رئيس التحرير
عصام كامل

‏«10 سنوات ثورة» خطايا الإخوان في حق 25 يناير.. استبدلوا شعارات الدولة المدنية الحديثة بأجندة رجعية تروج لـ«ديكتاتورية دينية»

عنف الإخوان
عنف الإخوان

كلما ابتعد الإسلاميون عن السلطة، ظهروا أكثر ديمقراطية، لكن بمجرد وصولهم إليها تتغير آراؤهم بشأنها، ‏ويصبحون حالة فريدة في الديكتاتورية، حدث ذلك مع الثورة الإيرانية، وتجربة حماس في غزة، وجماعة الإخوان الإرهابية في ‏مصر خلال ثورة 25 يناير.  ‏



استبدال المفاهيم 

شواهد كثيرة جعلت الإخوان يتأكدون من عدم وجود تنظيم واضح للاحتجاج في الشارع، فبدأوا سريعا إخراج أجندتهم الخاصة لإقامة نظام إسلامي ‏في مصر.

استغلوا حاجة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الشراكة المصرية في الحرب ضد الإرهاب حتى يقدموا أنفسهم في ‏ثوب جديد للغرب بشكل عام، يمكنه مهادنة كل التيارات الدينية ولاسيما الجهادية منها، في الوقت الذي ‏تفرغت الجماعة لشيطنة كل القوى المدنية في الداخل. ‏

عملت الإخوان ومن خلفها القوى الإسلامية الآخرى على استبدال المفاهيم التي قامت على أساسها ثورة 25 يناير، بدلا من ‏تعزيز الديمقراطية وإقامة نظام مدني حديث، تلاعبت الجماعة بالحشود.

دفعت بأنصارها بشعارات دينية بامتياز ـ الشعب ‏يريد تطبيق شرع الله ـ القرآن دستورتنا ـ الشريعة دونها الرقاب ـ حتى أربكت الجميع، ووضعت أول مسمار في نعش الثورة.‏

سرقة الانتصار ‏

نجحت عملية استبدال المفاهيم في سرقة انتصارات الربيع العربي كاملا وليس الثورة المصرية فقط، ‏لكن الجماعة التي لا تستوعب دروس التاريخ، لم تفهم أنها نجحت فيما هو أسوأ، إذ ذكرت العالم كله بجذورها الدينية ‏ومشروعها التوسعي، ولهذا لم تكمل في الحكم عاما واحدًا، وسقطت بثورة شعبية آخرى.‏

كان سقوط الإخوان مذهلاً مثل صعودهم، كارثة مدوية خلقت انتكاسات تاريخية للجماعة في كل الأقطار العربية، وكل ذلك ‏بسبب الجشع وشهوة الاستحواذ على السلطة، والثقة المفرطة في قدرتهم على الحسم، وتصدير الوهم للناس عبر شعارات ‏دينية.

وهو ما أفقدهم الثقة لاحقا، فالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي كانت ومازالت تلاحق المجتمعات العربية، ‏أصبح المواطن العادي على إدراك كامل أنه لا يمكنه حلها بلافتة «الإسلام هو الحل».   ‏


غطرسة الانتصار ‏

دفع الإخوان ثمن غطرسة الانتصار التي أكسبتهم العديد من الأعداء ، كما دفعوا بعد إسقاطهم عن الحكم ثمن عدم التخلص ‏من عقلية التكفير التي يتم استدعاؤها عند كل محنة، وكما سبق لـ«سيد قطب» الذي أُعدم في عام 1966 استخدام التكفير ‏والعنف ضد معارضيه، عادت نفس النبرة مرة آخرى بعد إسقاطهم عن الحكم في 2013 . ‏

استدعى الإخوان الفكر القطبي والنزعات الجهادية وعقلية القتال في السياسة بعد تأكهم من زوال سلطتهم، وأثبتوا من جديد ‏أن أغلبهم قطبيون بامتياز، يخفون قناعاتهم الجهادية ويستخدمونها إذا ما استدعت المواقف.

كشفوا عن جهازهم  ‏السري الذي كان مكلفا بمهام سوداء، وهو ما تجسد في أنشطة الأذرع الإرهابية حسم ـ لواء الثورة ـ وغيرهم، ولم ينتظروا كثيرا لإخفاء مشروع الدكتاتورية الدينية التي كانت تتستر خلف واجهة ديمقراطية من أجل أهداف عابرة ‏للحدود.

أهانوا الثورة فلفظتهم وتركتهم على قارعة الطريق بلا ساتر ولا حليف ! ‏

الجريدة الرسمية