رئيس التحرير
عصام كامل

صحوة إرهابية !

بعد توقف لبعض الوقت عاد الاٍرهاب يطل علينا بوجهه الأسود الكئيب فى سيناء.. بالطبع لم يقل أحد إن الإرهاب انتهى وإننا تخلصنا من كل شروره، ولكن العمليات الإرهابية كانت أعدادها قد تراجعت بشكل ملحوظ فى ظل الملاحقة المستمرة له من قبل قوات الجيش والشرطة معها.

 

غير أنه فى وقت قصير قام الإرهابيون بثلاث عمليات إرهابية بدءا بعملية تفجير خط أنابيب فرعى للغاز، وحتى الهجوم الإرهابى الذى أحبطته قواتنا المسلحة وأوقعت فى صفوف الإرهابيين عشرة من القتلى.

 

وهناك من يربط بين عودة النشاط الإرهابى مجددا فى سيناء وبين بدء استيراد الغاز من إسرائيل.. وهناك آخرون يربطه بموقف مصر الرافض لصفقة القرن وتأكيدها على أن الحل الذى ترعاه عادلا ومنصفا للقضية الفلسطينية، هو الذى يقضى بقيام دولة فلسطينية على الأراضى التى احتلت بعد يونيو ٦٧ وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

 

اقرأ أيضا: خديعة ترامب لأبومازن!

 

وبالطبع هناك أيضا من يرون أن الاٍرهاب سوف يستمر ولن يتوقف لأننا لم نخطو خطوات قوية وجادة فى طريق تجديد وإصلاح الخطاب الدينى.

 

وإن كنت لا أستبعد هذه التفسيرات إلا أننى أرى أن السبب الأهم والأكبر هو ما يجرى الآن على الساحة الليبية، ويجرى على الساحة الدولية بشأن ليبيا.. فقد واجه أردوغان معارضة متصاعدة لتدخله فى ليبيا، وحدث ذلك نتيجة جهد مصرى دؤوب وكبير ومستمر، نجح فى كشف الأطماع التركية فى ليبيا والتخريب الذى يقوم به رئيسها لجهود حل الأزمة الليبية سياسيا، من خلال الدفع بالعناصر الإرهابية من سوريا إلى ليبيا ومدها بالسلاح والمعدات الثقيلة..

 

اقرأ أيضا: محاسبة أردوغان!

 

ولذلك لا يمكن أن نستبعد تحريضا للمنظمات الإرهابية للعودة إلى النشاط مجددا فى سيناء انتقاما من مصر وإشغالها فى أمورها الداخلية.. وبعد مؤتمر برلين الذى خرج منه أردوغان خاسرا نبهت وقتها لذلك وقلت إن أردوغان سوف يراهن على الدفع بعناصر إرهابية جديدة  إلى مصر من بين من جاء بهم إلى ليبيا، وأيضاً عبر حدودنا الشرقية.

 

ويجب ألا ننسى أننا نخوض حربا ضد إرهاب معولم يلقى دعما بالمال والسلاح والتدريب والملاذ الآمن والغطاء السياسى إقليميا ودوليا.

الجريدة الرسمية