رئيس التحرير
عصام كامل

ساحة التحرش المصرية


باتت الدولة المصرية فى الآونة الأخيرة مرتعاً وساحة كبرى للتحرش بشتى صوره وعلى مختلف وتنوع مستوياته الأمر الذى وصل إلى حد أن التحرش أصبح ثقافة داخل المجتمع المصرى فى الآونة الأخيرة فما بين التحرش السياسى بين القوى السياسية والتحرش الأيدلوجى بين الأفكار والمعتقدات المختلفة والتحرش الفكرى بين أصحاب المعتقدات المختلفة إلى أن وصل بنا إلى التحرش الجسدى الذى أصبح ظاهرة أمام أعيننا فى كل مكان دون أن يتحرك ساكن فى مواجهة هذه الظاهرة وذلك لأنها أصبحت أمراً طبيعياً لا يلقى له الكثيرون بالاً.


الأمر قد يبدو خارجياً صادماً، ولكن بنظرة أكثر عمقاً داخل المجتمع المصرى نجد أنه بالفعل أمر طبيعى، ولا يجب أن نلوم فيه فقط عامة المتحرشين، حيث إن اللوم الأكبر يجب أن يوجه إلى النخب والقيادات التى رسخت خلال الفترة الأخيرة لثقافة التحرش من أجل الوصول لأهدافها، فعلى مرأى ومسمع من الجميع النخب والمفكرين وأصحاب الأيدلوجيات المختلفة يتحرشون ببعضهم فكرياً وسياسياً ومذهبياً ليل نهار دون أى محاولة لأى طرف لتفهم وتقبل ثقافة وأفكار ومعتقدات الآخر، الأمر الذى أدى إلى تفشى ظاهرة ما يعرف بالتحرش الجسدى والتى هى فى الحقيقة جزء لا ينفصل عما تمارسة القوى الساسية والنخب مع بعضها، فإذا كان المتحرش لا يحترم الحرمة الجسدية للآخر وهو فى الأغلب شخص مغيب فكرياً فما بالك بالنُخب التى طالما تطبق نفس المبدأ.

ولكن ماذا بعد.. وما السبيل لتغيير هذه الثقافة الغريبة على مجتمعنا المصرى ؟ الإجابة.. وقولاً واحداً هى احترام الحرمة الجسدية أو الفكرية أو المذهبية للآخر ويجب أن يتذكر الجميع أن حريتك الشخصية تنتهى عند بداية حرية الآخر.

الجريدة الرسمية