رئيس التحرير
عصام كامل

قصة استقالة الخضر حسين من مشيخة الأزهر بعد استدعاء محمد نجيب له

الشيخ محمد الخضر
الشيخ محمد الخضر حسين

تولى الإمام محمد الخضر حسين مشيخة الأزهر فى الفترة من 1952 ـ1954 ، وهو أول شيخ للازهر من أصل تونسى،درس فى جامع الزيتونة الذى يشبه الجامع الازهر كقبلة فى العلوم ، وحصل على العالمية وبسبب تنديده بالوجود الاجنبى فى البلاد العربية جعلاه يخرج من تونس الى مصر ليستقر فيها وحصل على الجنسية المصرية .

 


ولد الشيخ محمد الخضر حسين فى مثل هذا اليوم 16 أغسطس عام 1876 لاسرة تونسية وحفظ القران صغيرا ، بعد نيله العالمية تولى قضاء مدينة  بنزرت وكان يخطب فى جامعها ومدرسا بمعهد الزيتونة ، ولانه كان يهوى الشعر نضم قصائد عديدة للتنديد بالاستعمار الفرنسى لتونس فى مجلته السعادة العظمى فكان يبث روح المقاومة فى مريديه فحقد عليه الاستعمار ودبرت له مكيدة سياسية قدم من اجلها للمحاكمة وحكم عليه غيابيا بالاعدام فهاجر الى بلاد الشام وفيها تولى تدريس العلوم العربية والدينية فى المدرسة السلطانية .وجاء الى مصر عام 1922 ليشتغل بالكتابة والتدريس
وضع الخضر رساالته القيمة (الخيال فى الشعر العربى) وعندما ظهر كتاب اصول الحكم للشيخ على عبد الرازق تصدى له الخضرونقده نقدا شديدا ، ثم تصدى لكتاب الدكتور طه حسين فى الشعر الجاهلى، وقسا عليه واتهمه باقتباس اراء اساتذته المستشرقين ، ثم تولى رئاسة تحرير مجلة الازهر .واشتغل بالتدريس فى جامعة الازهر .
فى عام 1952 وبعد قيام الثورة تولى مشيخة الازهر حيث حضر اليه فتحى رضوان والشيخ الباقورى وعبد العزيزعلى عن مجلس قيادة الثورة وعرضوا عليه باسم مجلس الوزراء واللواء محمد نجيب مشيخة الازهر وكانت مفاجاة بالنسبة له .
يقول الشيخ محمد الخضر حسين :اميل بطبعى الى الخير والسلام ولم اكن فى حياتى متحزبا ولا متعصبا بل كنت دائما اكره التعصب وافضل أخذ الامور باللين والهوادة وشيخ الازهر يمثل الازهر ويقوم على تحقيق معانى الخير والتواد والتحاب بين الناس ،والازهريون بحكم وضعهم ووصفهم وهم الذين يبصرون الناس بحقائق دنياهم لذا كان طبيعيا ان يكونوا متحابين فى الله .
وعندما اثير ان هناك اتجاها لتوحيد الزى فى مصر والاستعاضة عن الطربوش بالبيريه او القبعة عدا رجال هيئة العلماءوالمشتغلين بالتدريس علق بقوله :( علمت انهناك اقتراحا بتطبيق الزى الاوروبى لانه اصبح زيا عالميا ولانه من الناحية العملية اكثر ملاءمة للموظفين والعمال وهذا الزى يتألف قميص وبنطلون بأثمان مناسبة واضاف ان القبعة والبيريه ليست زيا عالميا وان بلاد كثيرة لم تأخذ بهذا الزى وليس من الحتم على اى امة ان تجارى الشكليات حتى لو كانت عالمية .

 

شيخ الأزهر يكافئ الأولى على الثانوية الأزهرية بعمرة
وحدثت واقعة فبعد ان تم اختيار الخضرشيخا للازهر عام 1952 زاره فى مكتبه اللواء محمد نجيب وحسين الشافعى للتهنئة بالمنصب وبعد فترة زاره حسين الشافعى واخبره انه محمد نجيب يطلبه لأمرهام فى مكتبه فغضب الشيخ وكتب استقالته وقال (قل لسيادة الرئيس إن شيخ الازهر لا ينتقل للحاكم ) .ولم يرجع عن استقالته الى ان رحل عام 1958 .


الجريدة الرسمية