رئيس التحرير
عصام كامل

الله في القصر


كلما ارتفعت الأصوات المنادية بإسقاط حكم الإخوان المسلمين؛ زاد معها توتر كهنتهم بالشكل الذي أفقدهم الرؤية الواضحة للخروج من المأزق الحالى للحفاظ على تماسك تنظيمهم الذي استمر لأكثر من ثمانين عاما؛ كان خلالها حلم السلطة يراودهم وتحالفوا لأجله مع الشيطان؛ حتى استطاعوا عقب ثورة يناير اغتصاب السلطة ؛ وبعدها اتضح أن تلك الجماعة متفقدة لمفاتيح الأزمات؛ ولايوجد لديهم أي نوايا للإصلاح ؛ والأكثر من ذلك أن تلك الجماعة لم يعد يعنيها أي انتقادات؛ واعتمدت على إقصاء الآخر؛ وأعتقدت أنها تمضى بشكل ممنهج نحو تنفيذ مخططها التمكينى للبلوغ لغايتهم المنشودة؛ معتقدين أن بواكير ثمار الماضى يجنونه الآن.


لكن مايغيب عن خاطر الجماعة الإخوانية أن نيران الثورة المتأججة التي أشتعلت وأطاحت بالطاغى السابق لايمكن إخمادها؛ وغير مدركين أن النيران سرعان ما تتجمع مرة أخرى وبدون إشعال لتعصف بأى طاغٍ.

يعتقد كهنة معبد الإرشاد بإمكانهم القضاء على الدعوات التي تنادى بالخروج لإسقاط ممثلهم بالقصر الرئاسى؛ من خلال حشد أنصارهم؛ وإقناعهم بأن المعارضين ماهم الإ خوارج لمحاربة الله ورسوله؛ وعرقلة المشروع الإسلامى؛ وبأن الله في القصر يحمى رئيسهم ويرشده سبل الرشاد.

لاشك أن مرسى مخلوع؛ وأن قلعة الإرشاد منهارة ؛ وأن نهر الثورة الهادر مستمر في الجريان؛ وسيأخذ في طريقه كل من يحاول تغيير مجراه ؛ وأن السلطة حقا ستكون بيد الشعب؛ ولكن قبل أن يتم ذلك لابد من التعلم من أخطاء الماضى؛ وتغيير المفاهيم والعقول ومعها الوجوه الذي قبحها الله؛ واقتلاع جميع الجذور الخبيثة التي تحمل بصمات أمن الدولة والتي تم غرسها وسط زهور الثورة لتشويهها.

أيها الرفاق؛ طهروا صفوفكم من قوى المعارضة الكرتونية التي تصر على الحوار الخوار مع النظام ؛ وعقد صفقات تجارية سياسية؛ رغم تصريحاتهم بأن النظام غير جاد في نوايا الإصلاح؛ فحوارهم يعطى للنظام خدمة مجانية شرعية يصعب معها مهمة إسقاطه وجعلها شبه مستحيلة.

عليكم أن تعلموا أن مفاتيح الثورة بيد الجماهير؛ وليست بيد النظام ولا مساعديه من قوى المعارضة التي لا تملك حشدا ولا تملك تهدئة ولا تؤهلهم إمكاناتهم للقيادة والإصلاح ؛ وتيقنوا بأن النظام مستمر ، وأن الخيارات أمامه كثيرة للإجهاز على الثورة وإجهاضها؛ حتى لو كان السبيل إلى ذلك شق أنهار من الدماء ؛ وملء الزنازين بآلاف المعتقلين.

أيها الرفاق النظام لن يسقط سوى بتفعيل الثورة؛ والابتعاد عن السموم الأمنية التي تعمل على بلبلة وإرهاب الجماهير؛ فعليكم بالالتصاق بالكادحين والانتماء لجموع العاملين التي رفعت فوق كاهلها جبالا من الهموم.

للرفاق أقول.. النصر قريب والزنازين قادت أمما للانتصار.
للقوى السياسية الخانعة أقول.. فارقونا.
للإخوان المسلمين أقول.. اعملوا.. فإنا عاملون.
الجريدة الرسمية