رئيس التحرير
عصام كامل

قصة صحيفة


كل الحقائق الكبرى بدأت بفكرة، وقبل 20 شهراً كانت "فيتو" مجرد فكرة، والآن ونحن نحتفل بمرور عام كامل على الصدور، أصبحت "فيتو" حقيقة، ورقماً مهماً فى بلاط صاحبة الجلالة، وسوق الصحافة التى تتسع يوماً بعد آخر.

قبل 20 شهراً التقيت الأستاذ عصام كامل برفقة مجموعة من الأصدقاء الأعزاء: مختار محمود وعامر محمود ومحمد عبدالفتاح وسيد حمودة، بمكتب فى شارع الشواربى بوسط القاهرة، وقتها تحدث معنا عن فكرة "فيتو"، ذلك الحلم الذى راوده قبل اللقاء بعدة شهور.

 حكى لنا عن حلمه فى إصدار صحيفة أسبوعية مشاغبة، تحمسنا للتجربة، وبدأ كل منا يعد تصوراً عن صفحات الجريدة، وفى موعد تال، عرض كل منا تصوره، ليفاجئنا هو بتصور أثار إعجابنا وقلقنا فى الوقت ذاته، فكيف نقدم السخرية فى وقت تشتعل فيه مصر بالأحداث السياسية؟، لكننا فى النهاية وافقنا على التحدى.

شهور عدة، قضيناها نطور أفكار الصفحات، ونتحدث عن أسلوب الكتابة، نرص الحرف بجانب الحرف والكلمة بجانب الكلمة، لنصنع موضوعات من لحم ودم، لم نكن سوى مجموعة من الصحفيين تعد على أصابع اليدين، لا يجمعهم سوى حلم واحد "النجاح".

 كانت أحلامنا وقتها تطاول عنان السماء.. وتملأ الأفق على اتساعه.

دارت الأيام وانضم إلينا صحفيون شباب، استقبلناهم، وأكدنا لهم منذ اللحظة الأولى أنهم زملاء لنا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، طلبنا منهم أن نعمل لهذه التجربة بحماس، خصوصاً أن الإدارة توفر لنا كل الإمكانات، وظفرنا بالفعل بمجموعة مميزة من شباب الصحفيين أبرزهم حنان عبدالهادى وعمرو الديب وهبة صلاح ومنال حماد ومى عبدالرحمن وغيرهم.

وفى يوم صدور العدد الأول من "فيتو" في مثل هذا اليوم من العام الماضى، انتظرنا على أعصابنا استقبال القراء الأعزاء لهذا العدد، وكانت فرحتنا كبيرة بالنجاح.

تعرفت فى "فيتو" لأول مرة على الأستاذ وحيد حلمى، صاحب الخبرات العريضة فى الصحافة، والحقيقة أننى استفدت منه كثيراً طوال الأشهر الماضية على المستوى المهنى والحياتي، رجل دمث الخلق يثير دهشتك بذاكرته الفولاذية وقدرته على التحكم باللغة الصحفية، كما تعرفت على الأستاذ زكريا خضر، وهو شخصية من طراز خاص ويمتاز بروح الدعابة، كما أنه هادئ طوال الوقت، لا ينفعل ولا يحب الكآبة.

ولابد أن أؤكد اعتزازي، كما تعتز "فيتو"، بالرائع الجميل فريد طه، شاعرنا المتألق دوماً، الذى يكتب كلماته بنبض قلبه، بإحساس عقله، بدمه، بأحلامه، بأيامه ولياليه– أمد الله فى عمره.

وأعتز أيضا بالمبدع دوماً بشير عياد، الذى تشبه كلماته لسعة الشمس فى زمهرير الشتاء، فقلمه مشرط جراح، ومداده طلقات من رصاص تصب السخرية على رءوس الأشهاد.  

أما الصديق والزميل العزيز مختار محمود، الذى شكلت معه منذ بداية التجربة ثنائياً خاصاً متفاهماً ومتناغماً فى العمل، فهو يعلى قيم المهنة على ما سواها، فهو قيمة كبرى عزّ أن توجد فى زمن أنصاف المواهب، وأرباعهم، لا يعرف سوى العمل، أدار مجموعة عمل منذ بداية التجربة، ونجح فى أن يحصل منهم على ما يريد.

عامر محمود.. زميل وصديق وفىّ دائماً، ولا يعرف من الصحافة إلا الانفرادات، وقد كان ولا يزال من أهم الصحفيين فى ملف الإسلام السياسي، وتحديداً جماعة الإخوان المسلمين.

بقى أن أقول إن عصام كامل كان ولا يزال يمثل لى ولغيري، من كتيبة "فيتو" طاقة متجددة تشع حيوية ونشاطاً، وذكاء وقدرة على الإدارة.

الجريدة الرسمية