رئيس التحرير
عصام كامل

حكام السُّنة.. وكهنة الشيعة !


انحاز فقهاء أهل السنة إلى كيان الحاكم في غلبته وسطوته، فاتخذ من ذلك دعمًا لجور حاكميته، وتكبر على الناس متكئًا على حماية أهل الحديث والأثر..... وتمحور الشيعة وراء مفهوم الكاهن ووساطته، فاتخذوا منه كائنًا معصومًا هاديًا باسم النبي والنسب، فَحادوا جميعًا عن فهم صحيح الدين وأمره، فلا النبي أقر لحاكمٍ بظلمٍ وجور، ولا الله أذن لوساطةٍ بينه وبين عباده، فلا طاعة لمستبد كما ذهب أهل السنة، ولا وساطة بكذبٍ كما تؤمن فرق الشيعة.


وعبدة الحكام نبذوا القرآن وراء ظهورهم، وافتروا الكثير من الأحاديث عن النبي واحتفلوا بها، فلا تكاد تسمع منهم آية من آيات الذكر الحكيم، وقد جنحوا لافتراء تلك الروايات الموضوعة لدعم مصالح الحكام لأن القرآن عَصِّىٌ على التغيير محفوظ من التحريف، ولأنه يفضح منهجهم في أول آيةٍ منه ( ذلك الكتاب لا ريب فيه، هدى للمتقين )، فتركوا طمأنينة الكتاب إلى الريبة في بعض الحديث، ونبذوا الهدى الذي جُمع كله في الذكر الحكيم، وصاروا يتلمسونه في غيره، فكانوا هم بحقٍ محل شكاية النبي منهم: ( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ).

أما الشيعة فقد توسلوا بعليٍّ وآل البيت، فاتخذوا ممن يظنون أنه من نسلهم شخوصًا مقدسين وكهنة معبودين، فهم عندهم معصومون من الخطأ والزلل، وهم الأئمة الهادون المهديون، وزادوا على ذلك فادَّعوا أن هناك إمامًا مهديًا يظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلًا بعد أن ملئت جورًا، وكأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن رسولًا خاتمًا وأن الدين لم يكتمل على يديه، وكأنه ترك الدنيا لهذا المهدي المزعوم ليجبر مانقص من رسالته ويتم مابقي من نبوته !

لقد تم أسر الإسلام وضُرِبَ منهجه القويم منذ قرون طوال، فما جاء إلا ليقضي على جور الظالمين وفجورهم، ويفضح دجل الكُّهان وادعاءهم.

ومابين تعبيد الحكام لشعوبهم واستخفاف الدجالين لعقولهم... طُمِسَت دعوة الحرية والكرامة البشرية التي حملها الإسلام بسبب هؤلاء، فمتى تعود ناصعة كما بدأت ؟! 
الجريدة الرسمية