بعد واقعة "سيدة الكارو" بالقليوبية.. "النباشين" صداع في رأس المسئولين.. والمحافظ: ربطهم بجهاز تنمية المشروعات

لا شك أن سيارات الكارو تمثل مصدرا هاما ودخلا كبيرا لفئة كبيرة من محدودي الدخل الذين يعملون في مجال جمع القمامة وهو ما يطلق عليه "النباشين"، خاصة بمحافظة القليوبية ومدينة شبرا الخيمة ومنطقة "الزرائب" بالخصوص ويوفر هؤلاء الفئات الآلاف من فرص العمل لكافة الفئات ويعمل هؤلاء عبر عربيات الكارو التي  تفرز القمامة وتأخذ منها الكارتون والورق والبلاستيك وتعيد بيعها ويتم إعادة تدويرها مستغلين عدم وجود منظومة لتدوير القمامة بالمحافظة.

وأوضح محمد عبد النبي أحد العاملين في هذا المكان أن قرار محافظ القليوبية الأخير بمنع سير عربات الكارو بشوارع شبرا الخيمة سبب لهم أزمة كبيرة ومصادرتها كبدتهم الخسائر، مشيرا أن هذا العمل يوفر له ولأسرته وعائلته بالكامل فرص عمل خاصة أنهم بدون تعليم وبعضهم تعليمه متوسط وهو " أكل العيش الوحيد" لهم وسط عدم وجود فرص عمل.

وأضاف عبد النبي أن هذا القرار لم يراع ظروفهم ولا أسرهم فيومية الفرد تتراوح بين 50 إلى 70 جنيها يوميا، مطالبا بأن يتم تقنين أوضاعهم وربهم بالمنظومة بالتعاون مع حي شرق شبرا الخيمة بدلا من قطع أرزاقهم.

قالت آية شحات المعروفة بسيدة الكارو بشبرا الخيمة إنها تقطن هي وطفلاها غرفة مشتركة مع أسرتها عقب طلاقها، مشيرة إلى أنها تخرج للعمل من أجل الإنفاق على والديها وأسرتها لأنها ليس مصدر دخل لهم سوى جمع القمامة وفرزها مشيرة أنها تبحث عن لقمة العيش بشرف.

وروت آية أنه يوم الواقعة كانت في طريقها لجمع القمامة بمنطقة حي شرق شبرا الخيمة وعند نزولها كوبري مسطرد فوجئت باستيقافها في منزل الكوبري ومصادرة العربة منها وسط توسلاتها للمسئولين بأن يتركوها وخاصة أنها لم تضبط تلقي القمامة في الشارع إلا أنه جرى تطبيق القانون وضبط السيارة حيث انصرفت لتبحث عن حل.

ووجهت آية الشكر للمحافظ اللواء عبد الحميد الهجان، والدكتور بكر عبد المنعم رئيس الحي لاستجابتهم للمطالب وتسليمها العربة مرة أخرى مؤكدة أنهم يقومون بتأجير العربة الكارو بـ50 جنيها في اليوم لجمع القمامة وفرزها لإعاشة 15 فردا من الاسرة.

وأضاف الدكتور بكر عبد المنعم رئيس حي شرق شبرا الخيمة أن يتم تنفيذ قرار محافظ القليوبية رقم 1175 لسنة 2019 بحظر مرور العربات الكارو التي تجرها الدواب بشوارع أحمد عرابي و15 مايو و135 وبهتيم اسكو الدائري ومسطرد ترعة الإسماعيلية بشبرا الخيمة، مشيرة أنه تم مصادرة 50 عربة حتى الآن خلال الحملات التي شنها الحي.

أكد الدكتور بكر عبد المنعم رئيس حي شرق شبرا الخيمة أن فرز ونبش القمامة في الشارع مخالفة صريحة مشيرا أنه يجري الآن العمل على قدم وساق لإقامة المحطة الوسيطة لجمع القمامة والتي ستساهم في كل المشكلة بشكل كبير والقضاء على الظاهرة مؤكدا أن الحي يحترم المواطنين وأنه جرى التعامل مع الحالة بالقانون دون إرهاب وإبلاغها بالمخالفة حتى لا تتكرر مرة أخرى.

أشار بكر أن جرى تركيب لوحات إرشادية للتنبيه بعدم مرور تلك العربات بالطريق العام والشوارع العمومية بمختلف نطاق الحى فى إطار تحسين مستوى الخدمات والشكل الحضارى للشوارع والميادين وعدم الإضرار بالحركة المرورية للمركبات وتوفير السيولة المرورية.

وأكمل عبد المنعم أن القمامة لا يوجد لها منظومة فرز وإنما يتم تجميعها ووضعها بالمقلب العمومي، مشيرا إلى أن النباشين سبب أزمة انتشار القمامة بالشوارع لأنهم يوزعونها في كل الشوارع والطرقات.

أوضح عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية أنه بقرار بحظر مرور العربات الكارو التي تجرها الدواب بشوارع أحمد عرابي و15 مايو و135 وبهتيم إسكو الدائري ومسطرد ترعة الإسماعيلية بشبرا الخيمة، منع ظاهرة  "النباشين للقضاء علي ظاهرة انتشار القمامة، مشيرا إلى أنه فتح الباب لكل صاحب عربة "كارو" بأن يقنن وضعه وتساعده المحافظة على تطوير نشاطه بالتعاون مع جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأضاف المحافظ في تصريح خاص أنه فور علمه بضبط حي شرق شبرا الخيمة لسيدة تنفق على أبنائها وتعمل في فرز وجمع القمامة وتقوم بنقل المخلفات  وظبطها من قبل الحي، أمر بالإفراج عن العربة مراعاة لظروفها وسيتم توفير لها مشروع بالتعاون مع جهاز المشروعات.

كان رواد التواصل الإجتماعي بشبرا الخيمة قد تداولوا صورا لقيام مسئولي حي شرق شبرا الخيمة باستيقاف سيدة تقود عربة كارو ومصادرتها بدعوى أنها تقوم بنبش وفرز القمامة بالشوارع وهو ما يضر بالبيئة ويزيد من مشكلة انتشار القمامة بالحي على حد قول المسئولين عن الحملة.

مصادرة سيارة" كارو" لسيدة وأطفالها تثير جدلا بالقليوبية

وتصدرت صورة رئيس الحي خلال استيقافه السيدة وضبط العربة الصفحات وعلق عليها النشطاء الذين أبدوا غضبهم من الحملة قائلين إن الحي به مشاكل أكبر من كون سيدة تسير بعربة كارو لجمع القمامة وفرزها مطالبين بتوفير أماكن للفريزة والنبيشة لجمع القمامة وفرزها فيها بدلا من مطاردتهم في الشوارع وخاصة وأن معظمهم ومن بينهم هذه السيدة ممن لا يجيدون العمل واضطروا لذلك حتى يوفروا لقمة عيش ودخل لهم ولأبنائهم.