رئيس التحرير
عصام كامل

هل يعود الفن إلى ريادته؟

المسلسلات حاليا معظمها يتناول سواء من خلال مشاهد مصورة أو حوار بين أبطاله موضوعات لم يتم التطرق لها سابقا لاعتبارات قيمية وأخلاقية.. فأصبح يتم التناول والتنازل عن أي قيمة أو مبدأ فقط من أجل تحقيق مكاسب مالية وتحقيق السبق في التناول والتطرق لهذا النوع من الموضوعات علي أساس أنه تجديد وأنه يعكس الواقع..

للأسف هذا النوع من المسلسلات أصبح ينعكس في الواقع وليس العكس المحدود .. بل أصبح ينعكس بفجور وتفحش. فانتشرت في الواقع جرائم لم تكن تحدث بهذا الشكل وبهذه الطرق الفجة المنفرة التي لا يقبلها أي دين أو شرع ولا تقبلها الإنسانية بأكملها .كيف يعمل هؤلاء على تشويه وتحطيم مجتمع بأكمله وأجيال قادمة بلا ذرة ضمير ولا مراجعة أو مساءلة للنفس..

ألم يكن عراقًا موحدًا؟!
معظم كتاب قصص وسيناريو المسلسلات الآن أصبحوا يكتبون المسلسل في أقل وقت ممكن لبيعه وكتابة آخر وهكذا دون ضمير. المهم المال والتربح ولو على حساب أجيال ومجتمع ودولة تنحدر فيها القيم والأخلاق. فتكون أجيالها بلا هوية غرباء لا ينتمون لأسرهم أو مجتمعهم..


فبالنظر إلى معظم المسلسلات نجد أنها لا تحض علي أي فضيلة أو تعكس أى قيمة اجتماعية أو أخلاق أو دين.. بالعكس نجد انحلالا وفسادا وكذبا وخيانة ومكرا ونصبا وانعدام الشرف والضمير الإنساني عامة.. هل يعقل أن دولة بحجم مصر كان الفن فيها من أهم أدوات قوة الدولة الناعمة يصل حال الفن فيها إلى هذا الحال؟!

 

وبالطبع تراجع الإقبال عن الدراما المصرية فالرسائل التى تصل عن المجتمع المصري تعرض صورة اجتماعية لا تليق بتلك الدولة المحورية في المنطقة العربية بل والعالم كله..

أصبحنا نرى القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس السيسي في واد البناء والإعمار والدين والقيم والإخلاص والاجتهاد والعمل والعزيمة والإصرار على الإصلاح ونرى عالم المسلسلات والدراما والأفلام في واد آخر نحو مزيد من الانهيار الفنى والأخلاقي والمجتمعي.

مشهد واحد!
كيف يمكن أن يقتنع هؤلاء الفنانين بأن ما يفعلوه لا يخدم الدولة المصرية ولا السياسة الخارجية المصرية ويحطم أداة مهمة جدا لقوة مصر الناعمة ويؤثر على المصريين في الداخل والخارج..


وددت أن يصل هذا الرجاء لصناع الدراما والبرامج والأغاني وكل ما يدخل في إطار قوة مصر الناعمة ليعملوا العقل ويناقشوا القضايا المجتمعية بصورة أكثر حرصا على مكانة مصر الإقليمية والدولية حتى في أبسط ما يقدمونه، لأن مصر القدوة.. ولا ينبغي أن تقدم بهذه الصور.


وخالص التحية لكل جهد في سبيل تحقيق تنمية وتقدم مصر.


الجريدة الرسمية