رئيس التحرير
عصام كامل

هل التلفزيون متهم؟

تستدعي العادات اليومية المنتشرة في شهر رمضان الكريم ، والمتعلقة بمعدل ساعات مشاهدة التلفزيون ، نتائج الدراسات الطبية والإعلانية الخاصة بهذا الشأن ؛ فالملاحظ في البيوت حاليا إقبال أفراد معظم الأسر والأطفال تحديدا على مشاهدة المواد الدرامية المتنوعة التي تعرضها عشرات القنوات الفضائية يوميا ، فضلا عن «الكرتون».

 

ومع الإجراءات الاحترازية الراهنة بشأن الوقاية من فيروس كورونا المستجد ، والتي من بينها قرار حظر التجول ، يتزايد الاعتماد على التلفيزيون كبديل أساسي في مسألة الترفيه ، أو إلهاء الأطفال أحيانا لتخفيف وطأة الضيق النفسي الملازم لهم جرَّاء عدم الخروج للترفيه ليلاً، خاصة وأن تلك العادة نهج للأسر المصرية؛ مما يتطلب إعادة قراءة نتائج الدراسات العلمية الخاصة بساعات المشاهدة المفترضة.

 

اقرأ أيضا: "ضربة معلم" تترجمها القرارات

 

واحدة من تلك الدراسات، أجرتها جامعة «سنترال» الأمريكية، ونشرت نتائجها مجلة جمعية القلب الأمريكية خلال العام 2019م، حيث قارن الباحثون خلالها بين النتائج المترتبة على العاملين في الوظائف المكتبية وبين الآثار التي يتعرض لها الإنسان نتيجة مشاهدة التليفزيون وذلك من حيث التأثير على صحة القلب، وتبين أن الجلوس أمام الشاشات بمعدل يتجاوز أربع ساعات يوميا، يرفع معدل الإصابة والوفاة المبكرة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

 

اقرأ أيضا: قانون النظافة العامة

 

وفي العام 2016 ذهبت مبادرة انطلقت في ألمانيا إلى أبعد من ذلك، فرأى القائمون على المبادرة التي حملت عنوان «راقب ماذا يفعل طفلك بالميديا؟»، أن مدة مشاهدة الطفل للتلفزيون يجب تحديدها وفق المرحلة العمرية التي يمر بها، بحيث لا يتجاوز معدل جلوسه اليومي أمام الشاشة نصف ساعة يوميا، إذا لم يكن تجاوز خمس سنوات من العمر، في حين يُحدد معدل مشاهدته للتليفزيون بما لا يزيد على ساعة يوميا في المرحلة العمرية من خمس إلى تسع سنوات، بحيث تضمن الأسرة تفادي الأضرار السلبية للإفراط في معدلات المشاهدة على الطفل.. والله من وراء القصد.

الجريدة الرسمية