رئيس التحرير
عصام كامل

الأصولي التركي.. الأصولي العربي!


رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا زعيم حزب الحرية والعدالة، وهو حزب ذو طابع «إخواني»، لم يختلف عن أشقائه العرب والمسلمين في القمع الوحشي للمحتجين على قرارات البلدية بإزالة حديقة في ميدان «تقسيم» الشهير في إسطنبول.


وأردوغان أصم آذاننا في إسداء النصح لأشقائنا القادة العرب في وجوب سماع أصوات المعارضة لديهم، وبضرورة الأخذ بالنظام الديمقراطي على الطريقة التركية.. لكن يظهر أن الديمقراطية والإخوان هما كالخطين المتوازيين لا يلتقيان بالمطلق! وقد انطلت علينا نصائح أردوغان، خصوصا لبشار الأسد، حيث ساند أردوغان المعارضة السورية معنويا وماديا.. ولكن تظاهرات ميدان «تقسيم»، وتلك التي عمت أكثر من مدينة تركية ونجم عنها اعتقال ما يزيد على ألف متظاهر، والتي قمعت بوحشية غير مسبوقة، كما رأينا بوسائل الاتصال الاجتماعي، كشفت الوجه الحقيقي لأردوغان وديمقراطية الإخوان المزيفة.

وهو أمر غير غريب علينا، فمرسي وجماعة إخوان مصر كشفا عن وجههما الحقيقي قبل أردوغان، مظهرين عدم إيمانهما بالديمقراطية إلا كجسر للاستيلاء على الحكم مهما كانت النتائج.. وفي هذا الصدد نكبر وسع إدراك الاتحاد الأوربي الذي ما زال رافضا انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي لسجلها السيئ في حقوق الإنسان، وهاهي الأحداث الأخيرة تثبت بعد نظر مسئولي ذلك الاتحاد المتحضر.

ونهدي صور قمع حكومة أردوغان الوحشي للمتظاهرين الأتراك وغيرهم، لأبطال حراكنا الشوارعي الذين هددونا بالشكوى لدى الهيئات الدولية على الحكومة الكويتية، ممثلة بوزارة داخليتنا وقواتها الخاصة، الذين فرقتهم بنعومة وحنان! ونقول لهم انظروا لما فعلته حكومة أحد المنتمين لحركة الإخوان المسلمين، وهم أكبر محرك لكم، بالمتظاهرين في تركيا واحمدوا ربكم أنكم تتظاهرون في الكويت.. شاكرين لأردوغان إزالة الغمامة عن أعيننا في إعجابنا السابق بحكمه ونظام حكمه مع أنه أصولي... وشكرنا له لأنه أثبت لنا أن الأصولي هو الأصولي لا يؤمن بالديمقراطية ولا بالرأي والرأي الآخر، سواء كان في تركيا أو المغرب أو تونس أو مصر أو الكويت أو الإمارات.. فالأصولي التركي والأصولي العربي هما وجهان لعملة واحدة!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

Ali-albaghli@hotmail.com
مقال مقتبس من جريدة القبس الكويتية
الجريدة الرسمية