رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا والمصالحة الخليجية!

لست مشغولا كما هو حال البعض بالبحث عن موقف مصر من المصالحة الخليجية.. فهذا الموقف معروف ومعلن منذ وقت طويل، أو منذ أول محاولة لرأب الصدع فى البيت الخليجى، ويتمثل فى أن لدى مصر مطالب محددة من قطر إذا التزمت بها سوف تظفر بعلاقات طبيعية معنا، وهذه المطالَب تتلخص فى توقف قطر عن التآمر علينا من خلال توفير الملاذ الآمن والغطاء السياسى لمن ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية، وقاعدة لهم ينطلقون منها للهجوم علينا وممارسة العنف فى بلدنا.. لكننى مهتم فقط لمعرفة ذلك السبب الذى يدفع إدارة أمريكية تلملم أوراقها استعدادا لرحيل قريب جدا لأن تبذل جهدا فى حل الأزمة الخليجية، وأمامها كم آخر من الأزمات الدولية والإقليمية التى تهدد السلم والأمن الدوليين لم تكترث بها! 


وبالطبع لا بد أن يكون هناك دافع لأن يحرك مستشار الرئيس الأمريكى الذى يقف وراء تطبيع علاقات ثلاث دول عربية حتى الان مع إسرائيل، من أجل تطبيع العلاقات ثلاث دول خليجية مع قطر.. بالطبع الأمر الذى يتبادر إلى الذهن هو رغبة فى وضع العراقيل أمام الرئيس الأمريكى الجديد قبل أن يبدأ فى صياغة ملامح السياسة الخارجية الأمريكية فى عهده..

قيادة العالم لمن؟!

وهذا أمر غير مستبعد بالطبع، ويمكن استنتاجه فى رغبة الرئيس المنتهية ولايته فى القيام بعمل عسكرى ضد إيران لم يجد قبولا له من قبل البنتاجون.. لكن فى غياب المعلومات فإن الخيال قد يذهب بعيدا للبحث عن سبب اهتمام كوشنر بإيجاد حل للأزمة الخليجية الآن وهو سوَف يغادر منصبه بعد نحو شهر فقط.. وأيا كان السبب فإن التوصل إلى مصالحة خليجية لا تضمن توقف قطر عن مؤامراتها ضد العرب هو فى مصلحة النظام القطرى الحاكم وحده.    
الجريدة الرسمية