رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده.. "سارة" لغز العقاد في حياته وبعد وفاته

فيتو

تمر اليوم الذكرى الـ131 على ميلاد المفكر والأديب الكبير عباس محمود العقاد، المولود فى 28 يونيو عام 1889 بمدينة أسوان، وهو شاعر وفيلسوف وسياسي ومؤرخ وصحفي، ويعد اسما من أبرز أسماء مفكري وكتاب القرن العشرين.

 

ساهمت أعماله بشكل كبير فى الحياة الأدبية والسياسية، بإضافته للمكتبة العربية أكثر من مائة كتاب في الأدب والتاريخ والاجتماع والدراسات النقدية واللغوية والإسلامية التي كانت العبقريات من بينها، فضلا عن دواوينه الشعرية.

 

وبرغم أن العقاد اكتفى بحصوله على الشهادة الابتدائية، إلا أن القراءة والتعلم كانا كصديقين له شاركا طوال حياته وثقف نفسه بنفسه , حتى احتوت مكتبته على أَكثر من 30 ألف كتاب، واتجه العقاد بعد ذلك للعملِ الصحفي؛ فعمل بجريدة "الدستور"، كما أَصدر جريدته الخاصة وحملت اسم "الضياء"، وكتَب فى أَشهر الصحف والمجلات خلال تلك الفترة,اشتهر بمعاركهِ الأدبية والفكرية مع الشاعر أحمد شوقي، والدكتور طه حسين، والدكتور زكي مبارك، والأديب مصطفى صادق الرافعي وغيرهم.

 

ووهب العقَاد حياته للأَدب؛ فلم يتزوج، ولكنه عاش قصص حب كثيرة خلد اثنتَينِ منها في روايته الوحيدة "سارة".

 

 

ومنذ طرحت "سارة"و أصبحت اللغز الأكثر جدلا، ولا يرجع هذا الجدل بسبب بنيتها الفنية الجديدة حينها فقط ولا بسبب الشخصية الأنثوية الفريدة.. وإنما لغزا بمن تكون سارة؟.

 

واعتبر بعض النقاد أن "سارة" عمل أدبي أقرب إلي تحليل دقيق وعميق لشخصية المرأة بكل ما تجمع تناقضات كثيرة عن كونها مجرد رواية.



"سارة"
 صدرت عن دار المعارف المصرية عام 1938، ثم أعيد طبعها في طبعات كثيرة. وفي الطبعة الثانية الصادرة عام 1943،واعترف "العقاد" في حوار له أن "سارة" تعبر عن شخصية حقيقية، وتجربة خاصة في حياته حدثت بالفعل دون أن يحدد أسماء.وبعد رحيله كثرت الأسماء الذي يرجعها بعض الأدباء والمثقفين المقاربين له حول من تكون سارة العقاد.

 

العقاد ومديحة يسري

ذكر الكاتب الصحفي مصطفى أمين في مقالة له: أن رواية سارة هي تجسيد لعلاقة حب جمعته بالفنانة "مديحة يسري" حيث دارت بينهم لقاءات كثيرة بغية من العقاد في تحسين وصقل شخصية الفتاة الشابة الذي تهوي التمثيل وإدراكها معاني وفكرا وفلسفة جديدة لم تكن تعلم عنا شئ وبمرور اللقاءات حدثت حالة حب من جانب العقاد فقط. وأكد على ذلك الأدبي أنيس منصور في كتابة "في صالون العقاد كانت لنا أيام".

 

العقاد ومي زيادة

 "إنها حصن محاط بخندق" هكذا وصف العقاد الأديبة الراحلة مى زيادة، بحسب ما ذكره الكاتب الصحفي أنيس منصور فى كتابه "فى صالون العقاد كانت لنا أيام".
مشيرا إلى أن كانت هناك علاقة قوية بين العقاد ومى ، البعض اعتبرها صداقة كبيرة، والبعض صرح بأن علاقتهما تطورت إلى الحب والغرام.


وبحسب الشاعر والكاتب الصحفى كامل الشناوي في كتابه "الذين أحبوا مى زيادة" أنه لكى يعرف العلاقة بين العقاد ومى رجع إلى صديق للعقاد لازمه لأكثر من 30 عاما، والذى أكد للشناوى بأن حب مى عصف بقلبها وقلب العقاد، إلا أنه أكد أيضا أن العفة هى أساس العلاقة بينهم".

فيما قال الكاتب الدكتور خالد محمد غازى، فى كتابه "مى زيادة: سيرة حياتها وأدبها وأوراق لم تنشر":إن رسائل العقاد بـ مى كان فيها من الشعور العميق ما يؤكد عن وجود مشاعر حب بينهما.

 

 

وتوفي العقاد في 12 مارس 1964 إثر تعرضه لجلطة في القلب، جعلتنا نفقد أحد أعمدة الأدب في مصر والوطن العربي. 

الجريدة الرسمية