رئيس التحرير
عصام كامل

"ايا صوفيا" وهدم المسجد الأقصى!

في قرار واحد عقب محاولة انقلاب 2016 أصدر ما يسمى بالأعلى للقضاء في تركيا بفصل 3 آلآف و456 قاضيا بالتمام والكمال، وارتفع العدد فيما بعد ليقترب من 4 آلاف!


ماذا يعني ما سبق؟ يعني أن أغلبية من بقي في القضاء التركي يخضعون تماما لأردوغان وحزبه وبالتالي فتأكيد أردوغان أمس الجمعة على التزامه بأحكام القضاء وإنه سينفذها ويرفض التدخل فيها كاذب، وإنه كان ينتظر الحكم ولو كان يحترم أحكام القضاء لنفذ حكمه ومن المحكمة الدستورية بوقف بناء قصره في منطقة "أهلات" بجنوب شرق تركيا والصادر منذ عام تقريبا وتحديدا في يوليو 2019!

 

"قادر" على "الحسم"!


المؤكد إذن إن تحويل "ايا صوفيا" من متحف لمسجد كان مخططا له.. وعندما نعرف أن أيا صوفيا واحد من أهم المعالم والمزارات السياحية في تركيا، وعندما نعلم إنها كانت كنيسة لما يقرب من ألف عام ومسجد منذ محمد الفاتح وحتى كمال اتاتورك أي نصف مدتها ككنيسة، نعلم كم شهرتها في أوروبا والعالم!

أتاتورك أراد فيما يبدو تصحيح خطايا محمد الفاتح ولكن بإجراء يتحدث عن العلاقة الجيدة بين الأديان السماوية فحولها إلىمتحف! الغضب الغربي بدا باهتا وعلى استحياء وليس على مستوى الحدث، ولم تحتج صراحة إلا اليونان وعدد كبير من المراكز الثقافية وغيرها المرتبطة بممارسة الشعائر للأقليات !


الآن.. من الذي سيسجل التاريخ إنه يحول دور العبادة لأصحاب الديانات الأخرى إلى دور عبادة لديانته؟ المنتمون للإسلام أم غيرهم؟ ولذلك نسجل ـ أو بعض المنتمين للاسلامـ سابقة في تاريخ العالم تؤكد أن المنتصر يفرض كلمته وتغيير معالم أماكن العبادة التاريخية من دلالات ذلك، ولذلك يمنح أردوغان المشروعية لتقوم اسرائيل بتحويل المسجد الأقصى إلى معبد أو لبناء هيكل سليمان!

 

 طبول الحرب!


لا يصح أن نصمت وهناك من يشوه ديننا.. هذا عن الدين وسماحته.. ولكن علينا أن نغضب وبشدة خصوصا على المستوي الرسمي لإثبات الرفض السياسي أيضا لهذا الفعل ولنقر رفض مبدأ تغيير معالم وأدوار دور العبادة تحت أي ظرف أو مبرر أو سبب !


توجيه العالم وصراعاته السياسية إلى الحروب الدينية جريمة تركية.. يجب فضحها والتبرؤ منها من الرموز الإسلامية المهمة خصوصا في مصر والسعودية!

الجريدة الرسمية