رئيس التحرير
عصام كامل

"العاشر من رمضان" مرة أخرى


لاحت تباشير ثورة جديدة في سماء مصر، بعدما أيقن العالم أن ما حدث في 25 يناير 2011، كان بمثابة "صحوة الموت"، التي أكرم الله بها مصر، لتقفز من مركب مبارك، قبل أن تهوي في مقبرة "الإخوان".


الذي يدعم الرؤية الواضحة للنصر الثاني القريب، خطاب الرئيس الدكتور محمد مرسي الأخير، أمام جمع غفير من مؤيديه، وكان يشبه الخطاب الثاني لمبارك بعد ثورة 25 يناير، والذي خيب أمل الجماهير في أن يسند كل اختصاصاته للواء عمر سليمان، حيث حاول مبارك آنذاك الرقص فوق جثث شهداء موقعة الجمل، فيما حاول الثاني "الحنجلة" فوق جسد سد النهضة الإثيوبي.

ثمة شبه كبير بين أداء الرئيسين، حتى في التذلل للجماهير، والفارق الوحيد هو أن خطاب مبارك جاء في أعقاب ثورة ، أما خطاب مرسي فحاول منع ثورة ، يخشى من أنها ستكون أعنف من الأولى.

لكن موقف الجيش يحير بعض الناس، فهل سيدعم إرادة الشعب أيضا، كما فعلها في الاختبار الأول له في 25 يناير 2011 ؟.

ففي 25 يناير، دعم الجيش المطالب المشروعة للشعب، دون أن ينقلب على الجنرال مبارك ، المنتمي للقوات المسلحة ، لأنه لم يتورط في إهانة الجيش، ولا في تعريته أمام الرأي العام العالم ، بسيناريوهات خسيسة.

أما في 30 يونيو، فأتصور أن الجيش سيقف مع المطالب المشروعة للشعب، حتى لو كان ذلك ضد رغبة رئيس أمعن في إهانة الجيش ، من خلال توجيه ضربات متتالية له، عن طريق الحزب الذي ينتمي إليه ، والجماعة التي يتحصن بها.

إن سيناريو خطف الجنود بعد قتل زملائهم في رمضان الماضي ، وعملية الإطاحة بطنطاوي وعنان ، وأخطاء المرشد العام للجماعة في حق الجيش ، وحماقة الدكتور عصام العريان في دعوة اليهود لوطنهم مصر، وأخيرا التهمة الموجهة لرئيس الوزراء الإخواني بتسريب معلومات حساسة عن نهر النيل للشركة التي فازت ببناء سد النهضة، أيام كان وزيرا للري، كلها علامات ، تؤكد أن "الإخوان" فصيل من الساذجين، والدليل الأكبر على ذلك ، ما جاء في حوارهم المذاع على الهواء مباشرة، وبدا فيه كبيرهم كصغيرهم، مثل الصبيان في لعبة "الاستغماية".

إن اقتراحاتهم وصبيانهم الموالية لهم، لتخويف إثيوبيا على الهواء مباشرة ، يؤكد ضلوعهم في سيناريو إضعاف الجيش وإحراجه بخطف الجنود ، بعد مقتل 17 منهم العام الماضي، وتصويرهم والتنكيل بهم ، ليثبتوا للعالم كله: أن جيش مصر لم يكن قادرا على حماية سبعة من جنوده ، فكيف سيحمي حدود بلاده من أطماع "حماس" في أرض غزة ، وإسرائيل في مياه النيل.

الأيام التي ستعقب 30 يونيو، ستكون الأفدح في تاريخ مصر، لأن "الإخوان" أعدوا العدة منذ اقتحام السجون في 28 يناير 2011، حيث استولوا على سلاح أقسام الشرطة وسجون مصر، ثم جمعوا الأسلحة المهربة من الثورة الليبية عبر الأراضي المصرية ، ثم تلقوا أسلحة ثقيلة وخفيفة من حليفتهم "حماس" عبر الأنفاق التي وقفوا ضد تدميرها، رغم رغبة خطورتها على الأمن القومي المصري.

لكن الثورة التي أطاحت بمبارك في 18 يوما، ربما تطول هذه المرة، بفعل العنف الذي سيلجأون في محاولة للحفاظ على جماعتهم ونظامهم ومقارهم فوق الأرض، لكنني أشعر أن الله سيهدي النصر للثوار الجدد في العاشر من رمضان المقبل، ليكون موعدا موثقا من السماء، لخلاص المصريين من عدو فاجر "إسرائيل"، ومواطن متكبر "الإخوان".
اللهم نصرك
النظام الذي جاع فحلم بالخبز، وحينما أكرمه الله به ، جحد النعمة ، وصال وجال خيلاء ، كإنسان حفه الشبع من بعد جوع طويل.
barghoty@yahoo.com
الجريدة الرسمية