رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. نجل عمر عبد الرحمن يلقي وصية والده

فيتو

استضاف صالون "فيتو" أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن، الأب الروحى للجماعة الإسلامية والمعتقل فى سجون أمريكا، وقام نجله الأصغر الدكتور عبد الله بتلاوة وصية والده التى أرسلها من داخل السجون الأمريكية، مطالبًا النظام المصرى بالوقوف بجانب الشيخ.
قال الشيخ فى وصيته التى يقرأها ابنه عبد الله: "أيها المسلمون فى جميع أنحاء العالم.. إن الحكومة الأمريكية رأت فى سجنى ووجودى فى قبضتها الفرصة السانحة، فهى تغتنمها أشد اغتنام لتمريغ عزة المسلم فى التراب والنيل من عزة المسلم وكرامته، فهم لذلك يحاصروننى.. ليس الحصار المادى فحسب، إنهم يحاصروننى حصارا معنويًا أيضا، حيث يمنعون عنى المترجم والقارئ، والراديو والمسجل، فلا أسمع أخبارا من الداخل أو الخارج، وهم يحاصروننى فى السجن الانفرادى، فيمنعون أحدا يتكلم العربية أن يأتى إلىّ، فأظل طوال اليوم والشهر والسنة لا أكلم أحدا ولا يكلمنى أحد، ولولا تلاوة القرآن لمسنى كثير من الأمراض النفسية والعقلية.
وكذلك من أنواع الحصار أنهم يسلطون على (كاميرا) ليلا ونهارا لما فى ذلك من كشف العورة عند الغسل وعند قضاء الحاجة، ولا يكتفون بذلك، بل يخصصون مراقبة مستمرة على من الضباط، ويستغلون فقد بصرى فى تحقيق مآربهم الخسيسة، فهم يفتشوننى تفتيشا ذاتيا فأخلع ملابسى كما ولدتنى أمى، وينظرون فى عورتى من القبل والدبر، وعلى أى شيء يفتشون؟؟
على المخدرات أو المتفجرات ونحو ذلك، ويحدث ذلك قبل كل زيارة وبعدها وهذا يسيء إلىَّ ويجعلنى أود أن تنشق الأرض ولا يفعلون معى ذلك.
ولكنها كما قلت الفرصة التى يغتنمونها ويمرغون بها كرامة المسلم وعزته فى الأرض، وهم يمنعوننى من صلاة الجمعة والجماعة والأعياد وأى اتصال بالمسلمين، كل ذلك يحرموننى منه، ويقدمون المبررات الكاذبة ويختلقون المعاذير الباطلة، وهم يسيئون معاملتى أشد الإساءة، ويهملون فى شئونى الشخصية كالحلق وقص الأظافر بالشهور، كذلك يحملوننى غسل ملابسى الداخلية، حيث أنا الذى أُمِرُّ الصابون عليها، وأنا أدعكها وأنا أنشرها، وإنى لأجد صعوبة فى مثل هذا، ثم إنى لأشعر بخطورة الموقف، فهم لا محالة قاتلىَّ.
إنهم لا محالة يقتلوننى، لا سيما وأنا بمعزل عن العالم كله، لا يرى أحد ما يصنعون بى فى طعامى أو شرابى ونحو ذلك، وقد يتخذون أسلوب القتل البطيء معى، فقد يضعون السم فى الطعام أو الدواء أو الحقن، وقد يعطوننى دواءًا خطيرا فاسدًا أو قد يعطوننى قدرًا من المخدرات قاتلًا أو محدثًا جنونًا، خصوصًا وأنا أشم روائح غريبة وكريهة منبعثة من جهة الطابق الذى فوقى مصحوبًا بها (وش) مستمر كصوت المكيف القديم الفاسد ومعه خبط وقرع وضوضاء وطرق كصوت القنابل يستمر للساعات ليلًا ونهارا، وهم سيختلقون عندها المعاذير الكاذبة والأسباب الباطلة فلا تصدقوا ما يقولون، إنهم يجيدون الكذب وقد يختلقون إساءة خلقية ويستخرجون لها الصور، فكل ذلك ينتظر منهم، وأمريكا تعمل على تصفية العلماء القائلين للحق فى كل مكان، وجاءت التقارير القرآنية عن هؤلاء ولكننا ننسى أو نتناسى. 
قال الله تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)، (كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون)، (لا يرقبون فى مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون)، (إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون)، إن هؤلاء هم الذين يحاربون أى صحوة إسلامية فى العالم كله ويعملون على إشاعة الزنا والربا وسائر أنواع الفساد فى الأرض كلها، أيها الأخوة.. إنهم إن قتلونى -ولا محالة هم فاعلوه- فشيعوا جنازتى وابعثوا بجثتى إلى أهلى، لكن لا تنسوا دمى ولا تضيعوه بل اثأروا لى منهم أشد الثأر وأعنفه، وتذكروا أخا لكم قال كلمة الحق وقتل فى سبيل الله، تلك بعض كلمات أقولها، وهى وصيتى لكم.
الجريدة الرسمية