رئيس التحرير
عصام كامل

فتنة بيانات الخميس تضرب العلاقات بين اليمن والإمارات

ولى عهد الإمارات
ولى عهد الإمارات والرئيس اليمنى

عندما دعت المملكة العربية السعودية لتشكيل تحالف عربي يهدف لتمكين الحكومة الشرعية الممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، كانت الإمارات على رأس الدول التي لبت النداء ولم تبخل بأرواح رجالها أو عتادها العكسري لنصرة اليمن السعيد، من براثن جماعات انقلابية ضربت عرض الحائط بالمواثيق والتفاهمات الدولية المتعلقة بالأزمة.


سنوات طوال سقطت خلالها أرواح من خيرة شباب السعودية والإمارات داخل اليمن فداء له وبهدف نجدت الدولة من مصير مجهول على يد ما تسمى جماعة أنصار الله "الحوثيين".

هذا التحالف المتماسك تربصت به ميلشيات إرهابية أخرى يقودها ويمولها حزب الإصلاح الذراع السياسي لجماعة الإخوان، التي تمكنت من اختراق قوات الجيش اليمني بهدف إعادة تموضعها داخل المعادلة السياسية للبلاد بهدف التأمر على التحالف العربي وتحديدا في معارك الجنوب.

رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي يصل عدن ويعلن عن "معركة المصير"

وكان قد أعلن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، عيدروس الزبيدي، أن أحداث الأسابيع الماضية في عدن وأبين وشبوة كشفت حجم التواطؤ بين ميليشيات الحوثي والإخوان وباقي التنظيمات الإرهابية.

من جانبها وتزامنا مع اشتداد حدة المعارك في الجنوب وسط محاولة السيطرة على قصر معاشيق مقر الحكومة الشرعية، أكدت المملكة العربية السعودية في اجتماع لمجلس وزرائها، الثلاثاء الماضي، على دعوة جميع أطراف النزاع اليمنية في عدن لعقد اجتماع في جدة لمناقشة الخلافات، فيما تحرص المملكة على تغليب الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووقف الفتنة.

وجدد البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" حينها، عقب اجتماع لمجلس الوزراء السعودية التأكيد على "توحيد الصف للتصدي لمليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى واستعادة الدولة وعودة اليمن الشقيق آمنا مستقر".

الرئيس اليمني: فوجئنا بمقاتلات إماراتية تنفذ غارات ضد الجيش والمواطنين

ومع حلول اليوم الخميس، شهدت عدن تطورات غير مسبوقة ووجهت الحكومة اليمنية الشرعية اتهامات لدولة الإمارات بقصف قوات الجيش بهدف معاونة قوات المجلس الجنوبي، وقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي: إن "الميليشيات المتمردة" تتمادى في مهاجمة مؤسسات الدولة في عدن.

وأضاف هادي، في بيان له، أن «المجلس الانتقالي هاجم مؤسسات الدولة في عدن بدعم من الإمارات»، موضحًا: فوجئنا بطيران دولة الإمارات ينفذ غارات ضد المواطنين والجيش اليمني» -على حد قوله.

الإمارات ترد على بيان اليمن: نحتفظ بحق الدفاع عن قوات التحالف العربي

من جانبها أكدت وزارة الخارجية الإماراتية، أن أبو ظبي تحتفظ بحق الدفاع عن النفس والرد على التهديدات الموجهة لقوات التحالف العربي، موضحة أن التنظيمات الإرهابية بدأت بزيادة وتيرة هجماتها ضد قوات التحالف والمدنيين الأمر الذي أدى إلى تهديد مباشر لأمن هذه القوات مما استدعى استهداف الميليشيات الإرهابية بضربات جوية محددة.

وأوضح البيان، أن استهداف قوات التحالف تم عبر مجاميع مسلحة تقودها عناصر تابعة للتنظيمات الإرهابية قامت بمهاجمة قوات التحالف العربي في مطار عدن مما نتج عنها إصابة عنصرين من عناصر قوات التحالف، وعليه تم استخدام حق الدفاع عن النفس لحماية القوات وضمان أمنها، إذ تم متابعة هذه المجاميع المسلحة واستهدافها».

و شدد البيان على أن الدولة لن تتوانى عن حماية قوات التحالف العربي متى تطلب الأمر ذلك وتحتفظ بحق الرد والدفاع عن النفس.

وأضاف البيان أن الأجهزة الاستخباراتية رصدت خلال الأسابيع الماضية خلايا إرهابية بدأت تنشط في المناطق اليمنية الأمر الذي يهدد بشكل فعلي الجهود الكبيرة التي قام بها التحالف للقضاء على خطر الإرهاب في اليمن ويهدد كذلك جهود التصدي لميليشيات الحوثي التي تعد المستفيد الأكبر من انتشار الفوضى والتنظيمات الإرهابية.

محمد بن زايد: نشهد ولادة مرحلة أكثر قوة في العلاقة مع السعودية

المقلق في هذه التطورات هو المخاوف التي بدأت تنتاب المتابعون للشأن اليمني، من محاولة الميلشيات الإرهابية التي على ما يبدو أنها شكلت تحالف سري وتمكنت من اختراق الصفوف الأمنية الشرعية، بهدف إحداث وقيعة بين قوات التحالف العربي التي تخوض معارك قتالية شعارها "مهمة إنسانية"، ترمي في نهاية المطاف إلى تسليم وطن لشعب عربي شقيق فقد الإحساس بالأمان قبل عودتها إلى أوطانها بعيدا عن هذا البحر الهائج بأمواج الصراعات منذ أعوام.



الجريدة الرسمية