رئيس التحرير
عصام كامل

شعبنا أذكى من أن يخدعه أحد!

ما يشغل الرئيس دوماً هو تشكيل وعي حقيقي لدى المصريين حتى يعوا حقيقة ما يدور حولهم أو يستهدف دولتهم، وأن تتكون لديهم من فرط خطورته "فوبيا" إسقاط الدولة، ليس تخويفاً ولا تهويلاً بل تحصينا لوحدتهم من رياح الفتنة وتأمينا لدولتهم من عواصف التآمر الذي يبغي النيل منهم وجرجرة وطنهم إلى مستنقع الاضطرابات وعدم الاستقرار.

 

ولمَ لا وقد رأوا بأم أعينهم كيف جرى تحضير عفريت داعش على يد الأمريكان لاستنزاف دولنا والذهاب بأمنها واستقرارها إلى ما لا نهاية.. ولم يسأل أحد ممن تشككوا وقتها: من فعل ذلك.. ولماذا.. وكيف نحمي أنفسنا من مغبة مصير مشابه؟.. ألا يرى أمثال هؤلاء ما يجري حولنا.. وكيف يتم تجهيز المسرح بسيناريوهات مكشوفة تقليدية أو مبتكرة لتفكيك المنطقة وإبقائها رهناً للصراعات والتجاذبات؟

 

اقرأ ايضا: الاستعمار الجديد.. وكيف نجت مصر منه!

 

وما يجري تدبيره بليل في الخارج وتنفيذه في الداخل بأيدي مارقين آثمين لا همَّ لهم إلا إسقاط مصر، مثلما جرى خلال أحداث 25 يناير 2011 وما بعدها من فوضى؟.. فمن أحرق أقسام الشرطة واقتحم السجون وقام بتهريب المساجين والمسجلين خطراً.. ومن تخابر وخان وقبض ملايين الدولارات.. ومن رقص على دماء الأبرياء وتاجر بدم الشهداء.. أليس ما عانته مصر في سنواتها الماضية دليلاً أكيداً على أن ثمة مخططا آثما لإسقاط الدولة بعد إسقاط دول عربية مجاورة في نفق مظلم لا تستطيع الفكاك منه؟

 

واقرأ أيضا: أبدا لم يكن ربيعا بل كان تدميرا!

 

وإذا كان الرئيس لا يتوانى عن القيام بواجبه لصون أمانته وتجنيب مصر مخاطر الفوضى بالجهد والعمل المنظم، والتنبيه المستمر للخطر من حيث يراه.. فإن على الحكومة وجميع أجهزة الدولة والإعلام والمثقفين أن ينهضوا بكل ما من شأنه درء المفاسد والفتن بشتى صورها، واستنهاض الهمم وشحذ العزائم لتمتين الجبهة الداخلية وتحصينها بالوعي الصادق والإلمام الواعي بكل مقتضيات المرحلة وواجباتها ومخاطرها الحقيقية.

ورأيي أن شعبنا أذكى من أن يخدعه أحد، فهو يرى ببصيرته النافذة وفطرته النقية الخطر المحدق ببلاده ومنطقته وأمته كلها.. لكنه رغم هذا الإدراك وتلك البصيرة يحتاج دوماً إلى تذكيره بما يجب عليه فعله، فمشاغل الحياة تنسي، ومتاعب الحياة تلهى، ومن ثم فلا أقل من الامتثال للتوجيه القرآني البليغ "وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين".

الجريدة الرسمية