رئيس التحرير
عصام كامل

"موسى" في صالون "جمال الدين": مصر تستطيع


لو كانت مصر "عفية" لما استطاعت أمريكا أن تتمادى في تجاهل الحقوق العربية.. وأن تسقط العرب من حساباتها.. تلك هي القناعة التي توصل إليها "عمرو موسى"، الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، وحاول أن يدلل على صحتها أمام أعضاء صالون "جمال الدين" الثقافى الذي يدعو إليه وزير التعليم الأسبق "أحمد جمال الدين"، ووجه الدعوة إلى "موسى" للحوار حول "أثر سياسات ترامب على مستقبل الوطن العربي".


أشار "موسى" إلى أن رؤساء أمريكا السابقين كانوا يأخذون في الاعتبار الموقف المصرى، ويحسبون ألف حساب لردود الأفعال المصرية والعربية، وهو ما يتجاهله "ترامب" الآن.

وليس سرًّا يذاع أن قوى عالمية تريد لمصر إما أن تنكفأ على نفسها أو تقبل بالشروط المملاة عليها، وفى كل الأحوال لا يجب أن تستقل مصر في قراراتها بين الشرق والغرب أو الشمال والجنوب. ويعدد "موسى" التحديات التي تواجه مصر بداية من الإرهاب الممول من الخارج، إلى ما يجرى على حدودها مع ليبيا، أو السودان، أو غزة، بالإضافة إلى محاولات إصلاح أخطاء وخطايا أنظمة سابقة.

المتغير الذي يحدث على الساحة العربية أن "ترامب" نجح في إقناع العديد من الدول العربية بأن الخطر القادم يأتى من إيران.. لا من إسرائيل التي يجب أن يتعايش العرب معها.. ويقيمون شركة اقتصادية تفيد الجميع ولا يقفف تأثيرها عند الإسرائيليين والفلسطينيين.. إنما يشمل الدول العربية المجاورة لإسرائيل.

لم تكن ملامح صفقة القرن قد اتضحت عند لقاء "موسى" بأعضاء صالون "جمال الدين" الثقافي، ولكنها انكشفت بالكامل في ورشة البحرين! وما صدر عنها من توصيات تؤدى إلى فرض الاستسلام على الفلسطينيين ورشوتهم بصفقة لبيع القضية.

وكشفت التصريحات التي أدلى بها عدد من وزراء الخارجية عن تغير كامل في المواقف، فلم تعد إسرائيل هي العدو الرئيسى للعرب التي احتلت الأراضي الفلسطينية، إنما إيران هي العدو للعرب والإسرائيليين. وكالعادة لا يتوقف "عمرو موسى"، في محاضراته عند القضايا الخارجية، إنما يتناول مشكلات الداخل، بما يؤكد أنه متابع جيد لما يجرى من تطورات.

وقد شارك أعضاء الصالون، الذين يمثلون النخبة المصرية، المحاضر في الحوار، ومنهم من قدم آراءً جديرة بالمناقشة.. بما لا يتسع له مقال صحفي.. من المفترض أن يقدم رؤية صاحبه. لقد حرصت على أن أنقل إشارات الحوارات الحادة التي تجرى في صالون "جمال الدين"، الذي ناقش خلال ثلاث سنوات 24 قضية تمس يشكل مباشر اهتمامات المصريين.

وأظن أن إحياء فكرة إصدار كراسات عن لقاءات الصالون أصبحت ملحة لكى تقدم للرأي العام والمسئولين. 
سألتُ "عمرو موسى": ألم يعد أمام مصر إلا أن تنكفأ على نفسها وتنشغل بأمورها؟!. فرد قائلًا: أنا أرفض كلمة الانكفاء، مصر تستطيع، حتى لو اقتصر دورها على ألا تشارك في تلك المخططات.

الجريدة الرسمية