رئيس التحرير
عصام كامل

كارثة "إيتاى البارود"


ما زال يتكرر سماعى لصوت القائم بتصوير حادث تسريب خط البترول بعزبة "المواسير" بمدينة "إيتاى البارود" وهو يقول "الخير في المواسير"، وبعض الناس كانت فرحانة وسعيدة بتسريب البنزين، وذهبوا لينهبوا البنزين المتسرب، وكأنه بلا صاحب وينادى أحدهم "بنزين ببلاش"!


ولقد انتهى الأمر بمأساة إنسانية، حيث أشعل أحد الموجودين سيجارة فانفجر الخط، وتسبب ذلك في تفحم الناس وحرق الآخرين وتدمير ممتلكاتهم، وهرعت سيارات الإطفاء للسيطرة على الانفجار الضخم، واستقبلت المستشفيات ضحايا الكارثة!

وأتذكر أيضا حادث انقلاب سيارة تحمل محصول بطاطس على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوى، فتوقف بعض المواطنين وهم فرحون، وليقوموا بالاستيلاء على حمولة السيارة أمام سمع وبصر صاحب المال والسائق، وهم يَرَوْن من يسرقون مالهم وشقاهم وتعبهم علنا، وكأن انقلاب السيارة ووقوع البطاطس على الأرض إشارة  إلى أن هذا المحصول أصبح بلا صاحب، وأنها غنيمة من الغنائم المباحة للناس ببلاش!

ومن المدهش بحق أن من السارقين أحد سائقى سيارة أخرى محملة بالبطاطس كان في طريقه، وتوقف لينهب مع الناهبين، وكأنه لا يتوقع أنه من المحتمل أن الدور عليه قد يكون غدا!

ومازلت أتذكر حادثة لرجل وزوجته على الطريق الدائرى توقف البعض حولهم، وكنت أتصور أنهم سيقومون بإنقاذهم إلا إنهم للأسف كانوا يقومون بالاستيلاء على أموالهم وتليفوناتهم المحمولة، وخلعوا ذهب زوجته المصابة التي تصرخ من شدة الألم، حتى خلع أحدهم نظارة صاحب السيارة المتوفى، حيث لم يعد معهم إلا هي!

للأسف أتذكر هذه الحوادث في كل مرة أقود فيها سيارتى، تمر الذكريات أمامى سريعا بكل الأسى مثل الفيلم القصير. أين ذهب ضمير البعض منا، ولعل كل مواطن يتذكر حالة شبيهة بذلك وتترك في نفسه مأساة حقيقية!

كيف وصل البعض منا لهذا الإهمال واللامبالاة، وكيف أصبح البعض سارقى أموال الناس وأملاكهم، بحجة أنها فرصة وفرحة، ولا تستطيع السيطرة على جموع احتشدوا بغرض السرقة!

مع أنهم قد يكونون يصلون ويصومون ولا يدرون أن هذا حراما أو يعرفون أن هذا حراما ويقولون إن الله غفور رحيم، غافلين أن هذا يعاقب عليه القانون فهى سرقة علنية، وللأسف قد تضيع حقوق الناس وسط فوضى الهجوم.

مصر ليست كذلك ولن تكون كذلك أبدا، فأهلها هم أصحاب الحضارة والتاريخ، وهذه ليست صورتنا وهؤلاء نماذج غريبة تستحل الحرام، ولابد من وقفة لكل من يستبيح وينهب مال الناس بالقانون وبالتوعية الدينية اللازمة.. الموضوع مهم.

الجريدة الرسمية