لى في السينما المصرية في فيلم «التلميذة» و«زقاق المدق» ورأيت شادية تلك الإنسانة الجميلة شكلًا وتواضعًا وأخلاقا ومعاملات، وكانت تحب عملها وتحتوي زملاءها، ولعبت دورًا في إكسابي الثقة بنفسي وقدراتي التمثيلية، وفي الحقيقة كنت أمثل معها بشكل تلقائي دون تصنع أو ارتباك، وكنت على تواصل معها بعد اعتزالها الفن وحتى آخر لحظات حياتها وكانت  حريصة على الاتصال بزوجتي شمس البارودي والاطمئنان عليها.

*بالعودة للوراء..هل ندمت على أي عمل سينمائي شاركت فيه؟

لست راضٍ عن كل الأفلام التي قدمتها، وعندما يعرض لي فيلم على الشاشة أطلب من شمس البارودي أن تغير القناة التليفزيونية وإلا انصرف؛ كوني أشعر بأنني كنت سخيفا ودمي ثقيلا وممثلا سيئا وأظل أراجع وأعاتب نفسي بأنني كان لدى أفضل مما قدمته لأخرجه، لذلك أنصرف عن أي فيلم يعرض لى، لأنني لا أحب جلد ذاتي وتأنيب ضميري وأذهب لأشاهد مباراة كرة قدم لمحمد صلاح مثلًا، أو قراءة أي كتاب.

*نفهم أنك اشتركت في أفلامك من أجل المال؟

40% من أفلامي شاركت فيها بهدف المال لكنها نجحت.

*وما السبب الذي دفعك لذلك؟

كنت شخصية مسرفة وحريص دومًا على شراء كل سيارة جديدة تظهر في السوق، حيث كنت مصابا بمرض تغيير واستبدال السيارات لدرجة أننى لو كنت احتفظت بكل سيارة اشتريتها وبعتها الآن لجلبت لي ملايين الجنيهات.

*ماذا عن أبرز الفنانين الذين يعجبك أداؤهم؟

أحب مشاهدة أعمال أحمد السقا وأحمد حلمي، كما أرى في محمد رمضان فريد شوقي هذا العصر ونجوميته تخطت عادل إمام.

*هل نرى لك ظهورًا على الشاشة الصغيرة قريبًا؟

منذ 3 سنوات لم يعرض على عمل مناسب، واعتذرت عن المشاركة في عدد من الأعمال الدرامية، إما بسبب ضعف النص أو تدني الأجر.

*بقيمتك الفنية الكبيرة..هل تحزن لتهميش دورك؟

لست حزينًا لعدم ترشيحي في أي أعمال ولا يعرض على أي عمل فني؛ لأن الوسط الفني لم يعد نقيًا، وأنا اعتدت العمل في هواء فني نقي، وفي زمن الفن الجميل كنا نشم أكسجين فني نقيا، أما الآن فالشللية هي المسيطرة، ونرى أن شخصًا واحدًا هو من يسيطر على العملية الإنتاجية ولا أحد غيره، لذلك الهواء الفني حاليا فاسد والأكسجين عفن، وأتذكر أن الفنانة الراحلة ليلي فهمي كانت تقول :«القوالب نامت والإنصاص قامت» أما أنا فأقول:«الإنصاص نامت والإرباع قامت».

*هنا تدخل الفنانة المعتزلة شمس البارودي في الحديث وتعلق على حديث زوجها معبرة عن استيائها من المناخ الفني الحالي:«مفيش حاجة اسمها فنانين بعينهم يشتغلوا كل سنة ومفيش غيرهم وفنانين تانيين ميشتغلوش» ، ليرد حسن يوسف: أنا مش زعلان بس بستغرب إن فيه ناس في دراما رمضان متكررة في 4 أو 5 مسلسلات ، ودا معناه إن فيه علاقات، وناس منسية خالص زي حسين فهمي وكان الله يرحمهم عزت العلايلي ويوسف شعبان لايتم ترشيحهم لأى أدوار ، ولولا أن يحيى الفخراني عين عضوًا في مجلس الشيوخ مكنوش شغلوه واشترك في مسلسل خوفًا من أن يفضحهم في بحكم وجوده فى المجلس ».

*ماذا عن الأعمال الفنية التي عرضت عليك مؤخرًا واعتذرت عنها؟

رفضت الاشتراك في مسلسل «جمال الحريم» ليس بسبب النص، ولكن لعدم تقدير تاريخي الفني، فالأجر كان متدنيا للغاية، وللأسف من يقومون على العملية الإنتاجية مجموعة من الجهلاء ولا يقدرون القمم الفنية، وأتساءل: أين حلمي رفلة ورمسيس نجيب وجمال الليثي؟ هؤلاء كانوا خبراء إنتاج ويعرفون قيمة الممثل.

*أثار تصريحك حول نيتك تجسيد قصة البابا شنودة الكثير من الجدل والتساؤلات..أخبرنا بحقيقة الأمر؟

بعد عرض مسلسل «إمام الدعاة» عن قصة الشيخ محمد متولى الشعراوي، أحد الصحفيين سألني في عام 2003 عن رأيى في تجسيد قصة البابا شنودة ففطنت إلى أنه يحب إيقاعي في فخ الفتنة الطائفية فأجبته بأنني لا أمانع في ذلك وأخبرته بأنني سأطلب سيناريست عالميا ومخرجا عالميا مسيحيا من الخارج وأن تنفق الكنيسة على العمل من مليون إلى مليار جنيه وإنفاق بلا حساب دون تحديد ميزانية حتى يخرج بقيمة البابا.

وعندما نشرت تصريحاتي ردت الكنيسة بأنه ليس لديها النية لإنتاج عمل درامي عن البابا شنودة، وأرى أن الفنان ماجد الكدواني هو الممثل الأمثل شكلا وموضوعًا لتجسيد حياة البابا، ولكن في حال إذا كان لابد من وجودى فيجب توفير الشروط التي أعلنت عليها، والتمثيل ليس له علاقة بديانة الممثل.

*أخيرا.. حدثنا عن اهتماماتك الحالية؟

أعكف حاليًا على الانتهاء من كتابي «نصف قرن في عالم الفن» وسيحمل الكثير من الذكريات والأسرار، وقريبًا سيرى النور.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية