رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

السلطان الأسمر .. «حفيد النبي» الذي فشل الإسلاميون في اغتيال تاريخه (صور)

فيتو

«لا تعتزوا بالدنيا فإنها خائنة غدارة لا تزيد المعتز بها إلا ذلا وقلًا».. هذه بعض كلمات الصوفي الزاهد، الشيخ الجليل، أو «السلطان» كما يسميه محبيه، عبدالسلام بن سليم الأسمر الفيتوري، الذي يمتد نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت النبي محمد، وسُمي بـ«الأسمر» لأنّه كان يحيّ الليالي في طاعة الله.


فشل التطرف في اغتيال سمعته الدينية على مدار سنوات طويلة، وتعاظمت خلال سنوات ما بعد الثورة، التي حلت فيها الفوضى، وأصبحت عنوان كل شيء في المنطقة، وليس ليبيا وحدها؛ لم ينجح إرهاب الإسلاميين في كسر محبته بقلوب الليبيين والمسلمين، سواء بالتشنيع عليه، أو باستهداف مقامه من التيارات الظلامية، التي باءت كل مخططاتها لمحو الرجل من الذاكرة الإيمانية للمسلمين بالفشل التام.

كان السلطان، يتبع في تعليمه لتلاميذه منهجًا دقيقًا، واهتم بالطبقات الدنيا غير المتعلمة، وخصص لهم بعض دروس الوعظ والإرشاد، التي يبسط لهم فيها قواعد الشريعة والسلوك، ويرشدهم إلى القضايا التي تتعلق بحياتهم الخاصة وعموم حال الأمة، وكان يشجعهم على العبادات، وكثرة ذكر الله.

استحدث حفيد رسول الله، وسائل دعوية أخرى، لتشجيع الشباب على التدين، وبدلا من اللهو الذي انتشر في هذه الأوقات، أقام حلقات الذكر والإنشاد الإسلامي، ونجحت جهوده مع مختلف شرائح المجتمع في تكوين قاعدة أسست لمراكز إسلامية أفادت العالم الإسلامي وحافظت على موروثه الديني، وربما هو السبب الأساسي في استمرار العملية التعليمية بزاويته التي أسسها قبل أكثر من 500 عام، ولازالت إلى يومنا على نفس الهدف والرسالة.

ويذهب الليبيون إلى ضريح السلطان مرتين في العام، الأولى في ثاني أيام عيد الفطر، والزيارة الثانية ثاني أيام عيد الأضحى، ويسمى ذلك بـ«مزار الشيخ»، حيث يقدمون بالآلاف من جميع أنحاء ليبيا، ويقرأون القرآن الكريم، ويهدوه إلى روحه وأرواح المسلمين، وينشدون القصائد النبوية والمدائح التي ألفها الشيخ السلطان وتمدح النبي محمد، وترغب الناس في عبادة الله الواحد، وتدعو المسلمين للحج إلى بيت الله الحرام، وزيارة قبر الرسول.

وتعرض المقام الأسمري إلى اعتداءات من التيارات المتشددة، كان آخرها تدمير المقام عام 2013م في محاولة لإبعاد الناس من المجيء إليه، وتشويه صورة الشيخ، أملا في تفريغ الجو العام لهم، بالطعن في رموز الأمة، وهو مخطط لم ينجح حتى الآن، خاصة أن السلطان، كان سببا في دخول الآلاف من الأفارقة، إلى دين الإسلام، بسبب براعته في تعليم القرآن، ومن أجل كل هذا الإرث الكبير، بنيت له جامعة للعلوم الشرعية باسمه تخليدا لذكراه العطرة التي تضيء التاريخ الإسلامي بنفحات من نور.
Advertisements
الجريدة الرسمية