رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب عن القرية "المغضوب عليها" ونواب آخر زمن!

زغلول صيام
زغلول صيام

ارتباط الإنسان بالأرض التي ولد عليها وعاش أحلي فترات عمره بها لا يمكن مقارنته باي ارتباط آخر، نعم قريتي الجميلة هي عشقي الأول حتى وإن أصبحت قاهري المعيشة.. فراحتي النفسية لا أجدها إلا هناك ومع الأصل والطيبة والجدعنة.


ورغم أن قريتي - الحصة - مركز طوخ محافظة القليوبية - لا تبعد عن القاهرة أكثر من 40 كيلو مترا إلا أنني منذ زمن بعيد أراها تعرضت لظلم كبير، وغبن أشد، نتيجة لعوامل كثيرة وأنها تستحق أفضل من ذلك.

قريه تعدادها يزيد على الـ30 ألف نسمة، ولا تجد محافظا أو مسئولا يزورها، ليس لعيب فيها، ولكن نتيجة ضعف ممثليها من نواب البرلمان، وأتذكر وأنا طفل صغير أن آخر مسئول زارها كان في سبعينيات القرن الماضي، وكان رحمة الله عليه الدكتور مصطفى كمال حلمي وزير التربية والتعليم آنذاك لوضع حجر أساس مدرسة الحصة الإعدادية، وبعدها في الثمانينيات كانت زيارة المحافظ عمر عبد الآخر ولا أتذكر مسئولا بعد ذلك.

ومنذ تلك الحقبة الزمنية أصبحت خارج الخريطة لا محافظ ولا غيره، رغم أنها مؤثرة في أي انتخابات نيابية، وكعبة كل من يريد النجاح في الانتخابات، بعد الوعود البراقة ثم تتحول إلى زيف ووهم مع النزول لأرض الواقع، وهكذا ظلت تدور في فلك أصحاب الوعود حتى تحولت إلى قرية مغضوب عليها، والجميع من حولها يتقدمون، ولك أن تتخيل أن مشروع الصرف الصحي الذي أنفقت عليه الدولة الملايين، وانتهي منذ 2010 ولم يتم تشغيله لأسباب لا يعلمها إلا المسئولون.

بيوت الناس تأثرت بفعل المياه الجوفية، وخزانات الصرف الصرف الصحي، ولم يعد عمرها الزمني يتجاوز الـ25 عاما، كل هذا والمسئولون في سبات عميق.

وبالأمس تلقيت رسالة من أهلي وأصدقائي تطالب بإيصال صوتهم للمسئولين، بعد فشل التلغرافات والشكاوى في الوصول إلى أصحاب الأمر، مع وعد قاطع بمنع أي نائب من نواب الدائرة من دخول القرية مادام أنه لم يقدم شيئا.

نعم حالة الصحيان حدثت، ولا بد أن يقف الجميع بعدما تحولت القرية إلى (المغضوب عليها) وكل الخدمات فيها أصبحت معدومة.. الجمعية الزراعية آيلة للسقوط، ومكتب البريد الذي يخدم أصحاب المعاشات في خبر كان، والمدرسة الإعدادي جزء منها آيل للسقوط، والمعهد الديني فوق مسجد الرحمة تحول إلى أطلال.

إنها مأساة بكل ما تعنيه الكلمة، ولا بد من حل، وأنا من موقعي أدعو المحافظ لزيارة القرية ليري بأم عينه ما أتحدث عنه، وسيحدث بإذن الله.. يري المأساة بكل ما فيها، أما النواب فلا حاجة لنا بهم.

وأري أن مشروع الصرف الصحي لا بد أن يعمل مهما كانت المعوقات، ويحاسب من أهمله ، حتى لا يكون عبئا على الدولة بعد شهور قليلة.

والحقيقة أزعم أن لي تجربة مع قريتي عندما كنت رئيسا لمركز الشباب، عندما حاولت شراء أرض خارج القرية وحصلت على موافقة الزراعة، ثم فشل المشروع، لأن هناك من لا يرضيه أن تنهض هذه القرية، وحتى لا يقال إن فلان عمل كذا أو قدم شيئا.

تركنا لكم الجمل بما حمل فماذا فعلتم.. لقد أعدتم القرية إلى القرون الوسطي.. أبدا لن نعود مرة أخرى للخلف، لأن أعداد الشباب في تزايد رهيب ، وكلهم مؤهلون، ولديهم رغبة في التغيير، وبالتالي فلن نخذل هؤلاء.

سنعتبر هذا المقال بداية وجرس إنذار لكل هؤلاء، مع وعد بعدم الصمت أو التوقف مهما كانت الأسباب، وكفي ما ضاع.. نعم أتكلم وأنا أري بعيني الخطر محدق.. وللحديث بقية.
الجريدة الرسمية