رئيس التحرير
عصام كامل

زعامة المحافظين وزعامة بريطانيا


استقالت "تريزا ماي" رئيسة وزراء بريطانيا وزعيمة حزب المحافظين حزب الأغلبية بعد أن خذلها نواب الشعب، ولَم يؤيدوها في طريقة الخروج من الاتحاد الأوروبي قانونيا. بات على حزب المحافظين أن ينتخب زعيما جديدا، وبالتالي يكلف برئاسة الوزارة لأن حزب المحافظين ما زال حزب الأغلبية حتى عام ٢٠٢٠ عام الانتخابات العامة المقرر لها دستوريا.


وتم تحديد المرشحين بواسطة النواب، وكان على كل مرشح أن يدعمه ٣٣ عضوا من النواب لكي يشمله الترشح. وكان أولهم "بورس جونسون" الذي كان وزيرا للخارجية، واستقال لكي يتحرر من الوزارة ويستعد لخوض المعركة لكرسي الرئاسة، ومنهم أيضا وزير الداخلية "ساجد" ذو الأصول الباكستانية، وتجري عملية التصويت على عدة مراحل، وتخرج منها الأقل حصولا على الأصوات حتى يصل الأمر إلى أكبر اثنين حصولا على الأصوات.

ولا ننسى أن بريطانيا ديمقراطية دستورية عريقة تسير طبقا لما يريده غالبية شعبها فعلا. لكنها سبب أغلب مشكلات العالم، والإنجليز ملوك الأسافين والتفرقة والكلام المطاط والوعود البراقة الزائفة، ولاننسى وعد "بلفور"، والمكايد في صحراء العرب، والعروش الهشة وما تلى ذلك.


ودخل سباق رئاسة الوزراء عشرة مرشحين وخرج منهم أربعة، والستة الباقون أولهم "بوريس" وآخرهم "ساجد" وما زال هنالك أكثر من تصويت. ومازال "بوريس" في المقدمة بعد التصويت الثالث، ويبدو أنه الأكثر في الحصول على أصوات النواب، وكل هؤلاء المرشحين نواب الشعب في دوائرهم، وهم يمثلون أغلبية أصوات الشعب الإنجليزي، ومن المعروف أن رئيس وزراء بريطانيا هو الحاكم الفعلي للدولة، وعليه أن يحصل على ثقة الشعب الممثل في نواب الأغلبية يا أولوا الألباب.

الشعب البريطاني يحكم بلده عن طريق نوابه، وهم الذين اضطروا "تريزا ماي" إلى الاستقالة لأنها لم تحصل على ثقتهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الجريدة الرسمية