ما حكم وقوف التلاميذ لتحية المعلم فى الفصل؟

من النظام السائد فى المدارس انه عندما يدخل المدرس الفصل يقف الفصل كله تحية للمدرس فما حكم الدين فى ذلك؟ يجيب عليه فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى السابق بالازهر ــ رحمه الله فيقول:

القيام للقادم من أجل التعظيم والاحترام ان كان يستحقه فلا بأس به ، كالإمام العادل والوالدين والعلماء ، كذلك للقادم من السفر وكبير السن والمدرس وغيرهم ممن ينبغى ان نوفر لهم الاحترام .

جاء فى البخارى ومسلم ان النبى قال للانصار لما جاء سعد بن معاذ راكبا على حمار وكان جريحا (قوموا لسيدكم ) ولم يكن القيام هنا لمعاونته فقط، فقد كان هناك رجال من بنى الاشهل يقولون: "قمنا له على أرجلنا صفين يحييه كل رجل منا حتى انتهى الى رسول الله ، وقام طلحة لكعب ابن مالك لما تاب الله عليه ولم ينكر عليه النبى صلى الله عليه وسلم ذلك".

وروى الترمذى بسند صحيح قوله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا ) 
وروى أحمد ايضا قوله صلى الله عليه وسلم (ليس من امتى من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) 
ويكره القيام تحية لمن لا يستحق التكريم وبخاصة اذا طلبه اللهم الا اذا خاف الانسان بطشه ويحمل على ذلك حديث حسن لأبى داود والترمذى (من أحب أن يتمثل له الرجال فليتبوأ مقعده من النار ) وحديث ابى داود وابن ماجه عن أبى إمامة الباهلى قال : خرج علينا رسول الله متوكئا على عصا فقمنا اليه فقال (لا تقوموا كما تقوم الاعاجم يعظم بعضهم بعضا ) 

هل إمامة الرجل الذى بيديه وشم لا تصح وتعتبر باطلة ؟
وجاء فى احياء علوم الدين للغزالى (القيام عند الدخول للداخل لم يكن من عادة العرب بل كان الصحابة لا يقومون لرسول الله أحيانا كما رواه انس، وروى الترمذى ان هذا لم يكن فيه نهى عام فلا نرى بأسا فى البلاد التى جرت العادة فيها بإكرامالداهل بالقيام اذا قصد به الاحترام.

وهذا عرض لبعض ماقيل فى الوقوف للتحية وللتوفيق بين النصوص المجيزة والمانعة اختار ما نقله السفاريتى عن ابن رشد ان للنيات وظرف الاحوال دخل فى تكييف الحكم.