رئيس التحرير
عصام كامل

الفنانة السورية فايا يونان : أحب المزج بين التمثيل والغناء.. وإذا عُرضت على فكرة مناسبة سأشارك

فيتو

  • مسرح مهرجان الموسيقى له رونق خاص ورهبة الأوبرا "حلوة"
  • مقومات نجاح الفنان أن يعمل كل شيء وفقا لقناعاته
  • لا يوجد "وصفة سحرية" للنجاح في الفن
  • خلال هذا العقد من الزمن توجعنا كثيرا كسوريين
  • كل أغنية جديدة ولون مختلف "تحدي"

فتاة ترتل صلوات للحب والسلام عبر أغنياتها وموسيقاها، فعلى الرغم من السنوات القليلة التي قضتها في عالم الفن، إلا أنها استطاعت بناء هوية مختلفة تمامًا عن أقرانها في العالم الفني، حيث ركزت الفنانة السورية فايا يونان لتكون الفتاة التي تحمل في صوتها رسالة سلام تطوف بها عبر مسارح العالم، لتعبر عن الحب لا عن الدماء، وتزرع زهرة في قلب كل مستمع بدلا من الشوك..
فايا يونان شاركت مؤخرا في مهرجان الموسيقى العربية، فعلى الرغم من كون المهرجان يركز بطبيعة فكرته على الكلاسيكيات الغنائية والموسيقية، الا أنها استطاعت بجدارة لفت الانظار لما تقدمه في مسيرتها الفنية التي بدت فيها على مدار السنوات الماضية تسير بخطى ثابتة ومتزنة وسريعة نحو قمة عالم الموسيقى.

التقت "فيتو" بفايا، ليدور الحوار على النحو التالي:

- هي المرة الأولى التي شاركتي فيها بمهرجان الموسيقى العربية.. فما هي كواليس المشاركة ؟
بالفعل كانت أول مشاركة لي في مهرجان الموسيقى العربية، حيث تم التواصل معنا من قبل إدارة المهرجان، ويسعدني جدا أننى شاركت في هذا المهرجان العريق الذي يحمل قيمة فنية وثقافية كبيرة.

- هل هناك اختلاف شعرت به تجاه وقوفك على مسرح دار الأوبرا غير مسارح العالم ؟
شاركنا بحفل من قبل في دار الأوبرا على المسرح المكشوف، ولكن هذه كانت أول مشاركة لي بالقاهرة في القاعة الكبرى، لا شك أنّ هنالك رونق خاص لمسارح دار الأوبرا، وبشكل العام، الحفلات التي تقام في المسارح الكبرى تعطي تركيز مكثف على سماع الموسيقى، وعلى كل نغمة معزوفة، لذا هناك طابع خاص، وأنا أشعر أن لكل مسرح شخصية وسحر خاص، فمثلا عندما تقام حفلة على مسرح أثري مكشوف يحمل ذلك سحرا مختلفا.

- جمهور المسرح الكبير بدار الأوبرا، جمهور مختلف وذواق، فهل شعرتي برهبة منه ؟
نعم، لكنها رهبة جميلة، هناك تخطيط وتفكير وتحضيرات لكنه ليس خوف أو قلق، مع كل حفلة وأخرى في مصر تتكون علاقة جميلة مع الجمهور المصري، نفس الشيىء عندما قدمنا حفل في مكتبة الإسكندرية قالوا لي إن الجمهور مختلف لكن الحفل كان جميلا جدا كما تخيلت، والتفاعل رهيب مع الناس الجميلة، فهنالك رهبة مع حماس كبير.

- خطواتك في عالم الفن والغناء سريعة وثابتة وحققت انتشارا واسعا في الآونة الأخيرة، فما هي مقومات النجاح التي اعتمدت عليها ؟
ليس هنالك وصفة سحرية، بكل بساطة على الإنسان أن يعمل كل شيء وفقا لقناعاته، من اختيار كلمات وألحان الأغاني أو أي خطوة أخرى أو قرار مشاركة، عليه أن يكون حقيقيا مع نفسه، لأن الأمور الحقيقية هي التي تصل دائما.. وهي التي تترك أثرا، بالإضافة لوجود الأشخاص الصح، فمنذ بداية الطريق معي مدير الفنون حسام عبد الخالق، ونحن نتشارك كل القرارات والخيارات مع بعضنا البعض، حيث أثق فيه إلى حد كبير، وبحسب رأيي، كل شيء في الحياة يحتاج إلى إدارة صحيحة وخاصة المشاريع الابداعية، مهم جدا أن يكون للفنان إدارة تشاركه نفس الرؤية ويعطيها الثقة الكبيرة.

- ماهي إستراتيجية فايا الفنية، وهل تؤمن بضرورة وجود مشروع فني ثقافي إنساني لكل مطرب حقيقي ؟ وماهو مشروع فايا ؟

لا أرى أن هنالك ضرورة بأن يكون لكل شخص مشروع فني إنساني ثقافي لكن أحب أن يكون مشروعي هادف وأفضل أن يكون وراء كل أغنية هدف أو رسالة حتى لو كانت قصيدة حب، تحمل داخلها شيء، فكرة جديدة.

- أغنياتك تتنوع مابين الكلاسيكي المطعم بالحداثة، والحب في ظل التأثر بالوطن.. ماهي الأغنية التي قدمتيها وشكلت تحديا لكِ في غنائها أو مضمونها وموسيقاها، ولماذا ؟
هنالك أغاني عديدة، نقدم خلالها شيئا جديدا موسيقيا، فذلك يشكل لنا تحديا جميلا، فمثلا: أغنية بغداد، وهي قصيدة للشاعر زاهي وهبي وقام بتلحينها حازم شاهين، كون حازم مصري وكوني سورية وأدخل للأغنية إيقاع جورجينا استمتعنا كثيرا خلال العمل حيث كان الأمر جديدا علينا.

في الألبوم الأخير، كانت هناك أغنية باللهجة البدوية وذلك شكل تحديا كبيرا وكانت تجربة جميلة، وعندما غنيت لعلي بن الجهم شعرا من العصر العباسي، قبل الطرح كنا متحمسين جدا لمعرفة الآراء ووجهات النظر واعتبرها من التحديات الجميلة.

- ماهو اللون الغنائي الذي تتوقين لتقديمه، ولكنك حذرة منه ؟
ليس هنالك لون غنائي محدد أحذر من تقديمه، فعندما أشعر أنني مستعدة لتقديم شيء معين ولدي رغبة في ذلك، أنفذه على الفور.

- المسرح الغنائي يكاد يكون اختفى من مسارحنا العربية، فهل تفكرين في خوض تجربة لإحيائه ؟
شخصيا أحب مشاهدة مسرح غنائي، وأحب المزج بين التمثيل والغناء، فإذا عُرضت على فكرة مناسبة سأشارك طبعا، فأنا أشعر أنه من واجبنا أن نحافظ على هذا النوع الجميل من الفن، وبحسب رأيي، الشخص الذي يشعر بالراحة في تواجده على المسرح يمكنه أن ينتمي للمسرح بجميع أنواعه.

- في الغالب يقال إن الإبداع وليد المعاناة، فما هي معاناة فايا التي ولدت إبداعها وفنها ؟

كل شخص فينا يمر في تجارب قد تغيره وقد تعطيه القوة إن كان ذلك على الصعيد الشخصي أو على الصعيد العام، الشعب السوري أينما حل وتواجد، داخل سوريا أو خارجها، في السنوات العشر الأخيرة شهدنا كمية هائلة من الإبداع والمشاريع الإبداعية، فالإبداع يخلق من رحم المعاناة، ويساعد في التغلب عليها، وخلال هذا العقد من الزمن نحن كسوريين توجعنا كثيرا، لكننا تعلمنا كثيرا أيضا.

- هناك من يعتقد أن شهرة الفنان تعتمد بشكل ما على سعره الذي يطلبه، فهل يمكن القول بأن فايا هي الأعلى سعرًا، أم أن المقابل المادي أمر ثانوي في مسيرتك ؟
لا أوافق على أن الأغلى هو الأهم، ففي الحياة عامة، أجمل القصص هي التي لا تقدر بثمن، فليس هناك علاقة نسبية بين الاثنين، وليس هناك شرط أن يكون هدف، لكن كأي مهنة في الحياة يجب أن يكون لها مردود مادي للاستمراية فقط، وليس تحت مسمى هدف.

- أقمت العديد من الحفلات في السنوات الأخيرة، فما هي أقرب الحفلات لقلبك، ومن هي أسوأهم أو التي تحمل ذكريات سلبية داخلك ولماذا ؟
كل حفلة لها ذكريات، وقصص لا يمكنني نسيانها، أتذكر تفاصيل الحفل، وقبل الحفل، وخلال التحضيرات وردات فعل الجمهور والأصداء، حتى الحفلات التي حصلت فيها بعض الأمور السلبية تعلمت منها كثيرا وزادت خبرتي من خلالها، فكل حفلة لها مكان خاص في ذاكرتي.

- الصوت هو رأس مال المطرب الحقيقي، فما هي الروتينيات اليومية التي تقومين بها للحفاظ على الصوت وتقويته ؟
غير التمرينات وشرب العسل واليانسون والزهورات، وبشكل عام أنا أكره التدخين، وذلك ليس لأنني لا أدخن فقط، فأنا حتى أحاول عدم التواجد في الأماكن التي يكون فيها دخان أو أرجيلة، وهنالك نصائح عديدة دائما ما يقدمونها للمغنيين، كعدم تناول الطعام المالح أو الحامض، ونحن نحاول ذلك، كما أحاول ألا أتواجد بأماكن فيها موسيقى عالية كي لا أضطر إلى الصراخ وأستيقظ في اليوم الثاني أجد صوتي "مبحوح". مهم جدا أن يحافظ الفنان على هذه الروتينيات البسيطة.

- ذكرت في إحدى تصريحاتك أنه عندما تستمعين لصوت فيروز تشعرين بأنك تصلي.. فهل يمكن القول إن الموسيقى والغناء من القلب بمثابة صلاة للحب في حياتك ؟
أوافق، وبشدة، فأنا أشعر أنّ الموسيقى والغناء يشكلان تواصلا جميلا لا يمكن تفسيره، وبالتالي هم كصلاة للحب وكل شيء جميل.
الجريدة الرسمية