رئيس التحرير
عصام كامل

إعلامنا وصحافتنا أيام النصر العظيم!

ذكريات حرب أكتوبر التي نحتفل بذكراها الـ 47 هذه الأيام تحمل معها روائح النصر والعزة والمجد والشرف والانتماء بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. وكلما تجددت تلك الذكرى أوقدت في ذاكرة الوطن همة وحيوية وإيماناً بقدرة المصريين على صنع التاريخ وتجاوز الآلام والتحديات والمخاوف..


فقد انتصر المصري على نفسه قبل أن ينتصر على عدوه المتغطرس وأعوانه الذين أمدوه بكل صنوف الدعم من سلاح وعتاد ومعلومات استخباراتية وصور حية بالأقمار الصناعية لما يجري على الأرض من اشتباكات أمدت في عمر المعركة الكبرى حتى حسمها المصريون في ست ساعات، أفقدوا العدو توازنه ولقنوه درساً أحسبه لن ينساه أبداً بعد أن صار لمصر درع وسيف ورجال أشداء صدقوا ما عاهدوا الله عليه .

في صدارة الصفوف!
من دروس أكتوبر وعبرها أن الحق لا يضيع مهما تقادم ولا يفت الحديد في عزيمة المصري متى شاء وآمن بحقه وقدرته وتهيأت له الظروف لاستعادة هذا الحق؛ فلا تنقصنا القوة ولا القدرة على مسايرة العصر ومواكبة التطور مهما تكن سرعته وصعوبته؛ فالمصريون دائماً قادرون على تطوير قدراتهم بسرعة مذهلة حتى في أحلك ساعات الشدة وأشدها إظلاماً ومن ثم فلا يساورنا أدنى شك أن مصر ستكسب معركتها مع سد النهضة وتحفظ حقها التاريخي في مياه النيل ما دامت معركتنا عادلة وعزيمتنا لا تلين في المطالبة بالحق الذي لن يضيع مهما طال الزمن.

ومن وحي نصر أكتوبر يتجدد السؤال: هل تراجع دور الإعلام والصحافة عما كان عليه أيام النصر العظيم.. وكيف كان هذا الدور استباقياً مارس التمويه والخداع الإستراتيجي كما رسمته القيادة الساسية قبيل الحرب لتضليل العدو ومن معه، فخاطب جبهتنا الداخلية بلغة غير تلك التي خاطب بها العالم الخارجي مما خلق أجواءً من التكتم والتعتيم انطلت على أعتى أجهزة المخابرات وبينها الموساد الإسرائيلي، الذي تكونت لديه ولدى غيره قناعة بأن مصر لن يمكنها بدء الحرب أبداً حتى انفتح الطريق أمام قواتنا كي تعبر وتسجل ملحمة قتالية هى معجزة عسكرية بكل مقاييس العلوم العسكرية توقف أمامها الخبراء طويلاً بالإعجاب والفحص والدرس واستخلاص الدروس وجني الفوائد.

قرارات غيرت وجه الحياة!
خاض الإعلام والصحافة وهما في أعلى درجات المهنية والكفاء والاستنارة والوطنية المعارك على الأرض في طليعة جنودنا، يشدان من أزرهم ويسجلان بدقة وسرعة فائقة تفاصيل المعارك ومشاهد البطولة لحظة بلحظة ليعلم القاصي والداني كيف ضحى الرجال وتفوقوا وسطروا بدمائهم الزكية أروع قصص البطولة والفداء، وضرب شعبنا وجيشنا وشرطتنا أروع الأمثلة في الشجاعة والحكمة والصمود والجرأة والتحمل والإخلاص وحب الأوطان والكفاءة وعبقرية التخطيط ودقة التنفيذ بروح قتالية لا مثيل لها .
الجريدة الرسمية