رئيس التحرير
عصام كامل

البرتقال المصري يغزو العالم

في صورة غير نمطية للمنافسة نجد أن مصر تمكنت بفضل الله ثم بجهود الزراعيين من تصدر سباق زراعة وجودة البرتقال في العالم، حيث توقع تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية أن تستحوذ صادرات مصر من البرتقال على ثلث تجارة العالم من البرتقال خلال موسم 2019- 2020..

 

ويعد البرتقال الطازج من أبرز المحاصيل الزراعية التي تصدرها مصر إلى الخارج، حيث تُصدر مصر نحو 51% من إنتاجها وتستهلك 46% منه طازجًا، فيما تستخدم 3% من إنتاجها في التصنيع.

 

ما يغلاش عليك!

 

وذلك على الرغم من أن إنتاج مصر من البرتقال من المتوقع أن ينخفض 17% خلال هذا الموسم إلى 3 ملايين طن نتيجة للرياح القوية وارتفاع درجة الحرارة، والتي أثرت على الأزهار والثمار، لكن رغم ذلك ستظل مصر متربعة على عرش كبار مصدري البرتقال في العالم..

 

وتمثل صادراتها ثلث تجارة العالم من البرتقال، والأسواق التصديرية للبرتقال المصري ستظل كما هي سابقًا والتي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والسعودية والصين، ونجد أن واردات الصين من البرتقال المصري والجنوب الأفريقي يمثلان 70% من الطلب الصيني على البرتقال.


وتتميز مصر عن الكثير من المنتجين الكبار للبرتقال بأنها تقع في محيط قريب من كبار المستوردين لهذه الفاكهة، علاوة على ملائمة المناخ والتربة لهذه الفاكهة التي تنتشر زراعتها تقريبا في كل محافظات مصر. وتؤكد بيانات وزارة الزراعة أن صادرات الموالح بلغت مليونا و387 ألفا و625 طنا خلال النصف الأول من العام الجاري، لتتصدر المركز الأول لصادرات الحاصلات الزراعية خلال هذه الفترة.

 

ويؤكد أحد خبراء الزراعة أن مصر احتلت المركز الأول من حيث تصدير البرتقال إلى الأسواق الصينية بقيمة 140 مليون دولار، فضلا عن تصدير منتجات أخرى مثل العنب والبلح وخلال هذا العام 2020 سوف يشهد بداية تصدير الرمان المصري إلى الأسواق الصينية.


وقد وجه وزير الزراعة واستصلاح الأراضي لضرورة فتح أسواق جديدة أمام المنتجات الزراعية المصرية لدعم الاقتصاد الوطني وتوفير النقد الأجنبي. ويعد البرتقال المصري من أجود أصناف البرتقال في العالم، وقد تم فتح السوق النيوزيلاندي أمام البرتقال المصري، كما يتم التفاوض حاليا من أجل فتح أسواق البرازيل والأرجنتين وبعض دول شرق آسيا أمام الموالح المصرية.

 

تعافي الجنيه

 
وقد اتخذت الإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الزراعية بوزارة الزراعة الإجراءات لأشجار الموالح "البرتقال" والخاص بالممارسات الجيدة لتسميد ومكافحة ورى المحصول لزيادة الإنتاج وزيادة الصادرات وذلك خلال الشهر الجارى، مثل إجــراء العــزقة الشتـــوية وتطهيـر قــنوات الـرى وتنظيـف المـزرعة مـن الحشـائش وتقـوية الحلـقات حول الأشجار.


وكان فيروس كورونا من الأسباب الرئيسية في ازدهار محصول البرتقال في مصر والعالم كله، فقد شهد سوق السلع الأمريكي ارتفاع العقود الآجلة الخاصة بعصير البرتقال المركز المجمد في الولايات المتحدة بنسبة 25% خلال الشهر الماضي فقط، متفوقا في المنافسة على مشروبات الطاقة والمياه المعدنية والعصائر الاستوائية الأخرى، وذلك تزامنا مع تفشي فيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم.

 

وبالرغم من عدم وجود دليل على فعالية فيتامين سي الموجود في البرتقال ضد "كوفيد- 19"، فإن المسؤولين في مجال صناعات البرتقال والموالح يقولون إن الناس يحاولون زيادة استهلاكهم من الفيتامين لتحسين مقاومة جهازهم المناعي، وفقاً للإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "إن بي آر".


وقد أكد عدد من المصدرين أن التحديات التي تواجه الصادرات المصرية من البرتقال تتمثل في انخفاض أسعار البرتقال "الصيفي " في المزارع والمخصص للتصدير، مع بعض معوقات التصدير مثل فتح الاعتماد وتأخر الإجراءات المختلفة لكن هذا الأمر لم يعد كالسابق بل شهد تطورا كبيرا أدى إلى سهولة تصدير البرتقال إلى أكثر من 98 دولة..

 

ففى عام 2019 تم تخطي حاجز 1.8 مليون طن، واحتلال المركز الأول على مستوى العالم فى تصدير البرتقال، ووصلنا إلى 1.7 طن فى صادرات 2019 وذلك للعام الثاني علي التوالي بعد إزاحة إسبانيا.

 

رحم الله زمن القطن المصري العظيم

 

فالموالح المصرية ذات جودة عالية، وخاصة البرتقال فهو منتج مميز ومرغوب عالمياً، وهناك منظومة رقابية فى الحجر الزراعى والذى يقوم على فحص حجرى دقيق للصادرات الزراعية طبقا لاشتراطات الدول، وكلما يكون هناك فحص دقيق وإحكام الرقابة وتطبيق حرفى لاشتراطات الدول، لا يوجد لها رفض ويعطى سمعة عالية.

 

ويجب على وزارة الزراعة تحسين المناخ التصديري من خلال فتح أسواق جديدة في دول العالم المختلفة خصوصا أفريقيا وأمريكا اللاتينية ودول منطقة وسط آسيا، حيث يعتبر دخول سوق معين لأول مرة إضافة كبيرة أمام الصادرات الزراعية المصرية التي تواجه حاليا منافسة متنامية من دول أخرى في الإقليم وخارجه مثل المغرب وإثيوبيا وباكستان.

الجريدة الرسمية