رئيس التحرير
عصام كامل

"تميم" قطر ينتقم لأجداده.. موزة دبرت انقلاب حمد على والده.. وابنها ينقلب على أبيه بعد طرد بقية إخواته من السلطة

عائلة أمير قطر الشيخ
عائلة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني

التاريخ يعيد نفسه بسرعة غريبة في الدولة الخليجية الصغيرة ذات الأذرع الممتدة في الشئون الداخلية لجاراتها.. فالعالم العربى ينتظر الآن تولى الأمير تميم بن حمد بن خليفة الثاني للسلطة من والده حمد بن خليفة في منظومة انقلابية من الدرجة الأولي.


صحيفة الديلي تلجراف البريطانية أفردت مقالا بها تتحدث عن زيادة المؤشرات التي تؤكد احتمال تنحي أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني عن السلطة لنجله، حيث قال مسئولون قطريون: إن الوقت حان لتسلم ولي العهد الشيخ تميم بن حمد (33 عامًا) زمام القيادة من والده الأمير حمد بن خليفة آل ثان.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر أن دولًا ذات ثقل في المنطقة مثل الولايات المتحدة أُطلعت على عملية التوريث. وقال أحد المصادر: "إن الخطة تتمثل في إدارة عملية معدَّة لتسليم السلطة تتيح صعود ولي العهد".

وأفادت صحيفة الـديلى تيليجراف البريطانية مقالا ينقل عن مصادر موثوقة، أن عملية التوريث في إمارة قطر الغنية بالنفط والغاز ستخضع لـ "خطة مرحلية لنقل السلطة"، وأن برنامج الخلافة الذي سيعلن قبل نهاية هذا الشهر، يحمل في طياته تخلي الشيخ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء وأحد كبار المستثمرين القطريين في بريطانيا، عن منصبه.

الأمير حمد نفسه وصل للسلطة في قطر بانقلاب منه على والده "خليفة" الذي ذهب لسويسرا في احتفالية كبيرة أقامها له الابن وكأنه حفل وداع له في مطار قطر، الأب خليفة لم يكم يتوقع أن يقوم الابن بهذا الانقلاب ويمنعه من أن تطأ قدمه أرض وطنه الذي كان يحكمه.

الأب خليفة بن حمد آل ثان أيضًا كان له عقله التآمري فقد أطاح بحكم ابن عمه في انقلاب، فعندما استقلت قطر عن بريطانيا عام 1971 كانت تحت حكم الشيخ أحمد بن على آل ثان الذي أطيح بانقلاب عسكري نفذه ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد آل ثان، وقام خليفة بتوطيد حكمه من خلال تسليم مفاصل الدولة لأولاده إلا أنه لم يكن يعلم أن الضربة ستأتيه من ابنه البكر "حمد".

حمد كان أكبر أولاد خليفة، وكان أفشلهم في الدراسة مما دفع بالأب إلى إخراج الابن من المدرسة قبل أن ينهي تعليمه الثانوي وإرساله إلى كلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا ولم يتمكن حمد من إنهاء الدراسة في الكلية المذكورة حيث فصل منها بعد تسعة أشهر ليعود إلى قطر برتبة جنرال، ويتولى قيادة الجيش وولاية العهد في نفس العام 1971.

الشيخة موزة كانت نفسها ضحية لصفقة مالية وسياسية بين أبيها ناصر المسند- المعارض القطري- والشيخ خليفة، فقد كان ناصر المسند من أهم المعارضين للحكم، وتزويج ابنته- موزة- من ابن الحاكم- تم عبر صفقة سياسية تخلى بموجبها المعارض عن معارضته مقابل نفوذ ابنته داخل القصر الملكي، ولم يكن الشيخ خليفة نفسه يتوقع أن يتطور الأمر لدرجة تصبح فيها العروس- ضحية الصفقة- هي الحاكم الفعلي في قطر والعقل المدبر لعملية انقلاب أبيض أطاح بالشيخ خليفة نفسه.

كان للشيخة موزة مخطط للسيطرة على القصر، وشرعت في تنفيذه فورا، فقد قررت السيطرة على الشيخ حمد وأطاحت بزوجاته الأخريات وأولاده منهن.

ولم يكن الشيخ خليفة يتخيل إن ابنة خصمه ناصر المسند الصغيرة "موزة" يمكن أن تدق المسمار الأخير في نعش حكمه، فموزة التي دخلت إلى الأسرة كزوجة رابعة للشيخ الصغير حمد بن خليفة بعد زواجه من بنات عمومته، لم تقبل أن تعيش على الهامش كما خطط لها "حماها" نسجت خيوطها حول الشيخ الشاب غير المتعلم والطامع بخلافة والده.

بدأت الحكاية في يوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرين من حزيران يونيو عام 1995، كان الشيخ خليفة قد غادر قطر إلى أوربا في رحلة استجمام كعادة شيوخ الخليج الذين يهربون من حر الصيف إلى أوربا، ولم يكن الشيخ خليفة يعلم أن حفل الوداع الذي أجري له في مطار الدوحة كان الأخير، وأن الابن حمد الذي قبل يد والده أمام عدسات التليفزيون كان قد انتهى من وضع خطته للإطاحة بأبيه واستلام الحكم.

في صبيحة يوم الثلاثاء قطع تليفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد، وعرض التليفزيون صورا لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لأبيه، وقيل فيما بعد، إن المشاهد التي عرضت دون صوت كانت ممنتجة ومزورة.

وقالت مصادر مقربة من الشيخ خليفة، إن ابنه حمد وجه الدعوة إلى وجهاء المشيخة وقام التليفزيون بتصويرهم وهم يسلمون عليه دون أن يكونوا على علم بما يجري.

بعد تزايد نفوذ الشيخة موزة حاول نجل حمد الأكبر الشيخ فهد المشاركة في انقلاب ضد والده عام 1996، انتصارًا لجده وانتقاما من زوجة أبيه، ولكنه فشل مع ابن عم الشيخ حمد ما دعا حمد لطرده من سلاح الدروع القطري واتهامه بالإسلامي المتطرف، وتم وضع الابن الثانى الشيخ مشعل بن حمد قيد الإقامة الجبرية، وكان عزلهما بضغط من "موزة" حتى يخلو لولديها جاسم وتميم الجو.

وفي أكتوبر عام 1996 تم تعيين تميم بن حمد وليا للعهد وهو الابن البكر للشيخة موزة وهو – مثل أبيه ومثل سائر أبناء حكام الخليج – تخرج من كلية ساندهيرست في بريطانيا دون أن يكمل تعليمه الثانوي العادي.

وتميم ليس ابن موزة الوحيد فقد أنجبت أيضا جاسم والشقيق الأصغر جوعان الذيانهى، ويبلغ ولي العهد تميم 33 عامًا، وقد بدأ صعوده في ظل أبيه منذ أن نجحت والدته موزة في إبعاد البكر مشعل، من زوجته الأولى، من ولاية العهد. 

وأنهى الشيخ تميم قبل ثلاثة أعوام وضع يده على مفاتيح السلطة، مع تعيين مقربين منه نائبين لرئاسة الوزراء. وتبلورت سلطته أكثر مع إمساكه بملفي الدفاع والتسليح، ونيابة قيادة القوات المسلحة.
الجريدة الرسمية