رئيس التحرير
عصام كامل

هل الرئيس مرسى متعمد أن يفشل؟!


المشهد المصري يعاني حالة من الارتباك السياسي غير طبيعية، لا شيء يحدث سوى مزيد من الأزمات والفتن تنتشر في مصر، كأننا نعيش في وطن على وشك الانفجار، يعيش حالة من الاحتقان السياسي بشكل مدمر، كل الفصائل والقوى السياسية تتصارع وتتناحر دون النظر لحجم الأزمة المصرية، كأننا في مسرح كبير، وهناك مخرج يتحكم فى العمل، يشعل الأمور متى شاء، ويخمدها متى يشاء، والمؤسف أن كل المؤشرات تدخلنا في نفق كبير وهو إسقاط وإفشال الرئيس، ومحاولة محاصرته بكل الأشكال حتى لا تنجح مصر وتعبر أزماتها، وكل مخططهم هو إشعال المزيد من الحرائق في مصر، ودخول مصر إلى مرحلة النفق المظلم والفوضى العارمة وغياب الأمن وشيوع حالة من فقدان الثقة في الجميع، ووقتها ستجد مصر نفسها تعيش النكسة الكبرى والمصير المجهول.


ولكن بنظرة موضوعية نجد أن كل من يحاولون إسقاط الرئيس وإفشاله متحدون دون أن يتم التنسيق بينهم، والمذهل أن أغلبهم يتوهمون أنهم رجال الرئيس، ويحاولون حمايته والحفاظ عليه.

يتصدر المشهد السياسي لاعب أساسي يعبث كيفما يشاء، فهو يتوهم أنه القوة الوحيدة فى مصر، وأقصد تحديدا جماعة الإخوان المسلمين التي تتعامل مع الرئيس على أنه صنيعتها، فهي من دعمته ونجح بفضلها وتنظيمها القوي كما يرددون، ولكن مع كل أسف يتعاملون وكأن الرجل يعمل لديهم، عليه تنفيذ أوامرهم وتنفيذ مخططهم في التمكين من مفاصل الدولة المصرية، وهذا واضح جدا في اختياره لرجال الجماعة في مناصب الدولة المتعددة، وكل يوم ينتشرون في الجهاز الإداري للدولة، وكل هذا لا يهم، والأهم هو أنهم استطاعوا حرق الرجل سياسيا، وإقناع الشارع أنهم المسيطرون عليه ويحركونه كيفما يريدون، وكذلك هم تورطوا بشكل كبير في إحراجه وإثبات تدخلهم في الرئاسة، كتصريحات عصام العريان المتعددة، وحسن البرنس وغيرهما عن أمور رئاسية سرية، وأعتقد أنهم يتعمدون ذلك في رسالة قوية للرئيس: لن تحكم وحدك.

لا يوجد في التاريخ الحديث شيء مماثل لما يحدث في مصر، فالرئيس اختار رجاله ليحرقونه، وليزيدوا الغضب الشعبي ضده، ولنا فى مساعديه ومستشاريه وحكومته خير دليل ومثال، فما هو دور المستشارين والمساعدين؟ وما هي اختصاصاتهم؟ وماذا يفعلون؟ وهم غير متخصصين، وأسماء بلا خبرة علمية أو عملية، بل يخرجون بتصريحات تورط الرئيس، وتدخله في معارك لا قيمة لها تزيد الغضب الشعبي ضد الرجل، ناهيك عن حكومته التي بلا ملامح أو برنامج أو حتى خبرات معروفة، فرئيس الحكومة يتعامل معنا كأننا شعب أصم أعمى، لا يشعر بإنجازاته الوهمية فهي حكومة تصريحات جوفاء، شاركت بشكل كبير فى زيادة التظاهرات والإضرابات في مصر، وساهمت بقرارات تم في إلغائها فقدان الثقة الشعبية بأن أهداف الثورة ستتحقق، فكل وزارات مصر تعيش حالة من الفوضى وغياب العمل والإنتاج، بالاضافة للحالة العشوائية في الشارع والأسواق وغيرها..

لا أعلم أين الحقيقية، فهل الرئيس لا يعلم حقيقة الموقف وتداعياته، وحقيقة أن من حوله هم عامل رئيسى في زيادة الأزمات وتعقدها، وتراجع شعبيته، وفقدان الثقة في تحقيقه لأهداف الثورة في مصر؟ أم أنه يراهن عليهم لدعمه أم ماذا؟ أعتقد أنه يتوجب عليه أن يرى الصورة بشكل جيد، وأن يعيد النظر في اختيار حكومته وفريقه الرئاسي بشكل علمي، فقد اتضحت حقيقة أن سياساته التوافقية ومحاولة إرضائه لفصائل معينة، سيهدم المعبــد على الجميع وسيخرجهم من المشهد السياسي بشكل سريع.
dreemstars@gmail.com
الجريدة الرسمية