رئيس التحرير
عصام كامل

المواطن المصري "محمد على خير"!!


اليوم ينتهي عام من عمري وأبدا عاما جديدا.. أحسبه هو وما سيليه من أعوام مختلفا عما سبق.. أنظر بعين الرضا على ما فات في حياتي من أحداث.. بمرها وقسوتها الشديدة في أغلب أيام الرحلة.. وقبل أحداثها الحلوة.. لم أعد أحمل ضغينة ضد أحد.. أصبحت أكثر تسامحا عما مضى..


أصبحت كارها للزعيق والصراخ والصوت العالي.. بحب الحوار الذي يفضي إلى نتيجة.. اليوم أصبحت أشد إيمانا بقدرية الأشياء.. ضاعت مني بعض الأحلام مثل إنجاب أبناء أكثر.. أن أتعلم لغة أجنبية.. ممارسة هواية صيد السمك.. أن يكون لي مشروع تجاري خاص يحميني من تقلبات الحال ماليا والتي كانت ولا تزال كثيرة في حياتي..

أن يشفيني ربي من مرضين صعبين لكن أتعامل معهما صحيا.. لأنهما يعيقاني في بعض الأحيان.. الحلم المستحيل الذي لا يمكن تحقيقه هو أن أستمتع ببقاء أبي حيا لكنه تركني يتيما في عمر صغير وندبات رحيله لا تزال في قلبي.. لكن في المقابل نجحت أن أكون دائما في موضع لا أخجل منه أو كما أقول.. ليس لدى ما أخفيه أو يخيفني.. لكني أيضا أنا بشر خطاء.. نفسي استمتع بهدوء نفسي وحالة سلام داخلي وتصالح مع الذات فيما هو قادم من عمري..

أعطاني الله الكثير بل أعطاني أكثر مما طلبت بما يفوق خيالي.. عندما يكون كل أحلامك سويتر جلد وعربية فيات ١٢٨ بيضاء اللون وشقة ١٠٠ متر وكارنيه نقابة الصحفيين.. ثم يغدق عليك من نعمائه فهذا يفوق خيالي وأكبر نعمائه تحديدا هي المحبة الصادقة التي أراها في عيون الناس لي مصحوبة باحترام.. أتمنى أن يكون هذا إرثي لأسرتي وعائلتي.. بحب بلدي جدا.. أعشق شعبها.. هعيش فيها وأموت فيها بإذن الله..

أحب أن أعيش حرا طليقا.. وفي هذا العمر ما زلت أجهل الكثير في الدنيا.. بحترم كل مسئول بس ماليش طلبات شخصية أو منفعة خاصة عند أي مسئول.. أتمنى أن أحتفظ بنفس عفوية تصرفاتي فما زلت أراني مواطنا بسيطا.. ربنا رش عليه اليومين دول شوية سكر.. لا أكثر ولا أقل.. بخجل من التجمعات الكبيرة.. فما زلت جليس نفس المقهى منذ ٢٠ عاما.. لم أغيرها أو أتغير.. وما زلت أخشى حضور الحفلات والاحتفالات.. لا تروق لي.. لست أهلا لها.. مع احترامي للجميع طبعا.. كمان بكره كلمة البراند.. أنا بحب صناعة بلدي واحب المنتج المصري رغم عيوبه.. ملابسي بنسبة ٩٠% منتج مصري.

أنا هذا الشخص.. بحب القميص أبو زراير.. مش بحب الكافلن.. مش بحب الكرافتة بس القناة عاوزة كده.. ما زلت أحفظ للناس انطباعي الأول المريح عنهم.. أتمنى ما بقي من عمري أنا يمتعني الله بالقدرة والصبر على الاستماع لمشكلات الناس من كل محافظات مصر.. بعفويتهم وهم ينادوني فقط بلقبي مجردا.. خير.. أو عم خير.. خاصة من أهالينا في الصعيد وبحري..

أخجل منهم أحيانا لأنه ليس بيدي حل مشكلاتهم.. فقط أرسلها للمسؤولين.. خشيت الموت طول عمري.. أكره سيرته ومسيرته.. لكن عندما تصالحت مع نفسي واقتربت من الله.. لم أعد أخشاه.. فقط أدعوه أن يحفظنا الله بستره في الدنيا والآخرة.. وكما احياني كريما عزيزا.. لم أحني رأسي لمخلوق.. أتمنى أن يحفظ لي ذلك ولا يذلني لعبد مهما كان مثلما كانت المرحومة أمي تدعي لي..

كتب الله لحضراتكم الصحة والستر وراحة البال.. شكرا أسرتي الصغيرة على ما تحملته بسبب عملي.. اللهم اجعل خير أيامنا يوم أن نلقاك.. اللهم احفظ مصر.. شعبا وجيشا ونيلا من كل سوء.. اللهم أمين.. دوشتكم".

الكلمات السابقة كتبها الإعلامي "محمد على خير" في صفحته على فيس بوك بمناسبة عيد ميلاده الثاني بعد الخمسين.. مؤخرا اقتربت من "خير" وجمعتنا جلسات كثيرة من خلال أصدقاء مشتركين، هو بالفعل كما قال عن نفسه، وأضيف إليه أنه يحاول أن يكون صادقا مع ذاته ولا يذلها من أجل لقمة العيش، كما أنه لا يتطوع أبدا للنفاق، وكلماته التي ذكرها تعبر أيضا عن كل مواطن مصري أحلامه بسيطة في الصحة والستر..

وليس كما يقول البعض إننا شعب طماع كسول وفاشل، وهذا غير حقيقي، فالمواطن يفرح إذا وجد مقعدا يجلس عليه في أتوبيس عام، أو حصل على رغيف عيش من المخبز بدون معاناة، الشعب المصري مظلوم لأنه رغم كل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها على مدار مئات السنين فإنه ما زال صابرا، ووقت الأزمات يتغلب على كل مشاكله وهمومه، ويساند بلده وهو حقا كما جاء في بيان القوات المسلحة يوم 30 يونيو 2013 لم يجد من يحنو عليه أو يرفق به.
كل عام وصديقنا "خير" متمتعا بالصحة والستر وراحة البال.
egypt1967@Yahoo.com

الجريدة الرسمية