رئيس التحرير
عصام كامل

"فيتو" ترصد من داخل جبل نقادة حكايات خاصة عن سامر البدو في قنا | فيديو

فيتو

"ارطن يا سخان  بيكيفك.. علي جاجك يخرب بيت اللي ما يجيبك..لوكان علي بيت الجيران".. هكذا يغني أبناء الصحراء العربية عندما يجتمعون حول البكرج لإعداد المشروبات الخاصة بهم قبيل بدء السامر في ليالي البدو بمركز نقادة جنوب محافظة قنا.

عقب أذان العشاء يجتمع أبناء البادية ، في ضيافة العمدة حسن سلمان علي الرشيدي ،وأبناء عمومته من ال علي الرشيدي، مرتدين جلبابهم الصعيدي يرددون كلمات من اللهجة البدوية يصعب فهمها، يفترشون الأرض بالسجاد ، بالقرب منها يضعون قطع الفحم، وفناجين صغيرة والبكرج بأحجام مختلفة وحبات البن الأخضر تمهيدا للتحميص وإعداد مشروب الجبنة الذي يمتاز به أبناء البادية من قبيلتي الرشايدة والعوازم ، بحاجر طوخ (عزبتي محمد وأحمد وعبدالناصر).

 

الجبنة والقهوة

يقول سعيد الرشيدي: إن هذين المشروبين من أهم ما يقدم في جلسات السامر وله طقوس خاصة ، فالجميع هنا يجتمع بعد أذان العشاء يجلسون في صفين مواجهين لبعض يحفظون كلمات من التراث العربي الأصيل الذي توارثوه عن آبائهم وأجدادهم منذ قدومهم لمصر منذ حوالي 250 عاما، وهذا الفن لا يقدمه سوي أبناء البادية .

 

وقال حسين الرشيدي: إننا نقوم بإعداد الجبنة والقهوة العربي الأصيلة في حينها.. بعد جلب البن الأخضر نقوم بوضعه علي الفحم ويتم التقليب حتي يصبح لونه مائلا للسواد ويتم طحنه بهون خشبي مخصص لذلك ، وبعدها يتم إعداد الجبنة والتي يكون لها مذاق حارق بعض الشيء، وبعد مضي ما يقرب من ساعتين نبدأ في إعداد القهوة العربي. 

 

طقوس السامر

وتبدأ المجموعات في الجلوس علي الأرض بعد وصلة من الغناء البدوي القديم الذي يعتمد علي الزريبى والمتينة والرجيعى والرفيحى، لالتقاط أنفاسهم لتوزيع الجبنة.

 

ويقول محمد الرشيدي : نقوم باللف علي الجالسين بالفنجان والبكرج لسكب الجبنة التي يتم إعدادها أثناء الجزء الأول من السامر ، وعندما تطلب مزيدا من الجبنة تظل صامت اوعند الاكتفاء لا بد من هز الفنجان حتي لا يتم السكب للشخص مرة أخري ، ونفس الشيء يتم في القهوة عند توزيعها.

 

ويؤكد محمد علي أن الجبنة يتم إضافة الزنجبيل لها ولذا تشعر بالطعم الحار فيها عند الشرب ، ولا يستطيع أي شخص شرب الجبنة إلا أبناء البادية.

 

تعليم البنات

الكثير من أبناء البادية وبخاصة البنات لا يستكملن تعليمهن نظرا لبعد المدارس عن المنطقة التي يقطنون بها في الصحراء بنقادة.

 

وقال الشيخ عايش منسي الرشيدي ،كبير أبناء البادية: نعيش في تلك المنطقة منذ عدة سنوات ، ولا يوجد مدارس في تلك المنطقة، وتم تخصيص قطعة أرض خلال الفترة الماضية لبناء مدرسة لكن المسئولين لم يتحركوا.

 

ولفت إلي أن الكثير من أبناء البادية لا يكملون دراستهم وبخاصة البنات .

 

وأكدت "ن.م" إحدى سيدات البادية، أنها لم تستطع تعليم بناتها خوفا عليهن من بعد المدارس داخل مدينة نقادة أو مدينة قنا، وهذا بالطبع يتسبب في أزمة بالنسبة لهم لعدم وجود خطوط مواصلات في تلك المنطقة، وهو ما يدفهم للاكتفاء بالتعليم الأساسي فقط .

 

وأشارت "س.م"، من أبناء البادية ، أنها استكملت تعليمها وهي حاليا في المرحلة الثانوية، قائلة "أنني اذهب برفقه أحد من عائلتي يوميا إلي المدرسة، لعدم وجود مدارس بتلك الناحية التي نقطن بها".

 

وطالب الشيخ عايش منسي، بضرورة أن يكون هناك توفير للكثير من مقومات الحياة وقال: بفضل جهود المحافظ السابق اللواء عبدالحميد الهجان تم من توصيل الكهرباء والمياه ولكن بالطبع نحتاج الكثير ومنها بناء المدارس فضلا عن عدم وجود أي مرفق صحي بالقرب من منطقة الحاجر الجبلي . 

 

اقرأ أيضا: 

فرقة البادية بقنا.. تقدم فنا لا يعرفه إلا بدو شبه الجزيرة العربية | فيديو وصور 

 

وأكد أنه حال وجود أي أزمة صحية للأهالي يضطرون إلي النزول لمدينتي قنا أو نقادة، ومعروف أن المنطقة جبلية وعرة يوجد بها العقارب والثعابين بكثرة ويتعرض الكثير منهم للدغ ويكون الحاوي والطرق الشعبية هي السبيل للحفاظ علي حياة الأهالي وخاصة في فترات الليل. 

 

الجريدة الرسمية