رئيس التحرير
عصام كامل

عبدالقدوس طلاء الإخوان


الذي لا شك فيه هو أن محمد عبد القدوس رجل ودود خلوق مهذب وقد كتب كثيرا عن حبه للإخوان وتأثره الشديد بالتلمسانى والغزالى من ناحية ووالده الأديب العبقرى إحسان عبد القدوس من ناحية أخرى. 

أما الحقيقة التي قد لا يعلمها محمد عبد القدوس هي أنه ليس من الإخوان أصلا !!.

ذلك لأنه ينتمى إليهم من الناحية العاطفية فقط ويتمازج معهم في بعض مناطقهم الفكرية ويدافع عنهم ويجلس مع مرشدهم ويرتبط بصداقات قوية مع قادتهم ورموزهم، إلا أن عبد القدوس لم يكن في يوم من الأيام من أفراد التنظيم أو من الذين يرتبطون بالإخوان من الناحية التنظيمية، ولا يغير من هذا أنه بايع التلمسانى ومشهور رحمهما الله فالبيعة تُلزم عبد القدوس ولا تُلزم الإخوان، أما التنظيم والانتماء له فله العديد والعديد من الشروط التي يجب أن تتوافر في العضو ومنها طبيعة شخصيته وأسلوب تفكيره وقدرته على السمع والطاعة، العضوية لها درجاتها فهناك المؤيد أو المتعاطف -مثل عبد القدوس- وهذا يظل على أبواب التنظيم ليس له أن يدلف إلى قلب الجماعة، وهناك الأخ والأخ العامل والأخ النقيب والأخ المجاهد وهؤلاء لا يقوم التنظيم إلا بهم ومن خلالهم، هناك من تسرى عليه القواعد التنظيمية، وهناك من لا يمكن أن تسرى عليه تلك القواعد، ولذلك عندما كتب عبد القدوس ذات يوم معارضا برنامج حزب الإخوان في بعض أفكاره -كما أورد في مقالته- لم يحاسبه المرشد ولم يتهمه أحد من القيادات بأنه انتقد البرنامج في وقت توجه فيه للإخوان انتقادات كثيرة، ويحضرنى وأنا أكتب هذا المقال بداية التسعينيات عندما كانت هناك العديد من الاعتراضات من شباب الإخوان لكتابات محمد عبد القدوس الذي كان يتحدث فيها عن الفن والغناء والفنانين والمرأة، وكان في تقديرهم أن هذه الكتابات تخرج عن الإسلام وأنها لا ينبغى أن تصدر من أحد من الإخوان، وحدثت مناقشات بينى وبين بعض الإخوة حيث دافعت فيها عن أفكار عبد القدوس وكتاباته إلا أن الجدل لم ينته، وأتفق أن كانت هناك كتيبة إخوانية -كنت حاضرا فيها- وكان يحاضرنا الحاج مصطفى مشهور- الذي كان نائبا للمرشد وقتها- وفى نهاية المحاضرة سأله أحد الشباب عن بعض كتابات محمد عبد القدوس فقال: أنتم زعلانين ليه.. هذا الولد يعبر عن نفسه ولا يعبر عن الإخوان فهو ليس من الإخوان هو مجرد واحد بيحبنا واحنا ممكن نكلمه ونناقشه لكن ليست لنا سلطة عليه.. ده ولد متربى في بيت فنانين ورقاصين وأبوه إنتم عارفين أكتر منى ما يكتبه من فسق وتحريض على الفجور.. أنتم اللبنات التي ستدخل إلى فرن الدعوة فتخرج صلبة قوية ينبنى بها جدار الدعوة أما هو فاعتبروه الدهان.. الجدار ثابت أما الدهان فمن الممكن أن يتم تغييره حسب الحاجة.. ودارت الأيام وأصبح دهان عبد القدوس غير لائق بالجماعة فتم تغييره بطلاء آخر.
الجريدة الرسمية