رئيس التحرير
عصام كامل

مصر تحت الاحتلال الإخوانى


ذات يوم بائس علينا وعلى مصر منذ عام إلا قليلا، جلس رجلا على منصته ليقول بلسان الحال والمقال: أعلن أنا المستشار فاروق سلطان المشتوم من كل الإخوان فوز الدكتور محمد مرسى الإخوانى العتيد رئيسا للجمهورية، رفعت الأقلام وجفت الصحف، ثم بدأت رحلة المتحولين للهرولة نحو الرئيس الجديد، الذى قال لسان حاله: أعلن أنا الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية فوزى بمنصب لم يرد على بالى، ولم يجرِ فى خيالى، ولا فى خيال أمى وأبى، أعلن أننى أنا الرئيس لا كذب، أنا الرئيس المنتخب، وبما أن ذلك كذلك فإننى أعلن تأميم جمهورية مصر العربية شركة مساهمة إخوانية، بعدها أيها الشعب النكد ستصير مصر ليست جزءًا من الأمة العربية، ولكن شُعبة من شُعب الإخوان المسلمين، ثم ولاية فى دولة الخلافة الإخوانية المنتظرة.


هذا ما قاله محمد مرسى بلسان الحال، ومحمد بديع فى كهفه المظلم يكاد يرقص من الفرحة، فإذا كان الإخوان يبتغون تحويل مصر إلى شعبة من شعب الإخوان، تمهيدا لكى يصل هؤلاء المسوخ إلى دولة خلافة إخوانية، فمن هو الخليفة الذى يعدونه لذلك، منصب الخليفة سيظل شاغرا لفترة إلى أن يحصل عليه الخليفة المقدس خيرت الشاطر، وقتها سيكون محمد مرسى أحد الولاة فى دولة الخلافة يرد عليه ما يرد على باقى الولاة، فمن الممكن أن يتعرض للعزل من قِبل الخليفة وفقا لدستور دولة الخلافة الذى ستضعه جماعة الإخوان فى عهدها الجديد، ومن دستورها ستحاول تحويل مصر -وأى دولة تقع تحت يديها- إلى مجموعات من العبيد، يأتمرون بأمر الخليفة فإذا اعترضوا عليه فإنهم سيكونون قد خرجوا من بيعة الحاكم، وسيحق عليهم عقاب الخارجين.

ولكن ما هو شكل الدولة التى يحاول الإخوان بقضهم وقضيضهم رسم معالمها، مصر التى مرت عليها تلك الشهور الحزينة، واقعة تحت حكم مجموعة من الطغاة البلداء الذين ليس لهم حس ولا مشاعر ولا قيم، بل حتى دين، دولة الإخوان فى مصر هى دولة مركزية شمولية تقوم على التوسع فى آليات الرقابة على كل الأنشطة الإنسانية اجتماعية كانت أم اقتصادية أم إبداعية، مصر ستكون دولة واقعة تحت ربقة الاحتلال الإخوانى، لذلك فإن يوم 30 يونيو ليس يوم ثورة، ولكنه يوم قررت فيه مصر أن تقاوم هذا الاحتلال.

الجريدة الرسمية