رئيس التحرير
عصام كامل

الإمبراطورية الحديدية والقبضة الحديدية في مصر


إن ما يحدث بالبلد الأكثر سكانًا في العالم العربي أمر لا يصدق رغم أنه كان في ذهني منذ البداية، فمن المستحيل أن لا تشعر بالإثارة من أن هذه الأحداث ستغير مسار تاريخ مصر.

والمهم هو التركيز على ردود فعل الشارع المصري وما يعنيه بالنسبة لهم، فعلى ما يبدو أن الإدارة الحالية وجدت نفسها محاصرة لإخفاء الحقائق من أجل الاهتمام بما هو مهم على أرض الواقع.

ويجب تذكر ثلاثة أمور عندما نمعن النظر في المشاكل الأخيرة التي واجهت البلاد.. الأول، الناس لا تتصرف مثل القوارض، لذا محاولة معاملتهم على هذا النحو ليس إلا مضيعة للوقت.

ثانيًا: مصر ظلت لعقود دولة دكتاتورية منغلقة على نفسها، لذا عقلية السلام والاستقرار تبدو أجنبية وغريبة على الشعب المصري.
ثالثًا: الحرية هي فكرة استثنائية وغير اعتيادية بالنسبة لمصر.. "عندما كنت في مصر الصيف الماضي، اندهشت من رغبة المصريين في الاستقرار، وهو ما أكد لي أمرين عن طبيعة الشعب المصري.. الأول أنه ليس عنده عجز أو قصور في الموارد البشرية وهذه هي البداية الجيدة للنمو.. ثانيًا: أن الشعب المصري يبدو طبيعيا مثل أي شعب على سطح الأرض".

وتساءل "فريدمان" عما ينبغي أن يقوم به الشعب المصري حيال الفوضى العارمة التي تشهدها البلاد؟ واستهل كلامه قائلًا: "من الأسهل أن نبدأ بما لا يجب أن نفعله، فلا ينبغي أن نطلق مجموعة من الصواريخ، ونأمل بعد ذلك ألا تُزعج دوي الانفجارات القادة المصريين.. فالفرصة موجودة ولكن الطريق إلى الاستقرار ضيق ويجب أن تتكئ وتمشي ببطء لتمر، وبالطبع يحتاج الشعب أن يشعر بأنه جزء من هذه العملية.

وانتهى الكاتب "لا أعرف ما ستكون عليه مصر بعد سنوات عدة، ولكنها ستظل وفية لتراثها الثقافي حتى لو اختلف بعض الشيء عن ما نراه الآن.. فرغم الاضطرابات التي تشهدها البلاد، إلا أن الشعب لم يفقد الحلم أبدًا".

نقلًا عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية
الجريدة الرسمية