رئيس التحرير
عصام كامل

أبو حنفي.. جار مرسي الذي "كفر"


هل يعترف الإخوان أن "نهضتهم" كانت شؤما، أراد الله أن يجسده في سد "النهضة" الإثيوبي؟
أتمنى من الله أن يزيح "تمرد" شعب مصر في 30 يونيو، كل ما هو "نهضوي"، سواء كان "إخوانيا" أو إثيوبيا، وهذا التمني مصدره هذا الحوار.

* أنا فلاح، عندي 3 أبناء، الكبير فلاح وزميلي في الغيط، واتنين متعلمين، واحد منهم فتح ورشة سمكرة، والتاني ميكانيكي. أنا من بلد قريب من عزبة "مرسي" في الشرقية، وسعيد أنك غلطت وكلمتني، عشان أقولك، ربنا يخلعه قادر يا كريم، زي ما خلع مبارك.
لم يكن المواطن..... أبو حنفي يتوقع أن أخطئ وأطلبه من هاتفي المحمول، ليرد بعفوية شديدة، معلنا اسمه الكامل، وعنوانه على طريقة الفلاحين البسطاء، الذين اعتادوا الاستجواب دون معرفة الأسباب.
* أنا من الشرقية، ولما تنزل عند موقف...... وتسأل على..... أبو حنفي، ألف من يجيبك، وكتف زاد والتاني ميه، واوعى تصدق إن أهل الشرقية كلهم زي "مرسي"، "بيقولوا كلام مش قده.
كانت فرصة جيدة لحوار عفي وعفوي، استشعرت منه رائحة عرق طازج من شقى الغيط، وكان من الطبيعي أن أبدأ سؤالي له من آخر وصف لبيته في قريته.
الرجل شدد على الوصف بدقة كي أصل بسهولة، فقال، أول ما تنزل عند موقف...... امش على الترعة، لا يمين ولا شمال، لحد مشروع "الميه".
ـ والترعة فيها ميه يا عم أبو حنفي؟
* والله يا بيه ما عاد فيها غير الزبالة، عايمة على وشها.
ـ طيب ومية الشرب أخبارها إيه؟
* يا بيه لا شرب ولا ري، دا حتى الكهرباء عادت ضيف، ساعة ما بتيجي، الحريم بيزغرطوا.
ـ ورغيف العيش يا أبو حنفي؟
* بصراحة، أنا مراتي بتخبز كل يوم، لكن الناس بيقولوا حاجة تكسف، العيلة بيجيها بنص جنيه يوم آه، ويوم لأ.
ـ وإنت إيه شعورك ناحية الرئيس محمد مرسي؟
* يا بيه دا مش رئيسنا، هو نسى الجلبية والشبشب وحلة الفول، كنا فرحانين وقولنا رئيس مننا هيحس بالشعب الغلبان، لكن ظهر إنه غاوي شهرة وتصوير وحديت مالهش لأزمة خالص. الناس كفرت يا بيه.
ـ طيب والجاز يا أبو حنفي؟
* بصراحة يا بيه مش كل شيء مسئولية الحكومة، الشعب كمان وحش قوي، والله بلدنا فيها جراكن جاز تحت السراير والكنب وبراميل في الزرايب، تخليها تراب في 24 ساعة لو قامت حريقة.
زمان كان جرار واحد بيروي 30 فدان شركة، ودلوقتي كل واحد عنده نص فدان، بيروي لنفسه بمكنة صغيرة، يعني كل واحد عاوز يخزن جراكن جاز لنفسه، ووالله اللي ما عنده زراعة بيشتريه ويتاجر فيه.
إلى هنا، انتهى الكلام المفيد في حوار عم...... أبو حنفي، الذي استحلفني أن أكتب اسمه، وأسماء عياله، دون خوف، لكن خوفا من قتل ابنه بسلاح غير مرخص لأحد أبناء حزب الحرية والعدالة في محافظة الشرقية، فضلت السلامة.

تلك كانت حالة المصريين في الريف، في الوقت الذي لم يبن فيه سد النهضة، وفي الوقت الذي تبلغ فيه حصة مصر من مياه النيل نحو 55 مليار متر مكعب سنويا، فما بالك إذا تراجعت هذه الحصة إلى 40 مليارا؟!

الإجابة: مزيد من العطش، وتشقق الأرض الزراعية، وبوار أكثر من مليون فدان من المساحة التي منحت مصر منذ الأزل، لقب "هبة النيل"، وكانت تبني عليها شعارها الأزلي "من يملك قوته يملك قراره".
اللهم ارحمنا

barghoty@yahoo.com
الجريدة الرسمية