عبد اللطيف البغدادى يكشف أسرارا بين ناصر والسادات قبل الرحيل

عندما كان الرئيس الراحل أنور السادات نائبا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكان باختياره إلا انه أقال السادات من منصبه لسببين: الأول حكاية الفيلا التى كان يملكها اللواء يحيى الموجى بالهرم فقد اعجبت بها السيدة جيهان السادات وارادت تأجيرها ، فرفض صاحبها اللواء الموجى ، فقام السادات بوضعه تحت الحراسة .

هذه الواقعة يحكيها السيد عبد اللطيف البغدادى ــــ رحل 1999 ـــ فى مذكراته التى نشرها بعد رحيل السادات حول علاقة السادات بعبد الناصر ويضيف:

وكان عبد الناصر فى ذلك الوقت فى روسيا للعلاج فأرسل له اللواء الموجى تلغرافا بما حدث مؤكدا رفضه تأجير فيلته ، فألغى الرئيس عبد الناصر قرار الحراسة .

اما السبب الثانى فهو رفض السادات مبادرة روجرز ، وقد سمع ـــ البغدادى ـــ ان السادات قد سأل عبد الناصر عن المبادرة فقال له الرئيس: اطلبها من محمود رياض واقرأها وبعدين كلمنى. 

طلب السادات المبادرة من اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى وكان عبد الناصر وقتها فى روسيا ايضا وعند مناقشة المبادرة علق السادات قائلا :دا كلام فارغ ، وعندما عاد عبد الناصر من روسيا اجتمع مع اللجنة التنفيذية العليا وتحدث معهم عن المبادرة التى كان يريد ان يضغط بها على الروس للحصول على السلاح فقالوا له إن السادات قال لنا إنك رفضتها فأغلق الأوراق وانهى الاجتماع .

ووقعت مشادة كبرى بين عبد الناصر والسادات الذى ادعى إصابته بأزمة قلبية وسافر الى بلدته "ميت ابو الكوم" بالمنوفية وظل بها حتى مر عليه الرئيس عبد الناصر اثناء سفره الى الاسكندرية، وفوجئ بالفخامة التي يعيش فيها السادات فى قريته وأبدى دهشته ، ورد عليه السادات قائلا : هذا من ايراد كتابى (ياولدى هذا هو عمك جمال) وقد ضايق عبد الناصر هذا الرد .

68 عامًا من عمر ثورة يوليو 52 المباركة

وهذه الواقعة كانت فى حضور احمد سلطان محافظ المنوفية وقتها الذى اقيل من منصبه وحوكم فى عهد السادات بسبب إذاعته لهذه الواقعة .



واضاف البغدادي: لقد اختلفت مع عبد الناصر كثيرا جدا لكنه لم يهاجمنى قط ..أما السادات فقد كان يشعر بضعفه ويخشى من وجودنا معتقدا اننا نتحرك للمطالبة بالسلطة ، ولكن هذا غير صحيح فمن يستطيع تحمل هذا العبء الثقيل خاصة بعد الهزيمة لكننا كنا نسعى كوطنيين لأن تخرج البلد من المأزق الذى تعانى منه .