رئيس التحرير
عصام كامل

أبرز المعلومات عن مدينة المروى التاريخية التي يهدد فيضان النيل بزوالها في السودان

مدينة المروى
مدينة المروى

قتلى ومصابون ومتضررون وآثار تاريخية كلها في مرمى نيران الفيضانات في السودان حتى المدينة الأثرية التاريخية المروى لم تسلم من ويلات غضب الطبيعة التي تهدد بقسوة محو الأثر التاريخي الذي يعرف بمدينة البجراوية الملكية التي تبعد 500 متر عن مجرى نهر النيل فما هى تلك المدينة.

والمروي هي مدينة أثرية في شمال السودان تقع علي الضفة الشرقية لنهر النيل، تبعد نحو 6 كيلومترات إلى اتجاه الشمال الشرقي من محطة كبوشية بالقرب من مدينة شندي، كما تبعد حوالي 200 كيلو متر من العاصمة السودانية الخرطوم. 

ويوجد بالقرب من الموقع مجموعة من القرى تسمى البجراوية. كانت هذه المدينة عاصمة للمملكة الكوشية لعدة قرون، وقد أطلق الكوشيون هذا الاسم لكل الجزيرة أو شبه الجزيرة الواقعة بين نهر عطبرة في الشمال والنيل الأزرق في الجنوب ونهر النيل في الشرق ويطلق علي هذه المنطقة جغرافياً اسم إقليم البطانة.

الأهرامات الكوشية
وتقع مروي في الحافة الشرقية لهذا الإقليم الذي يحتوي على موقعين كوشيين هامين هما النقعة. والمصورات الصفراء، أبرز ما يميز موقع مروي هو وجود أكثر من 200 هرم في ثلاث مجموعات، أطلق عليها اسم الأهرامات الكوشية وهي مبان مميزة الأحجام والأبعاد، وقد تحطم الكثير منها عبر العصور.

قامت مروي علي كنف مملكة غنية ومزدهرة من صناعة الحديد والتجارة العالمية مع الهند والصين، وقد استقطبت عمال التعدين من كل أنحاء العالم، وهذا مادفع المؤرخون لإطلاق اسم بيرمنجهام أفريقيا علي مروي للإنتاج الهائل ولحجم التجارة الكبير في خام الحديد والحديد المصنع مع أفريقيا وكل مراكز التجارة العالمية في ذلك الوقت.

 

وكان الحديد ينتج بواسطة أفران الصهر والمحارق وكان المرويون أفضل صناع الحديد في العالم. ويعتقد بعض العلماء مثل جورج اندرو ريزنر أن أصل الحضارة في وادي النيل يعود لحضارة كرمة التي تعتبر حضارة مروي امتداد لها.

المنسوجات والمجوهرات

كما صدرت مروي المنسوجات والمجوهرات، وكانت المنسوجات الكوشية من القطن، وبلغت أعلى ازدهار لها عام 400 قبل الميلاد، وفضلاً عن ذلك كانت المملكة الكوشية غنية بالذهب ، وكذلك أشتهرت مروي بتجارة الحيوانات النادرة إلى ما هو أبعد من مصر وشمال أفريقيا وكان هذا وجهاً آخر من أوجه الاقتصاد المروي المتنوع.


أعلن مدير الوحدة الأثرية الفرنسية في السودان مارك مايو، أن منطقة "البجراوية" الأثرية التي كانت في ما مضى عاصمة للمملكة المروية، مهددة بالفيضان بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل إلى مستوى قياسي.

وقال عالم الآثار الفرنسي، إن مفتشي الآثار السودانية بنوا سدوداً في المكان بواسطة أكياس معبأة بالرمال واستخدموا المضخات لسحب المياه ومنعها من إتلاف هذه التحفة الأثرية.

وبحسب خبير الآثار الفرنسي فإنّه "لم يسبق أبداً للفيضانات أن بلغت مدينة البجراوية الملكية التي تبعد 500 متر عن مجرى نهر النيل"، وتقع على بعد 200 كيلومتر إلى الشمال من الخرطوم. 

 

رئيسة حزب جزائري تتهم سياسيين باستهدافها بالسحر الأسود (فيديو)

وأكد مايو أن "الوضع حالياً تحت السيطرة" حذر من أنه "إذا استمر ارتفاع منسوب النيل، فقد لا تعود الإجراءات المتخذة كافية.


الجريدة الرسمية